أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

زوروسيا قصة بنت مسيحية اسمها «كاترين»

الإثنين، 27 فبراير 2017 07:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى سنة 194 ميلادية، كانت فتاة جميلة تسمى زوروسيا، تعيش فى الإسكندرية، وتنتمى إلى عائلة رومانية أرستقراطية وثنية، كان جمالها ملفتًا للجميع لكنها قررت، فجأة، أن تؤمن بالديانة المسيحية، رغم أن الوقت حينها، كان قاسيًا بالمعنى الحقيقى، فالإمبراطور الرومانى مكسيمينوس لم يتورع عن ارتكاب أى شىء ليضطهد متبعى الدين الجديد.
 
هذا الإمبراطور أرقه الأمر جدًا، وتساءل ما الذى يدعو فتاة تعيش فى رغد من العيش أن تخرج بهذا الشكل الخطير عن حياتها الثابتة، لذا طلب من 50 حكيمًا من حكماء عصره، أن يناقشوا «زوروسيا» ويجادلوها وأن يبذلوا كل ما فى وسعهم من أجل دحض براهينها عن هذه الديانة المسماة بالمسيحية، إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل، بل جاءت النتائج بشكل عكسى لدرجة أن هؤلاء الحكماء ما لبثوا أن انضموا إلى أفكار الفتاة التى أصبح اسمها «كاترين»، واتبعهم بعدها كثيرون كان من بينهم أقرباء للإمبراطور ومن رجال البلاط.
 
بالطبع الإمبراطور مكسيمانوس، لم يستوعب ذهنه أن تترك فتاة جميلة لها مستقبل واضح مشرق كل ذلك من أجل فكرة، مهما كانت روحانيتها، ولم يتفهم كيف باع خيرة رجاله المجد الذى يعيشون فيه من أجل زهد الديانة الحديثة، لكنه أحس بأن الدائرة تضيق من حوله، فأحس بالخطر وقرر أن يلجأ لتعذيب الفتاة.
تاريخ الرومان فى التعذيب معروف ومشهور بقسوته، لكن ما كان لأحد أن يتخيل ما فعلوه بفتاة صغيرة، صنعوا لها عجلة تبرز منها المسامير الحادة ورؤوس سكاكين المدببة اللامعة ثم وضعوها فيها، ودارت العجلة دورتها الدموية تاركة أثرها الرهيب على الجسد الطاهر، لكن ذلك لم يؤثر على إيمانها، وخشية من السقوط فى بهاء روحها، قام أحد الجنود بقطع رأسها.
 
تقول الحكايات إنه بعد قرون عدة من وفاة «زوروسيا» التى أصبح اسمها فى المسيحية «كاترين» ظهرت رفاتها فى حلم أحد رهبان دير طور سيناء، الذى تم بناؤه بأمر الإمبراطورة هيلين أم الإمبراطور قسطنطين، ونفذه فعليًا الإمبراطور جستنيان، والذى يعتقد البعض أنه أقدم دير فى العالم، فنقلت هذه الرفات إليه ووضعت فى الكنيسة بصندوق رخامى بجانب الهيكل الرئيسى، وأصبح الدير يعرف باسمها «دير سانت كاترين» منذ القرن الحادى عشر.
 
هل فيما ذكرناه علاقة بما يحدث الآن مع أقباط مصر المقيمين فى شمال سيناء، والذين يتم تهجيرهم إلى الإسماعيلية بعد أن قامت تنظيمات إرهابية تثير الفساد فى سيناء باضطهادهم خلال الأيام القليلة، أعتقد أن هناك علاقة ما.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة