"مسلمون ومسيحيون فى طريقهم للمواطنة" هو عنوان المشهد الذى استضافته القاهرة اليوم، بمؤتمر الحرية والمواطنة تنوع وتكامل الذى ينظمه مجلس حكماء المسلمين وافتتحه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب صباح اليوم بحضور رؤساء الكنائس المسيحية فى العالم العربى وكل الأئمة الكبار فى المنطقة العربية، فتجاورت عمائم الأزهر البيضاء، عمائم الشيعة السوداء، وصلبان البطاركة والقساوسة فى أحد فنادق القاهرة وبحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد أبو الغيط، ليبحث الجميع سبل تحقيق المواطنة وسط التغيرات التى تمر بالعالم العربى من إرهاب وحروب.
دافع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، فى كلمته، عن الإسلام وقال إن هناك من يتهمون الإسلام باعتباره بنيان التدمير الذى دمر مركز التجارة العالمى ومسرح باتكلان ومحطات المترو فى بروكسل مضيفًا: هناك نقص فى فهم التعاليم الصحيحة للدين.
الإمام الأكبر يلقى كلمة خلال المؤتمر
واتهم ما وصفهم بالقلة المجرمة باختطاف النصوص المقدسة كأنها بندقية بالإيجار تشعل النار لمن يدفع الثمن من تجار الحروب والأسلحة، مضيفًا: هذه الشرذمة كانت إلى عهد قريب جدا كانت محدودة الأثر وكانت عاجزة عن تشويه صورة المسلمين، إلا أنها الآن تجيش العالم كله ضد هذا الدين الحنيف الرحيم وحسبنا ما يسمى الإسلاموفوبيا التى انعكست آثارها البالغة على المسلمين فى الدول الغربية.
وفود من 50 دولة شاركت فى مؤتمر الحرية والمواطنة
ورأى الشيخ أن العالم أجمع يكيل بمكيالين ويوجه التهم للإسلام، رغم ارتكاب المسيحية واليهودية جرائم أيضا باسم الدين، حيث مر التطرف المسيحى والهيودى دون النظر له وأدين الإسلام ووضع فى قفص الاتهام.
وضرب الإمام الأكبر أمثلة للعنف المسيحى واليهودى فى العالم معتذرًا: لم أقصد أن أنكأ جراحا أو أذكى صراعا فهذه ليست رسالة الشرق ولا الأزهر الشريف، أردت أن أقول إن الإسلاموفوبيا إذا لم تعمل على التصدى لها ستطلق أشرعتها نحو المسيحية واليهودية عاجلًا أو آجلا.
أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية على رأس المشاركين بالمؤتمر
أما البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية فقال إن الفكر المتشدد والمتطرف من أهم التحديات التى تواجه العيش المشترك، مؤكدا أن الفكر المتطرف يعالج بالفكر المستنير.
وقال إن مصر والمنطقة مازالت تعانى من الفكر المتطرف الناتج عن الفهم الخاطئ للدين، ما أدى إلى الإرهاب والتطرف الذى يعد أكبر تحديات العيش لمشترك.
البابا تواضروس يلقى كلمة خلال المؤتمر
وأشار البابا تواضروس إلى وجود أنواع مختلفة من الإرهاب منها الإرهاب البدنى متمثل فى القتل والتفجيرات التى تستهدف مؤسسات الوطن وتروع الأبرياء، والإرهاب الفكرى الذى يمثل الاعتداء على الفكر والرأى وتكفير الآخرين وتسفيه الممارسات الدينية المختلفة، وهناك الإرهاب المعنوى التطرف الفكرى وإلغاء الآخر المختلف عنا، وهو الظلم والتمييز على أساس الدين والعقيدة فى المعاملات اليومية.
واعتبر البابا تواضروس أن هذا التطرف والعنف يرجع إلى التربية الأحادية القائمة على الرأى الواحد، فيكون كل رأى مختلف مع الشخص كافر ومضلل، بالإضافة إلى الطائفية وغياب ثقافة احترام الآخر.
وفود من 50 دولة شاركت فى مؤتمر الحرية والمواطنة
وأضاف فى مصر وبعد أحداث فض رابعة العدوية وحرق الكنائس فى أغسطس 2014 عاشت الكنيسة هذا الحب وصنعت السلام ووقف الشباب فى الكنائس المحترقة والمدمرة، وكتبوا عبارات تقول نحن نحبكم نحن نغفر لكم.
من جانبه أكد السفير أحمد الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أن مسيحيى الشرق يتعرضون لخطة ممنهجة تهدف إلى تهجيرهم وإفراغ بلادهم منهم وهم جزء لا يتجزأ من نسيجها، لافتًا إلى أن إسهام المسيحيين فى الحضارة العربية لا ينكره إلا جاحد، مضيفا: الشرق الأوسط يزدهر بالتنوع، والمجتمعات الناجحة هى تلك التى تتعدد فيها الثقافات وهو ما ينعكس على حركة المجتمع العامة من اقتصاد وسياسية.
وقال إن الأرض التى يعيش عليها العرب اليوم هى التى شهدت نزول نور الأديان، وعاش الناس على ربوعها وحملوا الرسالة للدنيا كلها شرقًا وغربًا وظلت هذه الأرض الطيبة حاملة لجذور الإيمان، مضيفًا: العلاقات بين أصحاب الديانات لم تكن جيدة على طول الخط لأنها علاقات بشرية يتسم بعض البشر بالحكمة وبعض الحماقة، وفى تجربتنا التاريخية خليط بين هذا وذاك.
وأشار أبو الغيط إلى أن أصحاب الديانات متباعدين ولا يعرفون عن الأديان الأخرى سوى القشور مطالبًا القيادات الدينية بممارسة دور تنويرى وتربية النشء على معرفة الآخر والقبول بالاختلاف معه والإقرار بحقوقه.
فيما أشاد مار بشار الراعى بطريرك أنطاكية للموارنة ورئيس مجلس أساقفة كاثوليك الشرق بالتجربة اللبنانية فى المواطنة، مؤكدًا أن لبنان أوجد عبر الميثاق الوطنى شكلًا للمواطنة بحيث يتساوى الجميع فى الحقوق والواجبات ويتشاركون فى المواطنة، مضيفًا: هذا العيش المشترك هو جوهر المشروع الحضارى الذى التقى فيه المسلمين والمسيحيون.
وفود عربية شاركت بمؤتمر الأزهر
وأوضح أن المواطنة الفاعلة هى التى تعاش فى الدولة المدنية، دولة تجمع مواطنيها دون تمييز، وتجمع بين مواطنيها بالحرية والديمقراطية، وتجمع المواطنين فى إطار التنوع الذى تمليه المواطنة.
وأضاف: تسهم التجربة اللبنانية فى العيش المشترك فى إرثاء الحضارة الإسلامية فى لحظة من التاريخ تفرز سؤالًا صعبًا كيف نعيش متساووين؟ معتبرًا التجربة اللبنانية تشكل نموذجا يمكن الإفادة منه فى العالم العربى.
وطالب الجميع بتوحيد الجهود لتصبح عملًا مشتركًا بين المرجعيات الدينية عبر خطاب دينى يتعلق بالاعتراف بالآخر، وعلاقة الجماعات ببعضها البعض وحقها فى الحرية، خاصة الحرية الدينية لكى يواجه الدين التطرف والإرهاب ويصبح رافعة مجتمعية ليرفع الغطاء عمن يستخدم الدين بهدف التطرف والتعصب.
شارك فى المؤتمر عدد من رؤساء الطوائف المسيحية بينهم البطريرك يوحنا العاشر اليازجى بطريرك الروم الأرثوذكس بسوريا والكاثوليكوس آرام الأول كشيشان بطريرك الكاثوليك بلبنان والقس الدكتور حبيب بدر رئيس الطائفة الإنجيلية بلبنان.
البابا تواضروس يلقى كلمته على المنصة الرئيسية
البابا تواضروس يستعد لإلقاء كلمته على المنصة الرئيسية
البابا تواضروس
البابا تواضروس
شيخ الأزهر مع الوفود العربية المشاركة
وزيرا الأوقاف والثقافة خلال المؤتمر
الرئيس السابق عدلى منصور يشارك فى المؤتمر
حلمى النمنم وزير الثقافة خلال المؤتمر
الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر
الدكتور محيى الدين عفيفى أمين عام مجمع البحوث الإسلامية
ممثل الوفد الكنسى اللبنانى المشارك فى المؤتمر
البابا تواضروس يرحب بالوفود الأجنبية المشاركة
وفد الكنيسة اللبنانية المشارك فى المؤتمر
وفود عربية مشاركة فى المؤتمر
أحد القساوسة يحمل الورود خلال المؤتمر
شيخ الأزهر والبابا ومفتى لبنان
شيخ الأزهر والبابا ومفتى لبنان
شيخ الأزهر
ابو الغيط ومفتى لبنان
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة