سعى كل نادى على مدار تاريخ لعبة كرة القدم فى الحصول على نجم و لاعب يكون من الطراز الأول حتى تصبح لديه الأفضلية على سائر الفرق المنافسة، كما سعت نفس الأندية لأن يكون لديها اللاعب القادر على تعويض غياب نجم الفريق الأول أو يكون "خليفته" فى الملاعب.
بالنسبة لبرشلونة، فدائماً كان الوضع مريحاً، فمع تقدم البرازيلى رونالدينهو ظهر البرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسى ليكون هو خليفة الساحر رونالدينهو، وعلى نفس المنوال، ومع تقدم ميسى فى العمر، سعى برشلونة لإيجاد بديل له، لذلك تم التعاقد مع البرازيلى نيمار دا سيلفا من قادماً من سانتوس على امل أن يكون هو خليفة سيد اللاعبين.
لكن نيمار الذى انضم للبارسا فى صيف 2013، لم يصل بعد للمستوى الذى يطمئن جماهير فريقه أنه سيأخذ مكان نجمهم الأول فى السنوات المقبلة، فى الحقيقة ربما قد لا يصل إلى نفس المستوى أبداً، وفى التقرير التالى نستعرض 5 أسباب تمنع نيمار من تعويض غياب ميسى..
نزعة نيمار الاستعراضية
استعراض نيمار
كون نيمار من مواليد البرازيل قد يكون نعمة ونقمة فى نفس الوقت،فالبرازيل هى موطن الاستعراضات الترفيهية و بلاد السامبا، قد تشعر وأنت تشاهد اى لاعب برازيلى أنه ولد بجينات المهارات وشكلت حياته منذ الصغر، لذلك ميل نيمار إلى الاستعراض بالكرة وإمتاع الجماهير يطغى على الفعالية الهجومية لديه وهو ما قد يخلق المشكلة.
ميسى كونه لاتينياً قد ولد بمثل هذه الجينات، إلا انه فطن للحيلة سريعاً وبدأ فى التحول للفعالية على حساب الاستعراض، وهو شيئاً لم يدركه أو يحاول فعله البرازيلى نيمار بعد، وقد لا يفعله أبداً كون مهاراته الاستعراضية بالكرة هي أبرز ما يميزه كلاعب من الطراز الأول ويحدد شخصيته فى الملعب.
معدل ميسى التهديفى يضعه فى مستوى اخر
معدل ميسى التهديفى
سيطر الأرجنتينى ليونيل ميسى والبرتغالى كريستيانو رونالدو على قائمة الهدافين فى السنوات الماضية، ومؤخراً بدأ الأوروجويانى لويس سواريز فى ملاحقة الثنائى الأفضل فى العالم، لكن بالنسبة لنيمار فالأمر مازال بعيداً تماماً.
نيمار يعد هدافاً جيداً، إلا أنه لم يقترب حتى من معدل ميسى التهديفى، فالبرازيلى لم يتخطى حاجز معدل هدف الواحد فى المباراة من قبل، على النقيض فإن ميسى ورونالدو يفعلان ذلك دائماً وبسهولة أيضاً، قد يحاول البعض التقليل من أهمية الأهداف مقارنة بصناعتها أو مساندة الزملاء فى الفريق، إلا أن ما يميز أى مهاجم عن غيره من المهاجمين هو إحراز الأهداف فقط ولا غير، وفى هذا الصدد نيمار بعيد تماماً عن ميسى .
عصبية نيمار
عصبية نيمار
بعيداً عن عبقريته الفذة فى كرة القدم، ليونيل ميسى واحد ان أهدأ اللاعبين فى العالم، فنادراً ما نجده يفقد أعصابه فى أى مباراة حتى إن كانت صعبة وتحت ضغوط عصبية كبيرة وهو ما يجعله جاهزاً ذهنياً من أجل إنقاذ الفريق فى الأوقات الصعبة .
على النقيض تماماً، يبدو أن نيمار لا يستطيع التحكم فى أعصابه فى أى مرحلة من المباراة، وهو ما فطن له مدافعى خصومه، لذلك نجد انه أكثر لاعب يتعرض لمضايقات من الخصوم لإفقاده أعصابه وإما إخراجه من اجواء المباراة او حتى دفعه للقيام بأى عمل قد يجعله يحصل على بطاقة.
رؤية ميسى الفريدة
رؤية ميسى
بغض النظر عن مراوغاته السلسة، سرعته العالية وتحكمه الرائع بالكرة، المهارة الوحيدة التى تضع ميسى فوق منافسيه هى رؤيته الفائقة للملعب وتحركات زملائه وخصومه وقدرته على توقع التحركات والمواقف وتغييرها حسب رغبته.
أغلبية صناع اللعب فى العالم يستغلون ثغرات الدفاع ويمرروا الكرات للمهاجمين المتاحين، لكن ميسى لا يفعل ذلك، ليس وهو أفضل لاعبى العالم، البرغوث الأرجنتينى يتحرك بالكرة، يخلق الفرص ويصنع الثغرات ثم يمرر الكرة شبه جاهزة للمهاجم بكل سهولة.
بالنسبة لنيمار فقدرته على التلاعب بدفاعات المنافسين لا خلاف عليها، إلا أن تمريراته ليست جيدة مقارنة بميسى، وقدراته على خلق الفرص محدودة لذلك فهو ينتظر حتى يكون الموقف متاحاً ويبدأ فى التصرف.
نيمار لا يمكن أن يكون ميسى، لماذا؟ لأنه ببساطة ميسى
مثل وجود شمس واحدة فى النظام الشمسى، لا يمكن لكرة القدم أن تحتمل وجود أكثر من ليونيل ميسى فى الملاعب، ببساطة لأنه فريد من نوعه، فكل حركة يقوم بها و كل تمريرة وكل نظرة تحمل فعالية هجومية كبيرة تنقل الفريق إلى حالة مختلفة .
ميسى ليس لاعباً مهارياً أو محطماً لأرقام قياسية فقط، كان بإمكانه أن يكون مستعرضاً ومتباهياً، ثم يخفت نجمه مع مرور الوقت، مثل زميله السابق رونالدينهو، إلا أن البرغوث رفض أن يرحل دون أن يترك بصمته الواضحة وفضل اتخاذ طريق التواضع والتضحية لكى يصل إلى ما هو عليه الآن.
ما نراه الآن هو تجسيد لما يمكن أن يفعله لاعب مجتهد بموهبة من صنع الله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة