حادث متحف اللوفر، يحمل الكثير من النقاط الغامضة، والشاب المصرى ما يزال مشتبها به، وهناك الكثير من الأنباء المتناقضة حول ما كان يحمله وما قاله قبل إطلاق النار عليه. هناك قرائن لا يمكن أن تشكل أدلة إدانة، ما لم يتم ربط وقائع تثبت علاقته بالتنظيمات الإرهابية. الشاب عبدالله سافر من دبى إلى باريس وسبق له السفر لتركيا، وتغريداته وكلماته على مواقع التواصل هى ما تثير الشكوك، خاصة أنه يكتب كلاما غير مترابط أقرب إلى الخواطر، تشير إلى تعاطف أكثر مما تشير إلى تورط. تقارير الأمن الفرنسى تتهمه بأنه كان يتجه لقتل ضباط وهو ما دفعهم لإطلاق النار عليه.
واقعة اللوفر ووقائع أخرى فى باريس أو المانيا، تكشف عن حجم الاستنفار والتوتر بين أجهزة الأمن الأوربية تجاه الإرهاب، هناك 10 آلاف جندى شرطة وجيش يتنشرون فى باريس ومدن فرنسا، والآف من الشرطة السرية، وإجراءات صارمة فى الدخول والخروج، ومع هذا تفلت عمليات كل فترة، وما تزال بعض الهجمات فى ألمانيا وباريس بلا فاعل. هذا الاستنفار الشديد، والتوتر، يجعل إطلاق النار متوقعا، وفى حال ثبوت براءة المشتبه به فى قضية اللوفر يطرح الكثير من الأسئلة حول الأمن وقدرته فى باريس وأوربا، خاصة أنهم غير قادرين على الإمساك بخيوط واضحة حول حجم وشكل الخلايا النائمة لديهم.
والأهم أن هذا التوتر والحشد الأمنى الشديد، بالرغم من أن هجمات الإرهاب فى أوروبا لا يمنع من أن تفلت بعض العمليات، بالرغم من أن ما تواجهه أوروبا أقل مئات المرات مما يحدث لدينا فى مصر، وهو أمر يكشف عن حجم التحديات التى تواجهها أجهزة الأمن فى مصر أو أى من الدول التى تواجه حربا إرهابية ضخمة ومدعومة من جهات مختلفة. ويرد على بعض من الخبراء الهواة ممن يقللون دائما من حجم مجهودات الأجهزة التى تتصدى للإرهاب، ويتجاهلون التصدى لمئات المحاولات، يتم التعامل معها بشكل استباقى.
المقارنة دائما واردة، مع أوروبا ليس فقط على مستوى التهديد المضاعف عندنا، لكن أيضا على مستوى رد الفعل الأوروبى، هم يهتمون بالعمليات ضدهم، ويستخفون بما يجرى عندنا، ونظن أن حادث باريس لو وقع فى مصر ربما لكانت هناك اتهامات مختلفة للأمن. ويبدو هذا ردا على بعض تقارير إعلامية غربية، تقلل من حجم ما تم تحقيقه فى مواجهة الإرهاب بسيناء، مع أن مصر تواجهه وحدها، بينما استمرت أمريكا تقود تحالفا لأكثر من عامين لم يحقق نتائج تذكر.