إن التواضع رحمة لا يلهمها الله إلا لمن طابت نواياه.. ولذا لا يتواضع إلا العلماء بصدق والنجوم بصدق والكتاب بصدق والأمهات بصدق.. الخ وهذا يعنى أن هناك علماء مزيفين ونجوما مزيفين وكتابا وأمهات وأصحاب اتخاذ قرارات.. الخ مزيفون لأن التواضع ينقصهم.
ما سبق يعنى ان كل مكتمل ينقصه التواضع فهو مزيف لا يمكنه أن يكتمل أبداً. وإن كل نقصان يملأه التواضع فهو قادر على الاكتمال قريبا.
ما سبق يجعلنا نقف ونتمسك بقوة بالإنسان المتواضع ولكن من هو المتواضع ؟ كيف يمكننا معرفته؟ وما الفرق بين المتواضع والمنافق والضعيف ؟؟
لا يمكننا أن نحكم على إنسان بأنه متواضع إلا إذا كان يملك ما يستحق التكبر ولكنه لا يتكبر. لان من لا يملك الشىء فلا نستطيع ان نجزم كيف سيكون تصرفه اذا امتلك الشيء. ولذا فكل ذى علم أو منصب أو مال أو شهرة او.. او... او...الخ متواضع فهو يستحق من الناس الاحترام والتقدير وإعطاءه من الثناء ما يجعله يحافظ على صفة التواضع لنشر الخير فى المجتمع.
ولكن ما سبق من الضرورى ألا ينسينا أن هذا المتواضع هو (إنسان) أى أنه يغضب ويتعصب ويحزن ويتقلب مزاجه بين وقت والآخر لأنه فى الأصل إنسان، وهذا لا ينقص من تواضعه.. اذن فالحكم على المتواضع يتم تكوينه بناء على المواقف والأيام وليس موقف أو يوم واحد.. كما أن هذا المتواضع من حق تواضعه ان يتمرد عليه امام المتكبرين فالكبر على أهل الكبر صدقة.
اذن فلنعلم أنفسنا ومن حولنا ان التواضع رزق لا يعطيه الله إلا لمن طابت نواياه، فلنحسن نوايانا لكى يرزقنا الله بصفة التواضع الحقيقى الذى يسكن أنفسنا مع وجود النعم كالعلم أو المال أو البنون أو الشهرة أو المناصب أو الصحة.. ولنقدر كل متواضع ولا نتعامل مع تواضعه بتجاوز للحدود أو بالتنقيص من قدره.. كما علينا بأن نتجاهل كل متكبر ولا يغرينا تكبره مهما كان لامعاً لكى نساعد على التنقيص من هذه الصفة بالمجتمع.
وحفاظاً على عدم اختلاط المفاهيم فلا يمكننى أن أختتم هذا المقال إلا بتوضيح أن الاعتزاز بالنفس ليس تكبرا وإن الإنسان صاحب المسؤوليات الكثيرة التى تجبره على تقليل التواصل مع الآخرين لا يعنى أنه إنسان متكبر.. وعلى النقيض فالتواضع لا يعنى التقليل من الذات أو ترك الحقوق أو الإهمال فى المظهر العام أو إظهار عكس ما يكنه القلب.. ولكن التواضع الحقيقى إحساس وسلوك وما يصدر من القلب سيصل للقلب بأسرع ما تتخيله الأنفس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة