يعتبر ارتفاع ضغط الدم أحد الأمراض المنتشرة فى مصر، الذى يعتبر ضمن أهم الأمراض غير المعدية مثل مرض السكر، ويؤكد الأطباء أن ارتفاع ضغط الدم يؤثر على القلب ويسبب الفشل الكلوى وقد يؤدى الى جلطة بالمخ والقلب، وتعتبر مصر من اعلى المعدلات العالمية فى نسب الاصابة بضغط الدم، حيث يعانى أكثر من ربع المصريين من ارتفاع ضغط الدم، بينما 50% من هم فوق الـ60 عاما يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
من جانبه قال الدكتور محسن إبراهيم أستاذ أمراض القلب رئيس الجمعية المصرية لارتفاع ضغط الدم، خلال مؤتمر نظمته إحدى شركات الأدوية للإعلان عن موافقة وزارة الصحة لطرح عقار جديد لعلاج ارتفاع ضغط الدم، إن ارتفاع ضغط الدم لا يسبب أى أعراض مثل الصداع أو الدوخة أو احمرار العين، موضحا أن من ضمن المعتقدات الخاطئة هو الشعور بهذه الأعراض، بينما يؤكد أن ارتفاع ضغط الدم لا يصاحبه أعراض بل يكون صامتا، والقياس هو الوسيلة الوحيدة المعروفة لارتفاعه.
وأضاف أنه لابد من قياس الضغط من على مدار اليوم، مؤكدا أن المريض يتناول العلاج طوال حياته لان عدم تناول العلاج يسبب الكثير من المضاعفات الخطيرة على القلب والمخ وقد يؤدى إلى الإصابة بالجلطات.
وقال إنه حتى عام 1993 لم يكن هناك بيانات معروفة عن حجم المشكلة فى مصر، ولأول مرة نعرف حجم مشكلة الضغط على المستوى القومى، مؤكدا أن أكثر من ربع المصريين مصابين بالضغط، و50% من هم فوق الـ60 مصابين بارتفاع ضغط الدم، ومن المتوقع أن الأرقام ستتزايد لأكثر من سبب مثل ارتفاع معدلات العمر بين المصريين، فمعدل العمر يتعدى الـ70 سنة، لكن منذ عدة سنوات كان لا يتعدى الـ45 عاما وهو ينتشر مع التقدم فى السن.
وقال الدكتور محسن إبراهيم إن السبب الثانى هو انتشار السمنة باعتبار أن مصر من أعلى المعدلات العالمية فى الإصابة بالسمنة، وينتشر النوع الخطير الذى يصاحبه ارتفاع ضغط الدم، والسكر، والكولسترول، مؤكدا أن دور الإعلام هو توعية الناس بالعادات الغذائية السيئة مثل الطعام الدسم والغنى بالملح، وانتشار التدخين وقلة الحركة، كلها عوامل تزيد وتضاعف من نسب الإصابة موضحا أن أقل من ربع المرضى هم الذين يتم علاجهم، و8% الدواء يتحكم فى خفض الضغط ومتوقع أن يزداد انتشاره.
وأوضح الدكتور محسن إبراهيم للأسف لا أحد يستطيع أن يكتشفه لأن ليس له أعراض، لكن مع التقدم فى السن تزيد، ولا يعرفه إلا بعد حدوث جلطة بالمخ أو القلب أو حدوث تمزق بالشريان الأورطى، والطبيعة الصامتة لهذا المرض تجعل اكتشافه صعب.
من جانبه كشف الدكتور سامح شاهين رئيس الجمعية المصرية لأمراض القلب لدينا مشكلة فى مصر أن كل سنة 500 مصرى من كل 100 ألف يتوفوا بسبب أمراض القلب، موضحا أن النسب العالمية أقل بكثير فهناك 100 يتوفوا لكل 100 ألف.
وقال إن معدل الإصابة والوفاة مرتفع جدا، ونحتاج إلى تقليل هذه النسب، موضحا أن التدخين مباح فى كل مكان عكس الدول الأخرى التى تخصص أماكن للمدخنين، رغم أن التدخين يعتبر أحد أهم العوامل المسببة لارتفاع ضغط الدم ،والسمنة مرتفعة نتيجة تناول الطعام الغير صحى ، وعدم ممارسة الرياضة ،وعندما يرتفع ضغط الدم يكون بدون أعراض.
وينصح كل شخص تخطى الـ40 سنة من قياس الضغط ،والسكر، والكوليسترول، لأن آلام الصدر لا تنتج إلا فى المراحل المتأخرة، مشيرا إلى ارتفاع معدلات الفشل الكلوى نتيجة ارتفاع ضغط الدم، وفى أوروبا وإنجلترا يرفعوا مكآفات الأطباء إذا نجحوا فى تخفيض ضغط الدم لدى مرضاهم، موضحا أن الإعلام والحكومة لابد أن يهتموا بالأمراض غير المعدية.
وأضاف أن 40% من مرضى هبوط عضلة القلب يتوفوا نتيجة ارتفاع ضغط الدم، وتزداد مع كل مرة يدخل فيها المستشفى وكل ما يدخل المستشفى كل ما تزداد نسب الوفيات، مؤكدا ضرورة تناول أدوية لعلاج هبوط عضلة القلب بعد الخروج من المستشفى.
من جانبه قال الدكتور حسام قنديل رئيس قسم القلب بطب قصر العينى، أن أكبر مشكلة تقابلنا هو عدم تناول المريض دواء ارتفاع ضغط الدم موضحا أن عدم تناول الدواء يوميا يؤدى الى مضاعفات كارثية على المريض.
وقال الدكتور حسام قنديل لابد أن يفهم المريض أن ضغط الدم إذا لم يتم ضبطه يسبب له مضاعفات خطيرة، موضحا أنه يسبب أمراض القلب والفشل الكلوى وأن الدواء للمريض كالنظارة التى لا غنى عنها لمن يعانى من ضعف النظر، والذى لا يستطيع أن يرى بدونها، لابد من فهم أن الأدوية مثل النظارة، قبل ظهور النظارات لا يستطيع الشخص أن يتحرك بدونها، موضحا أن الأدوية الجديدة التى ظهرت حديثا لضبط ضغط الدم لا تسبب مضاعفات وأخذت سنين طويلة حتى وصولوا إليها بدون مضاعفات للمريض، مؤكدا أن هناك أدوية جديدة لعلاج قصور الشرايين التاجية، الذى يعتبر المحور الأساسى فى علاج مرض قصور الشريان التاجى الحاد، وهو من أهم الأدوية فى هذا المجال والذى يحافظ على عضلة القلب.