التوفيق من عند الله، ويبدو أن لاعبى المنتخب ومدربهم من أصحاب النوايا الطيبة، فيعطيهم الله بقدر نياتهم ويفوزون على منتخبات أكثر لياقة ومهارة، مثل غانا والمغرب ومالى وبوركينا، واستطاع «كوبر» توظيف اللاعبين بأقصى قدراتهم، وفرض حالة من الحزم والانضباط، فلا تدليل أو فرض عضلات أو نجومية زائفة، ولم يخضع لضغوط الإعلام والألوان، فأطاح بباسم مرسى وأيمن حفنى وحسام غالى، وضرب الشللية ومراكز القوى والفهلوة والتسيب.
سنفوز اليوم؟ بإذن الله وتوفيقه، وإخلاص اللاعبين ودعوات المصريين، وندعو أن تتحول مصر إلى مظاهرة كبرى، تحمل أعلامها وتهتف باسمها، ولا صوت يعلو فوق صوتها، ولا لون يرتفع فوق ألوان عَلمها، وتكون بشرة خير لاستعادة الأفراح والانتصارات، وتزويد الناس بشحنة أمل وتفاؤل، وأن المصريين إذا أرادوا أن ينجحوا استطاعوا أن يفعلوا ذلك، ولا تثنيهم مشاكل أو أزمات، وهكذا خلقهم الله شعبًا يبحث عن الفرحة والابتسامة، والله سبحانه وتعالى لن يحرمه منها فى هذا اليوم.
المهم أن هذا الجيل من اللاعبين فعل ما عليه، وسنقول لهم شكرًا أيًا كانت النتيجة، شكرًا على المظهر المشرف فى الملعب، والانضباط التام والالتزام الخططى.. فريق يحترم قدراته وإمكانيات منافسيه، ويجيد غلق منطقة الجزاء بشكل يتكرر فى كل مباراة، بما يعنى أن اللاعبين ينفذون خطة تدربوا عليها جيدًا، لاستنزاف جهد الفريق المنافس، ثم الانقضاض عليه بالهدف القاتل فى الوقت القاتل، الذى يصعب فيه التعويض والعودة للمباراة.
شكرًا للحضرى الأسطورة، ولا تشغل بالك بالعودة للأهلى، لأنك عدت إلى مصر التى ندعو الله أن ينصرها اليوم، فتحملك فوق الأعناق وأنت تحمل الكأس.. شكرًا لأحمد فتحى وعلى جبر وأحمد حجازى والمحمدى، وطارق حامد والننى وعبدالله السعيد وإبراهيم صلاح، شكرًا محمد صلاح ورمضان صبحى وكهربا وكوكا ومروان محسن، واللاعبين الآخرين، الذين لم يلعبوا وساندوا بقلوبهم وحبهم، على عكس المستفز باسم مرسى، بتصريحاته الخايبة التى قال فيها «إنه لا يتابع مباريات المنتخب، وسأل المذيع بطريق سخيفة، هو مين هيلعب؟».
هل نفوز الليلة؟ قولوا يا رب، عايزين نفرح ونخرج فى الشوارع، رغم أنف البرد والسقيع، نرفع الإعلام ونطلق الكلكسات والزغاريد، ونهتف «مصر.. مصر.. مصر».