منذ أن ابتلينا بما عرف بالربيع العربى، وقد اختلط كل شىء، الإرهابى أصبح مسالمًا، والمسالم أصبح إرهابيًا، والعدو أصبح صديقًا، والقوى أصبح ضعيفًا، والشهيدان صدام والقذافى أصبحا خطرًا على العالم بينما الكلب تيتانيا هو والقرد بيريز من دعاة السلام، ووصف البعض الفوضى بالمظاهرات، والهوجة بالثورة والانقلاب بالتحرر، كل شىء انقلب ومن مساوئ هذا الانقلاب أن نجد من يقول عبارة أن «إسرائيل تحارب الإرهاب»، شوفتوا نكتة أحسن من كدة، دولة العدو الصهيونى التى جاءت بالإرهاب تحارب الإرهاب، دولة إسرئيل التى خططت لتدمير الدول العربية الكبرى فى المنطقة، تارة بغزوها مع أمريكا للعراق، وتارة أخرى بزرع مفاهيم شاذة، منها ثورات الربيع العربى، وتارة أخرى بمحاربة الإرهاب وغيرها من المفاهيم التى دمرت دول وقتلت الآلاف من العرب والمسلمين.
ألم أقل لكم أنها نكتة أن نقول عبارة «إسرائيل تحارب الإرهاب»، والحمد لله أن هناك من العرب من يعرفون جيدًا أن وراء أى إرهاب هى دولة العدو الإسرائيلى، وأمس، أعاد لنا الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين، وأمين سر منظمة التحرير الفلسطينية التذكرة بأجمل عبارات حاول حلفاء العدو الإسرائيلى أن ينسونا هذه العبارات، حيث قال «إن ما يقال عن أن إسرائيل تحارب الإرهاب فهو كذب وأن من يحاربه هم العرب والجنود فى العراق وسوريا والسعودية ومصر وفلسطين وأن %99 ممن يقاتلون داعش عرب و%99 من ضحاياه عرب».
وأشار فى تصريحات له، بمقر وزارة الخارجية المصرية، إلى أن الاحتلال الإسرائيلى هو أعلى مظاهر الإرهاب، مثنيًا على البيان المشترك الصادر عن المباحثات الرئاسية المصرية الأردنية منذ أيام، والذى نص على خيار الدولتين والتمسك بإقامة دولة فلسطينية مع التمسك بمبادرة السلام العربية، مشيرًا إلى أن عندما ذهب إلى واشنطن ذهب ببرنامج يتصدره عدم قيام دولة فلسطينية.
وقال إن مؤتمر باريس للسلام، كان فى غاية الأهمية، وشاركت فيه 70دولة، و4 منظمات دولية و74مشاركًا، وبمشاركة دول من القارات الخمس، ومنها الدول العربية والاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة وروسيا، وتم التأكيد على أن الذى يريد الانتصار على الإرهاب فى المنطقة عليه أن يجفف مستنقع الاحتلال الإسرائيلى، ويقيم دولة فلسطين على حدود 1967، حيث إن قمة باريس أكدت أنه لا يمكن تهميش القضية الفلسطينية وستبقى قضية العرب الأولى.
انتهت تصريحات صائب عريقات، التى قالها من قلب القاهرة، وأعادت لنا ذاكرة الكلمات التى تقول الحقيقية عن دولة العدو الذى أعتقد أن الهوجات العربية الفاشلة المعروفة بالربيع العربى قد تستطيع أن تجعلنا ننسى أن إسرائيل هى منبع الإرهاب وأنها وراء كل الذبح والقتل والحرق الذى يحدث فى العالم العربى كله، فهل نستطيع أن ننسى جرائم إسرائيل فى صبرا وشاتيلا، وهل ننسى مذابح الأسرى فى النكبة والنكسة، ومدابح العدو الصهيونى فى غزة ولبنان وسيناء وغيرها، أن إسرائيل هى المنبع الرسمى للإرهاب، إن لم يكن فى العالم فعلى الأقل فى منطقتنا العربية.