اتهمت بكين واشنطن بزعزعة الاستقرار فى منطقة آسيا خاصة المحيط الهادئ للمرة الثانية خلال أسبوع، وذلك بعد تصريحات جيمس ماتيس وزير الدفاع الأمريكى الأخيرة حول جزر متنازع عليها بين الصين واليابان.
وكان وزير الدفاع الأمريكى، قال فى زيارة إلى طوكيو، أن أرخبيل سينكاكو "الذى تطلق عليه الصين اسم دياويو" فى بحر الصين الشرقى يشمله التحالف العسكرى بين الولايات المتحدة واليابان.
فيما علقت وزارة الخارجية الصينية، بأن المعاهدة بين اليابان والولايات المتحدة من نتائج الحرب الباردة ولا يفترض أن تتعدى على سيادة الصين على أراضيها وحقوقها المشروعة.
وقال لو كانج المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: "ندعو الجانب الأمريكى إلى تبنى موقف مسئول ووقف الأقوال الخاطئة حول السيادة على دياويو وتفادى زيادة التعقيد فى هذه المسالة من خلال زعزعة الاستقرار الإقليمى، حسبما نقلت عنه وكالة أنباء الصين الجديدة.
وشدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، على أن جزر دياويو جزء لا يتجزأ من الأراضى الصينية منذ القدم.
وكان وزير الدفاع الأمريكى، أعلن خلال مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره اليابانى السبت، أن الولايات المتحدة ستواصل الاعتراف بالإدارة اليابانية لهذه الجزر، متابعًا: "المادة الخامسة من الاتفاقية الأمنية بين اليابان والولايات المتحدة تنطبق على هذه المسألة.
ويلزم البند الخامس الولايات المتحدة بصد الاعتداءات التى قد تتعرض لها اليابان أو الأراضى التى تديرها طوكيو مثل الجزر غير المأهولة فى بحر الصين الشرقى التى تديرها اليابان وتطالب بها الصين.
وكانت الإدارة الأمريكية السابقة لباراك أوباما أكدت أيضا أن المعاهدة الدفاعية مع اليابان تشمل هذه الأراضى لكنها امتنعت عن اتخاذ موقف فى الخلاف حول السيادة عليها.
ونشرت إدارة المحيطات التابعة، أن الصين لديها أكثر من 11 ألف جزيرة يوجد العدد الأكبر منها فى تشجيانغ وفوجيان وقوانغدونغ.
وتم حصر العدد حتى 31 ديسمبر 2015، وتبلغ المساحة الإجمالية للجزر ما يقرب من 0.8% من المساحة البرية للصين ويقع معظم الجزر فى منطقة الساحل الجنوبى للوطن.
وأقامت الصين نظاما لتخطيط الحفاظ على الجزر فى الدولة وفقا لما ذكرت الدراسة، ومنذ عام 2010 أصلحت الدولة الجزر التى تعانى من إضرار بمبلغ 3.6 مليار يوان نحو 525 مليون دولار أمريكى من الميزانية المركزية و 2.6 مليار يوان من الميزانية المحلية و300 مليون يوان من الشركات فى إجمالى 169 مشروعا.
ومن جانبه قال جين كانرونج، الخبير الصينى لصحيفة "جلوبال تايمز"، إنه فى حال مواصلة أمريكا نهج سياستها المتعلق ببحر الصين الجنوبى، سيؤدى ذلك للحرب، وهو ما يعنى نهاية التاريخ الأمريكى أو حتى جميع الإنسانية.
كما قال نائب رئيس هيئة أركان الجيش الصينى الأدميرال سون جيان قو، فى تصريحات سابقة له، إن الصين لن تستسلم للضغوط التى تتعرض لها وتشمل حكما منتظرا من لجنة تحكيم دولية حيال مزاعمها بالسيادة على معظم الممر البحرى التجارى الحيوى، مؤكدًا: "نحن لا نختلق المشاكل لكننا لا نخشاها".
وشهدت الآونة الأخيرة توترًا فى العلاقات ما بين الصين وفيتنام والفلبين وإندونيسيا وماليزيا وبروناى بسبب النزاع على تلك الجزر، حيث تدّعى كل دولة منهم أحقيتها التاريخية فى عدد من الجزر التى يصل لنحو ثمانين جزيرة صغيرة لا يتجاوزه حجم أكبرها 4 كيلومترات ويغمر البحر هذه الجزر فى كثير من الأوقات.
وبدأ النزاع على تلك الجزر يأخذ منحى حادًا وجادًا مع إصدار الأمم المتحدة عام 1972 دراسة نظرية ترجّح وجود كميات كبيرة من النفط والغاز والمعادن فى تلك المنطقة من بحر الصين الشرقى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة