قال السفير على عبد الكريم سفير سوريا لدى لبنان أن سوريا حريصة على علاقاتها بأشقائها العرب وخاصة علاقاتها مع مصر. مؤكدا أن التنسيق والتعاون مع مصر يصب فى مصلحة البلدين ومصلحة الأمة العربية ويمكن البلدين من مواجهة كافة التحديات وفى مقدمتها الإرهاب التكفيرى.
وقال السفير السورى فى حوار مع مديرة مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط فى بيروت أن مصر بقيادتها الوطنية وجيشها الكبير وتماسك شعبها وجيشها سيمكنها محاربة والقضاء على ودحر الارهاب.
وأشار إلى أن القواعد الشعبية وحجم الروابط الوجدانية العميقة والعواطف والعلاقات والجذور التاريخية بين الشعبين المصرى والسورى هى الأعلى بين شعوب الدول العربية وأن المستقبل سيكون فيه دور رائد وفاعل ومؤثر لمصر وسوريا معا.
ووجه السفير عبد الكريم تحية اجلال وتقدير إلى القيادة المصرية والشعب المصرى قائلا "مصر تركت فى وجدانى صدى عميقا عندما كنت فيها".
وعن الوضع فى سوريا، قال سفير سوريا لدى لبنان:"لا اقول أن الحرب على الإرهاب انتهت إلا أن الرهانات على الاستثمار فى الإرهاب تراجعت بمعنى أن موقف الإدارة الأمريكية حاليا ليس كموقف الإدارة السابقة فيما يخص سوريا كما أن سياسة ادارة الرئيس الفرنسى أولاند على ما يبدو تراجعت كثيرا جدا فى مرآة الشعب الفرنسى".
وأضاف:"الشعوب الأوربية ترى حاليا أن الحكومات التى دعمت الإرهاب يرتد عليها الارهاب". وتابع:"تركيا أيضا فى حالة من التخبط وان كانت تكابر فى الشعارات ولكنها الآن لا تستطيع الاستمرار فى الرهان على الارهاب".
وأشار إلى أن سوريا صمدت فى وجه هذه المؤامرة الكونية وهذه الحرب الإرهابية الممولة من قوى الغرب وبمشاركة ورعاية إسرائيلية مباشرة وأن الإرهاب حاليا فى فصائله يقتل بعضه البعض. معتبرا أن "سوريا أقوى اليوم من الامس وستكون غدا أقوى من اليوم فى مواجهة الإرهاب". كما اعتبر أن هذا العام سيكون مجالا لانتصارات أكبر على الإرهاب ومصالحات تعم سوريا خاصة أن أوروبا والداعمين والممولين للإرهاب فى حالة تخبط شديد وحالة مواجهة للإرهاب على أراضيهم.
وأضاف قائلا:"إن القادم فى تقديرى فيه تفاؤل كبير للوصول إلى نتائج تكون لمصلحة المنطقة كلها". مشيرا إلى أن انتصار سوريا على الإرهاب انتصار للمنطقة كلها.
وحول تصريحات الرئيس اللبنانى العماد ميشال عون حول سوريا وان الجيش السورى والرئيس بشار الأسد هما الضمانة للانتصار على الإرهاب، قال:"إن رأى الرئيس عون هذا ليس بجديد وهو صاحب رؤية استراتيجية فى هذا الإطار وموقفه نفس الموقف منذ بداية الأزمة السورية وحتى الان".
وأضاف أن الرئيس عون منذ بداية الأزمة وقبل أن يصبح رئيسا كان يقول أن الجيش السورى سيصمد وان المؤسسات السورية ستصمد وستنتصر فى النهاية، وكل هذه الرهانات ستتكسر على صمود سوريا وان الانتصار على الإرهاب فى سوريا هو الذى يجب أن يؤسس عليه بالنسبة للمنطقة كلها.
وحول موقف الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب من الوضع فى سوريا، قال السفير عبد الكريم:"نحن فى انتظار هذه السياسات وترجمتها على أرض الواقع لنبنى على تلك السياسة ما يجب أن يبنى". معتبرا أن إدارة ترامب أقل مخاطر من الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة أوباما وأنه بالرغم من أن بعض مواقف وتصريحات ترامب تثير التوتر والقلق إلا أن مواقفه تشير إلى أن إدارته جادة فى مكافحة الإرهاب.
ورأى أن مباحثات استانة التى عقدت الاسبوع الماضى مقدمة إيجابية للوصول إلى حل سياسى وتسوية منطقية يشارك فيها السوريون فيما بينهم. مضيفا أن هناك دولا كانت حريصة على سوريا مثل مصر والجزائر، كما أن هناك دولا تخشى إظهار موقفها ولكنها هى بالمحصلة تخشى الإرهاب اما الدول التى دعمت الإرهاب صارت معروفة ولكل دولة قراءة مختلفة.
وأشار إلى أن الادارة الامريكية أعادت النظر فى مسألة إقامة مناطق آمنة فى سوريا مشيرا إلى أنه بمجرد أن تطالب روسيا ترامب أن يتم هذا الأمر بالتنسيق مع الحكومة السورية هذا يعنى أن هذا الامرغير قابل للتطبيق.
وأردف:اذا كان الرئيس الأمريكى ترامب يريد محاربة داعش والنصرة والإرهاب عمليا عليه أن يمنع الدول التى تمول الارهاب أن توقف تمويلها والدول التى تفتح حدودها لعبور المسلحين والإرهابيين أن تغلق حدودها،حينها لن تكون سوريا بحاجة لمناطق آمنة لان كل سوريا حينها ستصبح منطقة آمنة وتستوعب كل أبنائها ويعود السوريون".
وقال سفير سوريا لدى لبنان "ان سوريا كانت من أكثر الدول أمانا فى المنطقة والبلد الأكثر تلبية لمطالب مواطنيها..سوريا كان فيها مدرسة فى كل قرية وتعليم مجانى حتى الجامعة وعلاج لكل الأمراض". لافتا إلى أن عندما يتوقف تمويل الإرهاب ورعايته سيجد السوريون أنفسهم قادرين على إيجاد مخارج من هذه الأزمة وانعاش بلدهم واستقبال إخوتهم الذين فروا بسبب الإرهاب.
واشار إلى أن كرامة السورى لم تتحقق فى تركيا أو أى دولة من دول الجوار.موضحا أن سوريا فيها كفاءات ومواهب ونهضة ودستور وجيش ومؤسسات مازالت تعمل بالرغم من الأزمة.
ولفت إلى أن السفارة السورية فى لبنان حريصة على التنسيق مع الحكومة اللبنانية فبما يخص النازحين السوريين والحكومة السورية حريصة على هذا التنسيق وان السفارة مفتوحة لكل المواطنين السوريين وتقدم كل ما يطلبه مواطنيها وتسهل عودة كل من يريد العودة إلى سوريا وحل المشكلات العالقة.
ولفت إلى انه يوجد فى منطقة عرسال اللبنانية مجموعات حاضنة للمجموعات الارهابية وهذه تشكل تهديدا للأخوة اللبنانيين وخطرا على الحدود السورية أيضا. مشيرا إلى أن هذا الأمر يستدعى تنسيقا بين سوريا ولبنان خاصة بين الجيشين والمؤسسات الأمنية فى البلدين من أجل مصلحة سوريا ولبنان.
وقال انه ليس هناك إحصاء دقيق لعدد النازحين السوريين إلى لبنان. مشيرا إلى انه قبل الأزمة السورية كان هناك ألاف العمال وكانت الحركة بين البلدين كبيرة. مضيفا أن هناك نازحين بفعل الإرهاب لأن بعض القوى ساهمت فى ذلك لأنها راهنت على إسقاط الدولة ضمن المخطط.
وأعرب عن أسفه من أن بعض القوى الخارجية بالمال أحيانا وباسم الجمعيات الخيرية وبمسميات كثيرة خربت الأمن فى بعض المناطق اللبنانية وساهمت فى الأذى الكبير لأكثر من منطقة ولكن الوضع الآن افضل من الناحية الامنية موضحا أن التعاون بين سوريا ولبنان مرشح أن يكون أكثر فاعلية.
وقال السفير عبدالكريم "إن سوريا تنظر إلى لبنان الشقيق أنه التوأم الذى أمنه من أمن سوريا وان عدونا الكبير هو إسرائيل الذى يتربص بالبلدين وهو المستثمر الأكبر فى الإرهاب وهو لا يخفى هذا الاستثمار الأمر الذى يستدعى أن نوحد طاقاتنا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة