أكتب هذه الكلمات فى اليوم السابق على مباراة كرة القدم بين مصر والكاميرون فى نهائيات كأس الأمم الأفريقية، ومع دعواتى لفوز منتخبنا القومى وعودته بالكأس، حتى يتذوق المصريون طعم الفرح بعد غياب طويل، أتمنى أن تسفر الهيصة التى أطلقها البعض بالسفر إلى الجابون لتشجيع المنتخب إلى لا شىء.
بالطبع نحن على قلب رجل واحد- باستثناء الشامتين- فى تشجيع المنتخب، وكان مشهد الشارع المصرى أثناء كل مباراة للمنتخب خير دليل على ذلك، فلم يخذل الفريق جمهوره، حيث قدم مبارياته وفقا لخطط مديره الفنى كوبر، ونفذها اللاعبون وفازوا بها، حتى وصلنا إلى المباراة النهائية بالرغم من أن معظم التوقعات لم تذهب إلى ذلك.
المهم أن هذا الصعود حدث فى غياب الجمهور المصرى، بما يعنى أن اللاعبين على قدر التحدى، والسؤال: هل يستطيع الفريق أن يؤدى مباراته اليوم دون جمهور يسانده فى المدرجات؟
الإجابة: طبعا يستطيع، ونتائجه فى المباريات السابقة هى التى تؤكد ذلك، وما دام الوضع هكذا، فليس هناك لزوم لتأجير طائرات للسفر من القاهرة إلى الجابون فى رحلة تستغرق ست ساعات، ودون الدخول فى حسابات تكاليف الطائرة، وباقى التكاليف الأخرى للرحلة، فإن الوضع الاقتصادى الصعب الذى نمر به، يستوجب أن يكون هناك رشدا وحكمة فى التصرف، وما ينفقه كل مواطن فى وقت اليسر، قد لا يجوز له أن ينفقه فى وقت العسر.
قد يرد البعض على ما أقوله، بأن المسافرين سيتحملون نفقات سفرهم، وبالتالى فهم أحرار فى أموالهم، وأن هذا السلوك يحدث من كل دول العالم أثناء المنافسات الكروية الكبرى.
وأرد على هؤلاء بأنه، ماذا لو تم إنفاق المبالغ التى سيتم صرفها فى الرحلة على المحتاجين، على أطفال الشوارع، على مستشفيات تحتاج إلى تطوير، على مدارس تحتاج إلى بناء، على فقراء يعجزون عن شراء طعامهم اليومى، على أى نوع من المساهمة فى فعل الخير، ولا تحمل مطالبى هذه أى تقليل لتشجيع المنتخب القومى، أو التقليل من شأن الرياضة عامة وكرة القدم خاصة فأنا من مشجعيها الدائمين، وإنما هى دعوة عقل فى وقت يغيب فيها العقل أحيانا.
دعواتى لمنتخبنا القومى الرائع بالفوز اليوم، وأظن أن المصريين سيسعدون أكثر لو حدث هذا الفوز دون سفر جمهور إلى الجابون خصيصا لتشجيع الفريق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة