عشق الربابة منذ صغره ليرثها عن والده ويورثها لنجله، ليحافظ على التراث الشعبي الذي اشتهرت به مصر، وخاصة فى منطقة الصعيد.
ولعشقه للربابة صمم على التجول بين محافظات مصر المختلفة عازفاً وبائعاً لها، بعد أن يقوم بصناعتها بنفسه، يُعلم الأطفال بالمدن والقرى، تاركاً رسالة في كل قرية ومدينة زارها، مفاداة أن الربابة ثراث لابد من الحفاظ عليه.
بائع الربابة: أطوف كل المحافظات المصرية بائعاً وعازفاً ومحافظاً على تراث الأجداد
وقال محمد أحمد بائع الربابة، إنه قدم من محافظة المنيا يرافقه نجله مصطفى، متجولاً بين مدن وقرى المحافظات المصرية لبيع الربابة، وإسعاد الكبار والصغار بالمقطوعات الموسيقية التي يعزفها، إضافة لتعليم الأطفال كيفية العزف على الآلة القديمة.
مضيفاً أنه يشعر بسعادة كبيرة عندما يطلب منه أهالي المحافظات إسماعهم مايحبونه من أغاني السيدة أم كلثوم أو الأغاني الشعبية لمحمد رشدي ومنها" ياليلة ماجاني الغالي دق عليه الباب "، ومواويل شعبية لأحمد عدوية، ومحمد طه، ومن أشهر مايعزفه للسيدة أم كلثوم" هوا صحيح الهوى غلاب"، وبعيد عنك، والأطلال ".
التواجد بالموالد بالمحافظات والإحتفالات بالسيدة العذراء
أضاف محمد لـ " اليوم السابع " أنه يحرص على التواجد بالموالد بمدن المحافظات منها مولد العارف بالله إبراهيم الدسوقي بدسوق، ومولد السيد البدوي بطنطا، ومولد سيدي عبدالرحيم القنائي بقنا، ومولد السيد الفرغل بمدينة أبو تيج بأسيوط ، ومولد السيدة العذراء بالمنيا " لا فرق بين المسلمين والمسيحيين فكلنا أبناء الوطن فأعيادنا واحتفالاتنا وإحتفلاتهم سواء" .
الربابة متنفس الفقراء لعزف المواويل والأغاني الشعبية وأغاني الست
وأكمل محمد، إن هناك من يقبلون على شراء الربابة خلال الفترة الأخيرة، موضحا إنه عندما يقف بين العمارات السكنية يعزف الربابة ويسمعه الأطفال ينزلون من الشقق السكنية، ويلتفون حوله لشراءها والإستماع له، ويحرص على جمع الأطفال ويقف وسطهم ليعلم كل من يشتري منه الربابة، كيفية مسكها والعزف عليها، ولا يعبأ بالوقت الكبير الذي قد يستغرقه معهم لتعليمهم .
مشيراً إلى أنه يبيع الربابة الصغيرة بسعر 3 جنيهات ونصف، والكبيرة بسعر 5 جنيهات ، مؤكداً أن ألعاب الأطفال وتطور صناعتها لن يؤثر على إقبال الكبار والأطفال على الربابة ، لأنها لا تحتاج لحجاره قلم ولا حجاره كبيره ولا حتى كهرباء ومن السهل حملها، ورخص ثمنها زاد من الإقبال عليها.
كيفية صنع الربابة وسُبل جذب الأطفال
وتابع أنه يصنع الربابه بنفسه من الخشب والجريد والكتان ويلونها بـ 3 ألوان " الأصغر و الأحمر والأخضر " كي تكون مبهجة وجاذبة للاطفال، حيث "يساوي الخشبة ويصنع علبه صغيرة يلفها بورقة أسمنت ويضعها بطرف الخشبة، ويُركب سلك على الخشبة ويثبيته من جانبي الخشبة بالطول".
بائع الربابة : رفضت رفع ثمنها رغم زيادة الأسعار
وقال بائع الربابة " الرزق من عند الله" مضيفاً أنه يتجه للمحافظات ولايعرف العدد الذي سيبيعه"، مشيراً إلى أنه رفض رفع ثمن الربابة رغم غلاء الأسعار ورغم ارتفاع تكلفة انتقالة من محافظة لأخرى ومن مدينة لأخرى ، لأن هدفه الحافظ على ميراث عربي صعيدي أصيل، اسعاد الكبار و الصغار.
نجل بائع الربابة : رفضت التعليم بالمدارس حفاظاً على مهنة والدي
وقال مصطفى بائع الربابة الصغير، أنه فضل تعلم الربابة مهنة والده وأجداده ،ليكتسب منها وينفق على نفسه ويساعد والده، مؤكداً أن السفر والتجول بين المحافظات أكسبه الكثير من الفوائد منها رأي المحافظات المصرية، وماتتميز به كل محافظة بالإضافة للتعرف على أهالي تلك المحافظات، وتكوين صداقات تنفعه في المستقبل .
وأضاف مصطفى، إنه رفض الإلتحاق بالمدرسة لان الوظيفية الحكومية لن توفر له متطلبات الحياة ، ولكن الربابة توفر له متطلبات أسرته، مؤكداً أنه تعلم على يد والده كيف يجسد الكلمات والأغاني والمواويل، وهذا هو سبب عشقه لها، وعشق أهالي الصعيد لتلك الآلة البسيطة لأن الصعايدة يعتبرونها تراث قديم يقدرونه ويحافظون عليه.
ربة منزل : فضلت شراء الربابة لنجلي لأعلمه عزفها وحبه لتراث أجدادنا
وقالت والدة الطفل محمد علي " ربة منزل "أنها فضلت شراء ربابة لنجلها، لأنها ترى أنها أفضل من أي لعبه قد تشتريها له، فتتلف في أي وقت، ولكنها ترى أن صوت الربابة، والعزف عليها سيكون له تأثير ايجابي على نجلها، ليتعرف على آلة شعبية بسيطة، وأعلمه حب تراث أجدادنا في زمن قل الإهتمام به .
بائع الربابة ونجله بمدينة كفر الشيخ ربة منزل تشتري لنجلها واحدة
حرص للحفاظ على تراث الأباء
بائع الربابة يفضل تعامل نجله مع الزبائن الرغبين في شراء الربابة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة