عبد الفتاح عبد المنعم

قصة ظهور المهدى المنتظر فى أدبيات تنظيم احتلال الحرم المكى

السبت، 04 فبراير 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السند الوحيد الذى استند عليه تنظيم «صالح الجهيمان» لاحتلال الحرم المكى فى أواخر السبعينيات من القرن الماضى كانت هى فكرة ظهور المهدى المنتظر الذى حان وقت ظهوره، وهذا هو السند الأقوى الذى دفع الجهيان تلميذ الإخوان فى إعلان حالة التمرد، واحتلال حرم الكعبة والدخول فى معركة مسلحة مع السلطات السعودية لعدة أيام توقف فيها قلوب أكثر من مليار مسلم فى العالم كله عن مصير بيت الله الحرام، ومن الواضح أن المرجعية لمعرفة هذا الحدث ودوافعه هو وثيقة «ناصر الحزيمى» الذى قدم العديد من الحقائق حول تنظيم الجهيمان ذو النزعة الإخوانى الذى تسبب فى إدخال الرعب لأكثر من مليار مسلم فى العالم بعد تحويل ساحة الخرم إلى ساحة قتال لعدة أيام، حيث تقول وثيقة احتلال مكة للحزيمى، من هنا نشأ فى ساجر جيل ورث من جاء بعده الضغينة للنظام الحاكم والتمرد عليه، فكان جهيمان لا يدين بالولاء للنظام الحاكم، خصوصًا أن والده كان صديقًا مقربًا من سلطان بن بجاد، ونصحه بعدم الاستسلام للملك عبدالعزيز.
 
يؤرخ الكاتب لبداية ظهور فكرة المهدى المنتظر، حينما كثر الحديث فى مجالس السلفية المحتسبة عن تواتر الرؤى، وأن الفترة الزمنية التى هم فيها هى آخر الزمان، وتم تدعيم ذلك الافتراض بالأخبار التى كان يتم التصعيد من خلالها لسيناريو مفترض، ينتهى بخروج المهدى.
 
بعد اتجاه الجماعة إلى تأييد فكرة المهدى المنتظر اعتزلهم الكاتب، وفى أحد الأيام بعد موسم الحج، قابل أحد رفاقه، وأخبره عن اعتزامهم دخول وأنهم سيبايعون المهدى المنتظر محمد بن عبدالله القحطانى بين الركن والمقام، وسأله هل سيدخل معهم، فرفض لعدم اقتناعه بالأمر.
 
اعتمد الكاتب فى ذكر تفاصيل اقتحام جهيمان وجماعته للحرم المكى، على رواية فيصل اليامى الذى قابله فى السجن بعد حادثة احتلال الحرم، ويبدأ سرده للأحداث منذ بداية عملية التجهيز التى تمت بإحضار سيارتين مجهزتين لنقل مياه، عُبئت واحدة بالأسلحة والأخرى بالتمر، ويرجع سبب اللجوء لذلك وجود بدروم فى الحرم به بئر يشرب منه أهل مكة، فكان من المعتاد وقوف السيارات تنتظر دورها فى ملء الخزانات.
 
وأدخل السلاح إلى الحرم على ثلاثة مراحل، المرحلة الأولى: بدخول المجموعة الأولى بسلاحها الفردى الذى حملته معها من الخارج، أو حصلت عليه من السلاح الذى تم تخزينه مسبقًا فى الخلوات ببدروم الحرم، المرحلة الثانية: فى نفس التوقيت الزمنى تدخل سيارات نقل المياه، المرحلة الثالثة: تدخل الجنائز الوهمية بداخلها الأسلحة محمولة على أعناق أعضاء الجماعة المشاركين فى الاقتحام.
 
وبعد أن سلم إمام الحرم الذى كان وقتها الشيخ محمد السبيل، بادروا إلى أخذ الميكروفون وسط هتافات أتباعهم بالتكبير والحمد، ونجحوا فى السيطرة على الوضع، ليبدأ أحدهم وهو خالد اليامى بإلقاء الخطبة التى شرح فيها أهدافهم من اقتحام الحرم ومبرراتهم حول ذلك، وبعد انقضاء الخطبة بدأت مبايعة محمد بن عبدالله القحطانى «المهدى المنتظر»، بين الركن والمقام وأول من بايعه جهيمان ثم بقية أفراد جماعته.
 
وأثناء أخذ البيعة بدأ تبادل إطلاق النيران بين الأشخاص المتمركزين على المنابر وقوات الأمن المتواجدة بالخارج، واستمر القتال بينهم 14 يومًا انتهت بحصر جماعة جهيمان فى غرفة تم فتح سقفها وألقيت عليهم القنابل المسيلة للدموع، لتُعلن لحظة استسلامهم والقبض عليهم، ومن ثم إعدامهم فى ساحات أربع مدن رئيسية فى السعودية، وغدا نستكمل إن شاء الله الحديث عن أخطر تنظيم احتل الكعبة المشرفة الأكثر من 14 يوما.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة