تريد الأطراف المتصارعة فى سوريا أن يكون للبلد الممزق عشرة دساتير، تزيده انقساما وتضاعف جراحه، الروس من جانبهم قدموا واحدا يضمن بقاء بشار الأسد ببعض السلطات وبقايا أنياب، بينما اقترح الأكراد دستورا تعدديا فى ظاهره، بينما باطنه يصنع مناطق انفصالية، إذا وضعنا فى الاعتبار انكسارات الماضى وطموحات المستقبل وتجربة إخوانهم فى كردستان العراق، لكن أحدا لم يسأل نفسه أو يسأل السكان الأصليين عما يريدونه من الدستور، فلو تركوا الأمور للمفاوضات العدائية الحالية بين جنيف وأستانا، فلن يجدوا دستورا ولا وطنا، بينما نظرة صغيرة للأمام تكفى ليعرف السوريون أن رضاهم بالانقسام والتفتيت، مقابل انتهاء الأزمة وعودة مواطنيهم اللاجئين، يشبه تماما وضع ضمادات ناصعة على جروح متعفنة.
جراح المستقبل تتعفن فى سوريا