كان بيل أورايلى مراسل شبكة «ABC News» الأمريكية يحاور ترامب ويتطاوس أمامه بجهل فاضح، ألا تعتقد يا سيادة الرئيس أن بوتين قاتلاً؟
السؤال الذى طرحه أورايلى، من عينة الأسئلة الأكثر إثارة، وتفاهة فى الوقت نفسه، فمذيع شبكة «ABC News» يعلم أن أى إجابة سيدلى بها ترامب ستكون مثارًا لجدل كبير، وسيكون هو وشبكته طرفًا فيها، ومن ناحية ثانية، فالسؤال يتجاهل أن الولايات المتحدة هى أكبر دولة إجرامية على مر التاريخ بدءًا من مذابح الهنود الحمر ومرورًا بقنبلتى هيروشيما وناجازاكى، وفظائع فيتنام وكمبوديا، التى شهدت ابتكارات فى القتل الجماعى بالنبالم والأسلحة الكيماوية، وانتهاءً بما عانيناه فى العراق وأفغانستان من قتل جماعى باليورانيوم المنضب والأسلحة النووية التكتيكية، وإشعال الحروب الأهلية التى مازالت مشتعلة حتى الآن.
إذن السؤال الفاضح لمذيع شبكة «ABC News»، يكشف من ناحية طبيعة ما تسعى لترويجه وفرضه الدولة العميقة، ومجموعات المصالح فى أمريكا، لإجبار ترامب وإدارته على السير وفق نهج محدد، فماذا كان رد ترامب على المذيع الجاهل؟
ترامب رد ردًا مفحمًا، ويحمل اعترافًا غير مسبوق بالجرائم التى ارتكبتها إدارات واشنطن المتتابعة فى مختلف دول العالم، قال: «بوتين زعيم دولة وهناك الكثير من القتلة، ماذا تعتقد؟ هل تعتقد أن دولتنا بريئة؟».
بالطبع لم يرد المذيع الجاهل على ترامب، ولم يجد ما يدافع به عن تاريخ القتل الأمريكى، ولا عما دفع به الرئيس المنتخب حول ضرورة التعاون والتوافق مع روسيا بشأن مواجهة التنظيمات الإرهابية المتطرفة حول العالم، وكنت أتمنى أن يكرر ترامب فى هذا السياق تحديدًا ماسبق وصرح به عن مسؤولية أوباما – هيلارى، عن صناعة ودعم تنظيم داعش وإطلاقه فى منطقة الشرق الأوسط لهدمها من الداخل.
الملاحظ هنا أننا على مشارف سياسة عالمية أكثر إنسانية يقودها الرئيس الأمريكى لأول مرة، فبدلًا من الصراع الشرس المسمى بالحرب الباردة بين قطبين أمريكى روسى أو معسكرين غربى وشرقى، وبدلًا من الترويج لسياسة القطب الواحد بما تعنيه من بلطجة وعربدة أمريكية فى دول العالم، نلمس نوعًا من التوافق والتعاون بين القطبين بما يمكن أن ينعكس إيجابًا على العالم أجمع، ويرسخ لنوع من الثقافة الإنسانية والتعاون، لكن هذا ما يرفضه ويحاربه أصحاب المصالح ومجموعات الضغط داخل أمريكا، فهل سينتصر ترامب ويفرض أسلوبه ومنهجه؟
هذا ما ستكشف عنه الشهور القليلة المقبلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة