إيمان رفعت المحجوب

نحن فى اللالا لاند !

الثلاثاء، 28 فبراير 2017 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الحقيقة أن لا عزاء لنا فى حفل الأوسكار يا كارهى الفن ! فلست فى غنىً عن وصف كم الحسرة التى أصابتنى وأنا أشاهد فيلم "لالا لاند" الذى حمل مع الستة أوسكارز اللتى حملها إلى ذاكرتى قسرا، استعراضات فرقة رضا و تصميماتها المبدعة، ورشاقة فريدة فهمى و قوامها الممشوق و انسيابية حركاتها و توافقها و لياقة محمود رضا و مرونته و هو يثب و كأنه طائر يطير فى الهواء ثم يرشق الأرض بخطىً قوية ثابتة ثم يستدير فى خفة متناغما مع الريتم الموسيقى فى إبداعٍ حقيقى دون مؤثرات بصرية و لا خدع كمبيوترية أو مونتاج ، أساسا لا وجه لمقارنة إيما ستون بفريدة فهمى من حيث الخفة و الرشاقة و إذا لم تكن فريدة فى جمال سعاد حسنى مثلاً فإن إيما وإن كانت ممثلة جيدة جداً إلا أنها فى نظرى لا تمت للجمال بمعنى كلمة جمال بصلة، لم يفقها دمامةً إلا الراحلة جوان كروفورد ، و لكن للحق كممثلة ربما أداؤها و روحها طغيا على الملامح ، و إذا كان رايان جوسلينج وسيماً إذ بدت عيناه عميقتين معبرتين إلا أن لا مقارنة بينه و بين رضا فى الاستعراض إذا قسنا على الرشاقة و اللياقة و التألق ، أما موسيقانا و أغانينا الشعبية بأصالتها و تنوعها التى جابت الفولكلور المصرى من شمال الوادى لجنوبه و مشاهدنا الاستعراضية و الخلفية التصويرية التى ضمت آثار حضارتنا التى لا مثيل لها و لا شبيه فى فيلم غرام فى الكرنك فأضافت بعداً ثقافياً تاريخياً منقطع النظير فقطعاً كل هذا تفوق على موسيقى الفيلم و أغانيه و استعراضاته و مناظره ! الحقيقة كان مستقبلنا فى الفن واعداً و لكن السؤال لِمَ ذهب أدراج الرياح و أين ذهب ؟ وأين ذهبت إمكاناتنا و طاقاتنا الفنية و الإبداعية ؟ أين ذهب كل هذا ؟ و أين نحن فى الفنون من العالم وأين ذهبنا ؟ واحسرتاه علينا !!! الفن القوة الناعمة و الرسالة عميقة الأثر زهدناه ! الفن هو عنوان الحضارة و مقياس تقدم الشعوب خبا عن سماء مصر و كانت مصر ؛ التى نعرفها ؛ الرائدة ، مصر التى سبقت الشرق و العالم فى جميع أنواع الفنون تشهد على ذلك رسوم المصريين القدماء و تماثيلهم و ملابسهم و حليهم بألوانٍها المقاومة للزمن و تظل نقوش جدران المعابد تصور الرقص و الاحتفالات و الاستعراضات لتخبرنا عن أسلوب حياة فى منتهى الرقى و التقدم ، كانت مصر رائدة الشرق فى الغناء و الاستعراض و الأدب و الرواية و الأوبرا و السينما و المسرح ، لم نتخيل أبداً أن تسطع شمس بوليوود و أن تسبقنا الهند فى صناعة السينما و كنا بالأمس نتندر على الأعمال الهابطة و نقول عليها "فيلم هندى" كمزحة ! المزحة الحقيقية أن تختفى هوليوود الشرق من خريطة العالم الفنية ! و لعل اختفاؤها هذا يشرح سبب اختفائها من على خريطة العالم الحضارية و بزوغها على خريطة الإرهاب ...

نحن فعلاً فى " اللالا لاند " و هذا حدث منذ فقدنا القدرة على الإبداع و كرهنا انفسنا فى الفن اذ حرَّمنا عليها كل الوان الفنون الراقية و حللنا التطرف و التكفير و الإرهاب و القتل فحُرِمْنا الرقى و الإرتقاء و سقطنا فى مستنقع الهبوط و الإنحدار ، التطرف و الإجرام و الدم !!! الفن و الخيال يسبقان العلوم و الإختراعات فما العلم الا خيال عالم و ريشة فنان ، الفن علاج للنفوس و الأجساد المريضة حقيقةً لا مجازاً و له فعل السحر على فيسيولوچيا كل المخلوقات لاسيما النباتات ، بالفن تنتصر الجيوش فى الحروب و تشتعل الثورات للتغيير و تشحذ الهمم للعمل ، الفن سفير الأمم ، تواصل و تعارف و دعاية و نشر للثقافات بين الشعوب و مهرجان لحضاراتها ، بالقطع لا يمكن اختزال قيمة الفن فى مقال لكن إذا لم نكن نؤمن بكل هذا فلا أقل من أن نقر بأن الفن صناعة لا تقل قيمة و لا أهمية عن أى صناعة و له إسهامه الكبير فى اقتصاديات الدول و ليس فى رقى النفس الإنسانية و الفكر البشرى و الحضارة فقط  ..

هذه رسالة مني أرسلها إلى كل من يهمه الأمر و كلى حزن على مركز مصر الفنى !

•       أستاذ بطب قصر العينى .










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

المواهب

لدينا مواهب عظيمه تسبح وسط الجهل وتعاني من غباء البعض

عدد الردود 0

بواسطة:

الناقد أحمد المالح

صناعة السينما

مساء الخير يا دكتورة.السينما صناعة .فى كامتين وبس ..عندنا سينما مقاولات رقص دعارة ..ايحاءات ..والفاظ خادشة .تفسد المجتمع .هناك افلام عالمية ..لا يوجد بها لقطة واحدة خادشة للحياء مثل افلام ستيفن سيلبرج ومع ذلك ظلت باقية لسنوات عديدة .عندنا افلام ايضا عالمية .مثل البداية .والعزيمة ..ورد قلبى وغيرها .ولكن الانتاج حاليا ض.ج ..مقال ..جميل .ورائع وانا .لا اجامل احدا ,فى كلماتى خصوصا الجنس الناعم ...وواضح ان ثقافتك العالية جدا تمتد الى انواع كثيرة من المجالات فى الكتابة .ادعوكى لصالون الادبى الثقافى 14 ابريل ان شاء الله ..واتمنى ان تحضرى لنستفيد جميعا بفكرك العالى .وامكانياتك الرائعة..

عدد الردود 0

بواسطة:

ماهر رزيق

المجتمعات بين 'ثقافة النهضة المستدامة' و 'ثقافة التخلف المستدام'

كل من المجتمعات له إرث من كوكتيل ثقافي خاص به: تقاليد وأخلاقيات وأعراف ومعتقدات ومحللات ومحرمات وشرائع وقوانين وفنون وآداب وعلوم وأشياء أخري. المجتمع الدائم التقدم هو مجتمع يعلم أن مدي وعجلة التقدم مرتبطان بمدي الحريات المتوفرة لممارسة سلسلة الإستنارة: الإستفهام، النقد، البحث، الإيضاح والتي يتوجها الإبداع والإبتكار. لذا يحرص هذا المجتمع علي تنقية هذا الكوكتيل بإنتظام من المكونات التي تعوق حريات ممارسة 'سلسلة الإستنارة' هذه حتي يصير كوكتيل 'ثقافة نهضة مستدامة'، وليصير هو في حالة تقدم مستدامة. أما في المجتمع الجامد، بداية طريق التقدم لا تحدث، أبدا. مجتمع تراكمت في كوكتيل إرثه الثقافي شوائب تعوق ممارسة وفاعلية 'سلسلة الإستنارة' و تحاول أن تفرض الوضع الراهن أو السابق. والأنكي من هذا، مجتمع يُستخَدَم فيه أسلوب إعاقة مصدر الأفكار - العقلية البشرية المبدعة - بتعليم وتلقين أفراده في نشأتهم مجموعة من القيم ليدينوا بها أنفسهم والآخرين عند محاولة الخروج عن هذه المكونات المعوقة. وتصل إلي درجة أنهم يروا أنفسهم ليسوا فقط عليهم تطبيق هذه المكونات المعوقة، بل أن الغرض الأساسي من وجودهم هو تطبيقها! مجتمع فقد مقدرة الإبداع والإبتكار ... 'ثقافة تخلف مستدام'. أسئلة مهمة: ماذا في كوكتيل إرث ثقافتنا من المكونات المعوقة يمنع أو يكبح الممارسة الفعالة لسلسلة الإستنارة؟ وكيف ننقي هذا الكوكتيل من هذه المعوقات؟ سؤلان يحتاجا إلي أمانة، و شجاعة، و شفافية، و مصداقية للإجابة عليهما. وإن لم، فسنظل إذاً، وكما يقول الناس .......

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة