حقيقة «الغنيمة الكبرى» التى حصل عليها الجيش المصرى فى بطن جبل الحلال
للدعارة أنواع وأوجه عديدة، أكثرها انحطاطًا، الدعارة السياسية، حيث يتصدر «الداعرون» المشهد، ليتحدثوا عن القيم الأخلاقية والوطنية، والحريات والعدالة الاجتماعية، فى العلن، ويمارسون كل أنواع الانحطاط فى الخفاء.
وإذا كانت الدعارة الجسدية، محرمة فى الديانات السماوية الثلاث وعقوبتها الجلد لغير المحصن، والإعدام رميًا بالحجارة للمحصنين، فإن الدعارة السياسية تبدو سلعة رائجة هذه الأيام لا قوانين تضبطها، ولا ديانات تحرمها.
وإذا كان المعلوم بالضرورة أن مفهوم الدعارة هو بيع الجسد بمقابل مادى، واتخاذ كل الوسائل لإغواء الزبون بإظهار المفاتن، فإن السياسى «الداعر» صار على الأقل فى الوقت الحالى، أسوأ، واتخذ من الكذب، والرياء، والاستجداء للحصول على أصوات الناخبين، وبيع الوهم، وتوزيع الوعود البراقة، نهجًا وسلوكًا للوصول إلى مقاعد السلطة.
الأخطر فى الدعارة السياسية، ما أظهرته الجماعات والتنظيمات والحركات والنشطاء والحقوقيون، من انحطاط قيمى ووطنى، لم يسبق له مثيل، فهؤلاء يمارسون كل أنواع الخيانة، ضد الوطن، بمقابل، ومجانى أيضًا، ويضعون أيديهم فى أيدى كل الدول والكيانات الكارهة لمصر، من تركيا إلى قطر وحماس وبريطانيا، وأثيوبيا، وأى دولة تظهر امتعاضًا أو غضبًا من القاهرة.
والصيد الثمين الذى تمكن الجيش المصرى من الحصول عليه فى جبل الحلال، كشف بجلاء عن «الدعارة السياسية» بما يفوق قدرات العقل على التصديق، وذلك من خلال ما تم العثور عليه من أوراق ووثائق تضم أسماء الخلايا النائمة فى مختلف الجهات والمؤسسات، سواء رسمية أو سياسية أو مدنية، داخل البلاد أو خارجها، وما تضمه من مخططات مزمع تنفيذها خلال الأيام المقبلة، ومن بينها المخطط الذى يتم تنفيذه حاليًا، وهو استهداف الأقباط بشكل مكثف، بقتلهم والتمثيل بجثثهم وحرق منازلهم واختطاف نسائهم، وتروج له قناة الجزيرة، وكل قنوات الإخوان، صوتًا وصورة، وتصوير الوضع على أن مصر عاجزة عن حماية الأقباط والمطالبة بفرض الحماية الدولية على شمال سيناء، لذلك كان قرار الإجلاء المؤقت السريع لإحباط المخطط.
لكن تبقى «الغنيمة الكبرى»، والتى ستكشف الأيام المقبلة عن مدى دقة المعلومات المتناثرة حولها، وهى سيطرة القوات الخاصة المصرية على مركز عمليات ضخم فى باطن جبل الحلال، التى تدير منه التنظيمات الإرهابية، كل عملياتها فى سيناء وخارجها، ويضم أحدث وسائل الاتصال، وشاشات عرض كبيرة وأجهزة كمبيوتر متطورة، وعددًا كبيرًا من تليفونات الثريا، وأجهزة محمول عادية تعمل بشرائح شبكات اتصالات إسرائيلية وأردنية، والملايين من العملات المختلفة، يورو ودولار وشيكل، بالإضافة إلى غرف مبيت وإعاشة مجهزة بشكل رائع، ومستشفى مجهزة. والسؤال الخشن، هل الجماعات والتنظيمات الإرهابية فى سيناء تمتلك قمرًا صناعيًا؟ فوجود صور بالأقمار الصناعية لأهداف حيوية، وتواجد الارتكازات الأمنية، وتحركات الجيش، والثغرات التى تمكن الخونة من استغلالها لتوجيه ضرباتهم الموجعة للقوات المصرية، يؤكد أن هناك دولًا وأجهزة استخبارات داعمة لهذه التنظيمات.
الأهم، أنه كيف تمكن الجيش المصرى من السيطرة على جبل الحلال والذى يعد أسطورة فاقت أسطورة خط بارليف وصعوبة تضاريس جبال «تورا بورا» فى أفغانستان؟
والإجابة على هذا السؤال وحسب ما توفر من معلومات، أن الجيش المصرى استطاع وضع خطة ذكية بدأ الإعداد والتجهيز لها منذ أكثر من عام، من خلال عملية مسح وجمع معلومات شاملة للجبل، استخدمت فيها الأقمار الصناعية وأجهزة المعلومات، وطائرات استطلاع، وأمكن التوصل لعدد من الكهوف الخالية التى لا تستخدمها التنظيمات الإرهابية، وهنا جاء دور القوات الخاصة، صفوة الجيش المصرى، الذين تمكنوا من دخول هذه الكهوف، والإقامة فيها، وتم تحديد ساعة الصفر، للاقتحام، وهنا كان الهجوم على الجبل والذى بدأ من الداخل للخارج، وليس العكس، مما سبب صدمة عنيفة شلت حركة التنظيم تمامًا، ومكنت رجال الجيش المصرى من السيطرة على الأوضاع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة