فى خطوة جديدة على طريق الانفصال عن إسبانيا، دعا رئيس مجلس التنسيق الأعلى لإقليم كتالونيا، ماريان جوما إلى مظاهرات حاشدة فى برشلونة 26 فبراير الجارى للمطالبة باستفتاء على استقلال الإقليم، وخضوعه للحكم الذاتى بشكل كامل.
ومن المقرر تنظيم المظاهرات فى ميدان أوركويناونا، وسانت جاومى، وقال جوما فى تصريحات نشرتها وسائل إعلام إسبانية اليوم الأحد : "الوضع فى كتالونيا بالغ الخطورة ، ولابد من الدعوة إلى استفتاء بشأن الاستقلال، والوضع الحالى يشكل تهديدا واضحا للحقوق والحريات".
ووفقا لصحيفة البيريوديكو الإسبانية، تعهد زعيم إقليم كتالونيا الإسبانى، كارليس بوتشدمون، بتنظيم استفتاء حول الاستقلال عن مدريد فى عام 2017، وقال: "نحن الكتالونيون سنقرر مستقبلنا بحرية من خلال استفتاء قانونى ملزم".
وأجرى أهالى كتالونيا تصويتا رمزيا على الاستقلال عن إسبانيا فى 2014 وصوت حوالى 2 مليون لصالح الانفصال، وكان رئيس حكومة إسبانيا ماريانو راخوى، رفض إجراء أى استفتاء على استقلال إقليم كتالونيا، داعيا زعماء الإقليم إلى التوقف عن محاولات اجراء استفتاء، ولكن حكومة كتالونيا أكدت أنها ستمنح عملية الاستقلال مهلة حتى صيف 2017 تقرر بعدها ما إذا كانت ستدعو لاستفتاء استقلال أحادى الاجانب.
وتجنبت وزيرة شئون الرئاسة الكتالونية نيوس مونتيه ، الكشف عن خطط الحكومة، لكنها أكدت فى الوقت ذاته أن إجراء الاستفتاء بشأن استقلال الإقليم "لا رجعة فيه"، مضيفة أن "الأداة الديمقراطية" التى سيتم استخدامها يجب أن تقدم ضمانات كافية لاعتراف المجتمع الدولى بالنتيجة.
وتدعم أحزاب عدة داخل البرلمان الكتالونى إجراء استفتاء بغرض الاستقلال عن إسبانيا بشكل أحادى الجانب.
وتعد إسبانيا دولة لامركزية مقسمة إلى 17 إقليما ومنطقة ذاتية الحكم، بعضها مثل كتالونيا وإقليم الباسك والأندلس وجاليثيا، يتمتع باختصاصات أكبر.
وفى الاحتفال بيوم الاستقلال فى كتالونيا ، أعلنت الحكومة الكتالونية أنها ستمنح عملية الاستقلال مهلة حتى صيف 2017 تقرر بعدها ما إذا كانت ستدعو لاستفتاء استقلال أحادى الجانب أو انتخابات جديدة، وتواصل كتالونيا ضغوطها على الحكومة الاسبانة نحو مشروعهم الإنفصالى على الرغم من قرار المحكمة الدستورية بعدم اللجوء إلى استفتاء لإعلان الاستقلال لكتالونيا.
قلق أوروبى وتحذيرات من الخروج عن الاتحاد
أما بالنسبة لخروج كتالونيا من الاتحاد الأوروبى، فالأمر محسوم حيث أن المفوضية الأوروبية تكرر دائما تحذيرها للحكومة الكتالونية من خروج الإقليم تلقائيا من الاتحاد الأوروبى بمجرد حصوله على الانفصال من أسبانيا، حيث يرى إن انفصال كتالونيا سيؤدى إلى المزيد من الانقسام، وانحاز رئيس المفوضية الأوروبية كلود يونكر مع رئيس الحكومة الأسبانية ماريانو راخوى وموقفه من انفصال كتالونيا.
وفى وقت سابق تحدث البابا فرانسيس عن النزاع بين كتالونيا وإسبانيا، قائلا: "أى تقسيم سيجعل هناك شعور بالقلق ولابد من تحليل الموقف من جميع الجوانب، حيث إن هذه القضية ظهرت أيضا فى اسكتلندا"، وأضاف: "لابد من الأخذ فى الاعتبار أنها أمة واحدة".
أما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فكانت قد طالبت كتالونيا باحترام القانون الذى سيضمن سيادة ووحدة أراضى كل دول الاتحاد الأوروبى، كما أعربت عن تأييدها للحكومة الأسبانية ورفضها لانفصال كتالونيا"، وشددت على أن الجميع يجب أن يحترم معاهدات الاتحاد الأوروبى التى تضمن سيادة ووحدة كل دولة.
وأيضا جادل الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند بأن تطلعات الاستقلال فى كتالونيا هى مسألة سياسة داخلية، وشدد على استقرار وقوة إسبانيا، وقال: "نريد إسبانيا كحليف مستقر وقوى ، كما هو اليوم"، كما أعرب رئيس الوزراء الفرنسى الذى ولد فى برشلونة مانويل فالس عن دعمه لأسبانيا قوية وموحدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة