أكرم القصاص - علا الشافعي

عبد الفتاح عبد المنعم

سر العلاقة بين «جهيمان العتيبى» و«بن لادن» والداعشى «أبوبكر البغدادى»

الأحد، 05 فبراير 2017 11:45 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم أكن أتصور وأنا أكتب عن حادث احتلال الإرهابى جهيمان العتيبى للحرم المكى فى عام 1979 أن يكون المنهج الذى اعتمد عليه هؤلاء الإرهابييون لا يختلف كثيرا عما ترتكبه جماعة الإخوان فى مصر، وتنظيم داعش فى العراق وسوريا والتنظيمات الدموية المنتشرة فى ليبيا، فجماعة جهيمان العتيبى هى نفسها جماعة أبوبكر البغدادى خليفة داعش، وهم تلاميذ فى مدارس التنظيم الدولى للإخوان، فالحادث الذى خطط له جهيمان العتيبى لم يكن يهدف إلى احتلال الحرم المكى «الكعبة المشرفة»، بل هو مبايعة صهره محمد عبدالله القحطانى، باعتباره المهدى المنتظر، ثم تخطيطهم لعملية تهريب الأسلحة إلى داخل الحرم الشريف فى توابيت ادعوا أنها تحتوى على جثامين موتى ينوون الصلاة عليها، وعملية تهريب السلاح داخل توابيت ربما تذكرنا بما كانت تقوم به جماعة الإخوان فى تهريب السلاح، أثناء اعتصامهم فى ميدانى رابعة والنهضة، كما أن تنظيم الإرهابى جهيمان استخدم المصلين كدروع بشرية، وهو نفس ما فعلته جماعة الإخوان فى «رابعة والنهضة»، حيث استخدمت النساء والأطفال الشيوخ كدروع بشرية، إذن الجريمة التى ارتكبها تنظيم احتلال الحرم المكى منذ 38 عاما أعاد إنتاجها تنظيم الإخوان فى ميدانى رابعة والنهضة عام 2013.
 
وبعيدا عن الروابط الفكرية التى تربط كل هذه التنظيمات الإرهابيه، فإن حادث احتلال الحرم المكى يعكس الفكر الشاذ، الذى تربى عليه الجهيمان وكل أعضاء التنظيمات الإرهابية من الإخوان حتى داعش، وهو ما كشفته كل الوثائق التى كتبت عن حادث احتلال الحرم المكى، والتى استمرت 14 يوما، وسبق ذلك قول «القحطانى» صهر «جهيمان» بأنه رأى فى منامه أنه هو المهدى المنتظر، وأنه سوف يُحرر الجزيرةَ العربية والعالم كله من الظالمين، فآمن «جهيمان» بكلام صهره دون تردد أو تشكيك، وبدأ يُفكر فى الطريقة التى سيُعلن من خلالها للعالم أجمع ظهور المهدى الذى ينتظره المسلمون، ووجد فى بداية القرن الهجرى الجديد موعدًا مناسبًا لتنفيذ خطته التى ستبدأ باحتلال بيت الله الحرام، لكى يتلقى «المهدى» البيعةَ بين الركن والمقام، كما جاء فى الأحاديث النبوية الشريفة.
 
ويروى ناصر الحزيمى، الذى كان فى الثالثة والعشرين من العمر عند اقتحام الحرم المكى الشريف، تفاصيل جديدة فى الوثيقة التى كتبها ليس باعتباره شاهد عيان، بل كأنه كان أحد المنتمين لتنظيم الجهيمان قبل أن يكفر بفكرهم الشاذ، ناصر الحزيمى يذكر الأسس الفكرية التى قامت عليها الجماعة، والطريقة التى كانوا يدخلون بها إلى قلوب الشباب ويجندونهم ضمن «الإخوان» كما كانوا يطلقون على أنفسهم.
 
وعن العلاقة بين أفكار جماعة العتيبى وتنظيم القاعدة، يقول الحزيمى: إن أسامة بن لادن لم يرتبط بالجماعة بشكل مباشر، ولكنه يعرف أنه اطلع على أفكارها من خلال بعض أعضاء الجماعة، الذين كانوا يقيمون معه فى ذلك الوقت فى مدينة جدة، ويضيف: تتشابه القاعدة مع جماعة جهيمان فى التطرف الدينى والاجتراء على حمل السلاح وسفك الدماء فى غير مواضعها الشرعية، وكذلك طريقة تجنيد الشباب والتأثير فيهم بقيم دينية سلفية تبدو للوهلة الأولى شديدة المثالية، والالتزام بمبادئ مثل السمع والطاعة والخضوع التام للنص وعدم تشجيع الأتباع على استخدام العقل وعلوم المنطق فى تمحيص الأحكام والاستدلالات، هذه هى أخطر شهادة عن هذا التنظيم الإرهابى الذى استخدم الدين سلاحا للوصول إلى الحكم، وهو ما يفعله كل تنظيم إرهابى ومنهم الإخوان وداعش، فالجميع لا يسعى للإصلاح، بل لكرسى الحكم كما حاولت جماعة الإخوان فى 2012 عندما استولت على السلطة فى مصر بشعارات دينية وأحاديث لا تختلف كثيرا عن أحاديث المهدى المنتظر، الذى روج لها الإرهابى جهيمان العتيبى الذى احتل الحرم المكى وأقام دولته التى لم تستمر سوى 14 يوما ثم سقط فى يد قوات الأمن السعودية وحكم عليه بالإعدام، هو وإخوانه من الإرهابيين الذين دنسوا الحرم المكى، لتقضى على هذا الإرهابى الذى سقى فكره الإرهابى إلى مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وخلية الدواعش الإرهابى أبوبكر البغدادى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة