بعد فترة من الهدوء النسبى تعود حدة المواجهة بين إيران وأمريكا، وكما هى العادة تواصل الإدارة الأمريكية أكاذيبها وتضليلها لتبرير مواقفها فى هذا الجانب، فبينما لا تر أى جريمة فيما تفعله إسرائيل من إرهاب ضد الشعب الفلسطينى وتبتلع الأرض الفلسطينية ببناء المستوطنات، تعلن وعلى لسان وزير دفاعها «جيمس ماتيس» أثناء زيارته اليابان أول أمس: «إيران أكبر دولة راعية للإرهاب فى العالم»، هذا القول للمسؤول الأمريكى لن يدارى أو يلغى فضيحة الإدارات الأمريكية السابقة التى تورطت فى جرائم حقيقية قادت إلى الإرهاب. هل يستطيع أحد أن ينسى جريمة أمريكا فى العراق؟ هل هناك إرهاب أبشع من الاحتلال الأمريكى للعراق؟ ألا تعد المساندة الأمريكية الصريحة لجماعات الإرهاب فى سوريا جريمة بكل المعايير الإنسانية.
يأتى تصريح وزير الدفاع بعد أيام من قرار الرئيس الأمريكى ترامب بفرض حظر على سبع دول إسلامية بينها إيران من دخول أمريكا، والقرار سبقه تصريح من ترامب بأن «إيران تلعب بالنار»، وذلك بعد أن اعتبرت طهران تحذيراته بشأن تجربة الصاروخ البالستى «استفزازية ولا أساس لها»، واللافت فى هذا التصعيد أن إيران قررت الثأر لنفسها من إجراءات ترامب ضدها، وبصرف النظر عن الأسباب غير المعلومة فى ذلك، إلا أن ظاهر الأمور يؤدى إلى اليقين بأن هذا التصعيد هو تعبير عما تراه إسرائيل بأن إيران هى عدوها الأول فى المنطقة، وأنه لا يجب السماح لها باستكمال برنامجها النووى حتى لو كان لأغراض سلمية.
وإذا كانت باقى الدول السبع الخاضعة للحظر لم تفعل شيئا ذا بال أكثر من تصريحات الرفض والشجب والإدانة، فإن الغضب الإيرانى يعد الآن «الوكيل الحصرى» فى التعبير عما يجب أن تكون عليه مواقف هؤلاء، وأخذ هذا التعبير أشكالا متنوعة، فالحرس الثورى أعلن عن بدأ مناورات عسكرية تشمل إطلاق صورايخ بعيدة المدى، وتدافعت تصريحات مسؤولين إيرانيين ترفض قرارات الحظر وتهدد بإجراءات مماثلة، وقررت الحكومة عدم منح تأشيرات لفريق المصارعة الأمريكى للمشاركة فى بطولة العالم، ثم عدلت موقفها أمس الأول، ومضى كل ذلك فى مسلسل قصته تقوم على أن هناك من يستطيع أن يقول: «لا» لأمريكا تصريحا وفعلا.
فى هذا المخطط الأمريكى «الترامبى» أتوقع عودة نغمة «السنة» و«الشيعة»، فاستدعاء هذا النوع من «النغم النشاز» والنفخ فيه سيكون محاولة لصرف الأنظار عن تنفيذ المشروعات الشيطانية للمنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة