لم تعد المرأة الصينية تمضى حياتها خاضعة لثلاثة رجال، وفق القول الصينى التقليدى، لأبيها ثم زوجها ومن بعد ذلك ابنها، بالرغم من أن المجتمع الصينى مجتمع ذكورى، إلا أن المرأة الصينية تعامل الآن كملكة على الأرض، حيث تقوم السيدات الصينيات بالتحكم فى كل شىء فى العلاقة الزوجية أو علاقات الصداقة بين الطرفين، حيث تأمر المرأة الصينية الرجل بحمل حقيبتها وتنظيف حذائها أمام المارة فى الشوارع، وفى بعض الأحيان تقوم المرأة الصينية بمعاقبة الراجل إذا ارتكب أخطاء خفيفة أو جسمية بالضرب فى الشارع.
المرأة الصينية فى المناصب القيادية
وأظهرت دراسة حديثة شملت مسحا لمائتى شركة صينية أن الصين سجلت أعلى نسبة فى العالم للنساء اللواتى يشغلن مناصب إدارية عليا فى قطاع الشركات والأعمال، إذ بلغت نسبتهن حوالى 51% وهى أعلى بكثير من المتوسط العالمى البالغ 22%.
وتحرص الصين على مخاطبة العالم بلسان امرأة وضمان وجودها كواحدة من المتحدثين الرسميين باسم وزارة خارجيتها طوال السنوات الأخيرة، ربما للتأكيد على أن نهوض الصين سلمى ولا يشكل خطرا على جيرانها.
كما أصبحت نسبة تمثيل المرأة الصينية فى البرلمان اقتربت من الربع، وهذا يعتبر تحديا كبيرا للحكومة الصينية، وللمرأة الصينية التى أصبحت تتبوأ أعلى المناصب فى الحكومات.
ويتحدث العالم عن صعود الصين، وأثره الإيجابى أو السلبى، على النظام الدولى والسياسات العالمية، كما نجحت المرأة الصينية فى التحسين من مظهرها ولباسها وذوقها ومكانتها الاجتماعية، حيث إن المرأة الصينية التى كانت محقرة مهدرة الكرامة والمكانة فى ظل مجتمع الصين الإقطاعى، تحظى حاليا بمكانة عالية فى المجتمع الصينى الحديث. وإن ما تحقق من مكاسب للمرأة فى مجتمع ذكورى تقليدى مثل الصين ثورة هائلة، ولكنها مكاسب دفعت ثمنها وتحملتها أجيال من نسوة الصين، حيث وصلت المرأة الصينية بملبسها وثقافتها ما يجعلها تقف فى مقدمة جميلات العالم، فملكة جمال العالم سنة 2007 كانت الصينية تشانج تسى لين.
متى بدأت الثورة النسائية فى الصين؟
وكان قيام الصين الجديدة علامة فارقة فى حياة المرأة الصينية، من حيث مكانتها ومظهرها وأنوثتها، فى أوائل خمسينيات القرن العشرين، وشجعت الحكومة النساء على الخروج إلى العمل. وما زالت مقولة الزعيم الصينى ماو تسى تونج: "الزمن تغير، واليوم الرجل والمرأة متساويان" ترن فى الآذان، وخلال فترة الحماسة الثورية رفضت النساء فى تلك الفترة المعايير التقليدية للجمال الذى يقوم على المظهر واللباس والزينة، وآمنت بأن الجمال الحقيقى يشكله الطموح إلى المُثل العليا النبيلة والنقية للثورة والبناء والاستقلال، ومنذ ذلك الفترة أصبحت المرأة الصينية تستمتع بكل حقوقها فى المجتمع الصينى والغربى بشكل كبير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة