رسالة «فودة» عن داعش فى سيناء مكملة لرسائل هويدى وصباحى والجزيرة لتشبيه الوضع بسوريا
مقارنة يراها البعض غريبة، ولا تستقيم، فكيف يتم مقارنة بين شخص يرفع راية بلاده عاليا فى المحافل القارية والدولية، لسنوات طويلة، ويصدر البهجة والفرح للمصريين، وبين آخر، كان أحد الأباء المؤسسين لقناة الجزيرة، الخنجر المسموم فى ظهر الوطن العربى بشكل عام، ومصر بشكل خاص، وظل طوال السنوات الست الماضية يصدر الكآبة والسواد، عبر برنامجه اليومى، وكان داعما قويا فى الدفع بالمعزول محمد مرسى لسدة الحكم.
ومع ذلك أرى المقارنة مهمة وحيوية، تكشف بجلاء الفارق بين «عصام الحضرى» حارس مرمى منتخب مصر، التاريخى، الذى يسطر مجدا لبلاده، ويدافع عن اسمها ويرفع رايتها فى المحافل الدولية، ويجعل اسمها يتردد على كل لسان عربى وأفريقى وأسيوى وأوروبى ولاتينى، وبين الإعلامى يسرى فودة، الذى سخر نفسه للهجوم على مصر، والترويج لكل ما يدفع للفوضى، ويوظف قريحته الإعلامية، فى تشويه بلاده عبر شاشات القنوات الأجنبية، وكان آخرها عندما فاجأنا خلال الساعات القليلة الماضية، بإذاعة تقرير يشيد بـ«داعش» وقوتها وصلابتها واستعداداتها واستبسالها فى مواجهة الجيش المصرى بسيناء.
نعم، يمكن لك أن تؤكد بكل ضمير مستريح، أن المقارنة ظالمة ومجحفة، وطنيا وقيميا لحارس مصر التاريخى عصام الحضرى، وهو فى سن الـ44 ووسط مناخ مرهق، الرطوبة تصل فيه إلى %85، ومع ذلك يزود عن عرينه بقوة أسد كاسر، ويتفوق على شباب فى أوائل العشرينيات، ليصنع بجانب زملائه لحظات الفرح والبهجة والانتصار للمصريين فى الكفور والنجوع.
يسرى فوده، المدشن لنفسه كإعلامى يبحث عن الحقائق من خلال التقارير والتحقيقات الاستقصائية، واختراق صفوف التنظيمات الإرهابية، وبينها «القاعدة» تم اتهامه بأنه وراء قيام المخابرات الأمريكية بإلقاء القبض على القيادى بتنظيم القاعدة «رمزى بن شيبة»، المتهم بالتخطيط والمساعدة فى أحداث 11 سبتمبر 2001، عندما التقاه فى مخبئه السرى بمدينة كراتشى بباكستان، وعقب اللقاء أغارت المخابرات الأمريكية على مخبأ «بن شيبة» واشتبكت مع رجاله، وتمكنت من القبض عليه، فى سبتمبر 2002، وقاد اعتقال بن شيبة إلى اعتقال قيادات أخرى من تنظيم القاعدة تباعًا واحتجازهم فى معتقل «جوانتامو».
يسرى فودة عاد من جديد خلال الساعات القليلة الماضية، وعبر قناة «دويتشه فيله» الألمانية، للنبش والتنقيب بطريقة مريبة فى ملف «داعش» بسيناء، وأعد تقريرا يقطر سما، يحمل تساؤلا خبيثا ومريبا، نصه: «كيف تصمد جماعة مسلحة أيا ما كانت، أمام أكبر الجيوش العربية وأقواها الجيش المصرى؟
تناسى يسرى فودة، أن الجيش المصرى لا يخوض معارك نظامية، مع جيوش، ولكن يخوض معارك مع المجهول، الذى يسكن مجاورا للأبرياء من أبناء سيناء، ولو أراد الجيش المصرى أن يحرق الأخضر واليابس فى سيناء، خلال «6 ساعات» لفعل، ولكن حرص أبناء القوات المسلحة على أبناء سيناء وحياتهم وأمنهم، جعلهم يختارون الحل الأصعب والمعقد، أن يحاربوا الأشباح والمجهول ويتلقون الضربات فى صدورهم ليل نهار، بديلا عن صدور شباب ورجال ونساء القبائل السيناوية.
ونسأل نحن أيضا بدورنا الإعلامى يسرى فودة، ما هو الفائدة العبقرية من إذاعة تقرير يقطر سما عن صمود داعش أمام الجيش المصرى فى سيناء؟ وهل الهدف استكمال مسلسل تأجيج الأوضاع فى سيناء، وإرسال رسالة بأن الوضع على أرض الفيروز خطر، وهى رسالة مكملة لرسالة فهمى هويدى ورجال حمدين صباحى وقناة الجزيرة الذين يحاولون تصوير الوضع فى سيناء بأنه شبيه بالوضع السورى.
إذن، الفارق بين «الحضرى» و«فودة»، شاسع، فالأول مصدر البهجة، والثانى مصدر الكآبة.. ولك الله يا مصر...!!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة