هى مؤسسة معتدة بنفسها.. مستقلة بذاتها.. لا أحد يفرض عليها رأيا لكنها تقنع من حولها برأيها.. نبيلة عبيد ثقافة وتاريخ وشخصية صنعت نفسها فى دنيا الفن والشهرة والمجد والأضواء والطموح والنجاح والحب.. رحلتها مع الحياة طويلة لكن مع السينما أطول تميزت بالصدق والجرأة والمغامرة.. هى نجمة تحت المراقبة، وبطلة تقف على أول الصف بجوار كبرى النجمات، بل هى ونادية الجندى آخر من أنجبت السينما المصرية من نجمات يتصدرن شباك التذاكر.
نبيلة عبيد فى حوارها مع العباس السكرى
فى الرحلة مرت نبيلة عبيد بكل المحطات من "الفتاة الصامتة" لـ"المراهقة" وحتى نجمة مصر الأولى.. وربما تكون نبيلة أكثر حظا من آخريات فى علاقتها بالكبار وعلى رأسهم أستاذنا إحسان عبد القدوس، ونجيب محفوظ، ونيازى مصطفى وفطين عبد الوهاب وعاطف سالم، والجيل الآخر وحيد حامد، أشرف فهمى، مصطفى محرم، عاطف الطيب، وحسين كمال، وعلى عبد الخالق، ومن وقتها أتقنت "بلبلة" اللعبة السينمائية لتحتل مكانة كبيرة على خريطة الفن العربى.
"اليوم السابع" ذهبت لمحاورة نجمة مصر الأولى نبيلة عبيد عن الحياة والسينما، فبدأت حديثها من حيث تكريمها فى مهرجان شرم الشيخ للسينما العربية والأوروبية والمقرر انطلاقه 5 مارس المقبل، تقول: "فلسفة المهرجان تهدف لدعم السياحة المصرية، وتوقيت إقامته مناسب لى، لذلك تحمست عندما هاتفتنى إدارة المهرجان لتكريمى ولأن أكون ضيف الشرف وتكريمى أعده تتويجا للرحلة السينمائية الكبيرة"، وتستكمل حديثها: "لاحظ أن المهرجان به قسم للسينما الأوروبية وهو ما يعنى حضور وفود أجنبية، خصوصا وأن الأجانب يعشقون شرم الشيخ، ويذهبون اليها دائما، لذلك متحمسة أن يؤتى المهرجان ثماره لصالح الدولة والوطن"، وتعلن النجمة عن تفاؤلها قائلة: "متفائلة إلى حد كبير بالمهرجان، وتواجدنا هناك هيعمل على تنشيط السياحة، ويبعث رسالة للخارج تهدف أن بلدنا آمنة، وهذه دوافع نبيلة تصب فى صالح البلد".
نبيلة عبيد
فى المهرجان يعرض للنجمة نبيلة عبيد فيلمين هما "الراقصة والسياسى" قصة إحسان عبد القدوس، سيناريو وحوار وحيد حامد، إخراج سمير سيف، و"ولا يزال التحقيق مستمرا" قصة إحسان عبد القدوس، سيناريو وحوار مصطفى محرم وإخراج أشرف فهمى، تقول عنهما: "إدارة المهرجان اختارت عرض الفيلمين لوجود ترجمة عليهما، وسعيدة بعرضهما، لكنى تمنيت عرض فيلم "توت توت" إخراج عاطف سالم، وطلبت هذا من الإدارة لكن عدم ترجمته حال دون عرضه".
مشهد من الراقصة والسياسى
وتتذكر نجمة مصر الأولى كواليس فيلمها الشهير "الراقصة والسياسى"، قائلة: "هذا الفيلم بالتحديد كان حالة خاصة فى مشوارى، وحيد حامد كتبه فى شهر ونصف فقط، وقتها كنا فى مكتب المنتج إبراهيم شوقى، وحدثنى بالتليفون وقال لى فى انتظارك الساعة 1 ونصف ظهرًا، وذهبت فى الموعد المحدد وبعد ساعة بالضبط كان انتهى من كتابة السيناريو أيضا، ولم نضع حرفا واحدًا عليه"، تستكمل النجمة: "نجاح الراقصة والسياسى وصل إلى حفظ الجمهور مشاهد وإيفهات سونيا سليم الشخصية التى قدمتها، ووالدتى كانت دائما تقول للمخرج سمير سيف أنت عملت أحلى فيلم، كان من وجهة نظرها هو أفضل أفلامى، وأعتقد أننا جميعا كنا موفقين فيه، حتى جهاز الرقابة على المصنفات الفنية لم يعترض على أى مشهد".
سألتها عن الراقصة والسياسى ومن هما؟.. قالت النجمة وهى تضحك بصوت عال: "السر عند إحسان عبد القدوس، هو وحده الذى يعرفهما، وجميع كتاباته كانت أقرب كثيرا إلى الواقع، ولم يقل لأحد عما يقصده وتستطيع أن تقول المعنى والمقصد فى بطن الكاتب".
بلبلة فى الراقصة والساسى
تنتقل النجمة فى حديثها مع "اليوم السابع" حيث تاريخها ومجدها وفنها، تقول: "استعرض تاريخى الفنى بكل فخر واحترام، أعطيت للسينما كثير، منحتها عقلى وقلبى وحياتى ولم أبق على شىء إلا ومنحته إياها، لم أبخل بأى شىء، كل حاجة أعطيتها للسينما وعندما انظر إلى أعمالى أجد ورائى تاريخ كبير ومشرف وأعمال حلوة، وإن كانت هناك بعض الأعمال غير الجيدة لم أرض عنها، هذه الأعمال كانت فى البدايات وتم تصويرها خارج مصر فى لبنان وسوريا، شاركت فيها ببداياتى ولا أستطيع أن أنكرها لأنها موجودة، لكن الجمهور لا يتذكرها لأن الأعمال القوية والجيدة هى المسيطرة.. وتعلّل: "وقتها كنت بلا خبرة ولا دراية وأبحث عن الانتشار، لكن بعد ذلك حدثت وقفة مع النفس".
وترى نبيلة عبيد أنها بدأت تدرك الطريق الصحيح نحو النجاح بدء من فيلمها "رابعة العدوية" مع فريد شوقى والمخرج نيازى مصطفى، و"المماليك" مع عمر الشريف والمخرج عاطف سالم، و"خطيب ماما" مع أحمد مظهر ومديحة يسرى إخراج فطين عبد الوهاب، و"زوجة من باريس" مع رشدى أباظة وفؤاد المهندس إخراج عاطف سالم، وبعد هذه الأفلام اتجهت للبنان وسوريا بسبب حبى للسفر وصورت هناك أفلاما ليست جيدة فنيا.
الراقصة والطبال
وتعتبر النجمة الكبيرة انطلاقتها الحقيقية كانت عبر بوابة الأستاذ إحسان عبد القدوس، تقول: "الرحلة مع إحسان مختلفة ومهمة، والانطلاقة الكبرى كانت من فيلم وسقطت فى بحر العسل، إخراج صلاح أبوسيف، وبدأ المشوار وكانت اختيارات إحسان تصب فى صالحى، وبدأت المشوار معه فى كثير من الأعمال السينمائية التى حققت نجاحا مبهرا منها العذراء والشعر الأبيض، وأرجوك أعطنى هذا الدواء، وأيام فى الحلال، الراقصة والسياسى، الراقصة والطبال، انتحار صاحب الشقة" وغيرها من الأعمال التى شكلت مرحلة مهمة فى سينما وتاريخ نبيلة عبيد".. تضيف: "عملت أيضا أهم الأفلام مع الكاتب الكبير الراحل محمود أبو زيد ذاك السيناريست كان يقرأ 6 كتب قبل كتابة أى سيناريو وكل حرف يكتبه فى الحوار كان يحمل مغزى هاما ومن أعمالنا "عتبة الستات" و"ديك البرابر"، وافتخر بأفلامى مع وحيد حامد والمخرج سعيد مرزوق، وفيلم "قصاقيص العشاق" من الأعمال الهامة بس مخدش حظه"، وعن أهم الفنانين الذين وقفت أمامهم تقول النجمة :"فريد شوقى وأحمد زكى ومحمود عبد العزيز ويوسف شعبان وصلاح قابيل من أهم الفنانين، وأيضا كمال الشناوى عاش نجما حتى اللحظة الأخيرة فى حياته".
نبيلة عبيد مع العباس السكرى
قلت لها ما الفيلم الذى تمنيت تقديمه فى حياتك؟.. ردت: "فى بداياتى كنت قد قرأت رواية "نادية" للأديب يوسف السباعى، وكان نفسى أعملها فيلم، أحببت تلك الشخصية الصعبة والمركبة، التى جسدتها ببراعة السندريلا سعاد حسنى".. وترصد الاختلاف بينها وبين النجمة نادية الجندى قائلة: "أنا لون ونادية الجندى لون تانى خالص وهى بارعة فى سكتها وناجحة فيها جدا".
هل أخطأت نبيلة عبيد فى حياتها؟.. ترد: "الانسان الصحيح هو الذى يخطئ ويصيب، ونحن بشر، وأنا لست قادمة من السماء، وبالطبع فى أشياء ندمت عليها، وأحيانا عندما أجلس مع نفسى أضعها تحت المحاسبة والمسألة وأقول ياريتنى ما عملت الحاجة دى".
نبيلة ونادية
وحول موقفها السياسى والتحولات التى شهدتها البلد قالت: "أنا مبحبش السياسة أبدا، لكن الرئيس عبد الفتاح السيسى، مجاش زيه ومستحيل هيجى لنا حد تانى مثله.. نحن فى حرب كبيرة، والغلاء المفاجئ إحنا السبب فيه بالذات جشع التجار، وحتى الباعة فى الشوارع يقولون هذا النوع من الخضار ارتفع سعره مرتفع علشان الدولار، وأصبح من يفهم فى الدولار ومن لا يفهم ينتهز فرصة ارتفاعه ويرفع الأسعار، وأيضا الصرافين سبب الأزمة فى الدولار، والآن ينخفض سعره وسينخفض أكثر وأؤكد أننا فى مرحلة حرب".
وتضيف: "الرئيس السيسى محدش جه زيه فى وطنيته وإخلاصه وحبه للبلد والشعب، عمرى ما رأيت فى حياتى حد ينزل بشنطة فلوسه من أجل البلد، وهذا جاء من منطلق الحب الخالص لشعبه ووطنه، وتعلّق: "أنا معملهاش مع أى حد، مين يرضى يضحى بشنطة فلوسه، وإحنا لازم نستحمل الغلاء، وأحب أقول للجميع خارج مصر غلاء فاحش أنا دائما فى بلاد برة وبشوف بعينى الغلاء الرهيب ومحدش بيقدر يتكلم".
بلبلة والعمدة صلاح السعدنى
ولماذا لا تحبين الحديث فى السياسة رغم جرأة أفلامك: "مبحبش أتكلم فيها وأيام العهد اللى فات مكنتش بتكلم فى السياسة أيضا، وفى السنوات الأخيرة مررنا بتجربة صعبة أيام حكم الإخوان المسلمين، وما بعدها، ونحن لم نر فى حياتنا ما رأيناه فى تلك الفترة، من بلطجة ودمار، الناس كانت بتتخطف فى الشوارع، لكن الآن تحقق الأمن والأمان".
بلبلة
هل تضايقك الشائعات؟.. :"بتضايقنى وخصوصًا إذا كانت كذب فى كذب، عشت كتير إشاعات ومنها مثلا ما أثير حول ارتباط اسمى باسم حبيب العادلى، وهذا الرجل كان وزيرا للداخلية وله واجبه واحترامه لكن عمرى ما شفته، ولم التق به فى أى مكان".. وأرادت النجمة أن تختم حديثها بكلامها عن عين الحسود تقول :"أنا محسودة، العين موجودة وأنا مصابة بيها، بس بسيبها على ربنا وبسلم له أمرى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة