فاز المنتخب المصرى لكرة القدم بأشياء كثيرة فى بطولة الأمم الأفريقية الأخيرة، ولم يخسر سوى الكأس، فى المباراة النهائية، لذا لنا أن نفخر بهذا الفريق الذى شرفنا فى أفريقيا وأعادنا بقوة لقلب القارة السمراء لنصبح جزءا من فرحتهم وحزنهم .
نعم كنا نريد أن نحصل على الكأس، لنصنع رقما قياسيا جديدا، لكن ذلك لم يحدث، وكان فريق الكاميرون هو الأفضل خاصة فى الشوط الثانى، لكن فريقنا كان عظيما أيضا، قاتلوا طوال المباريات رغم الظروف التى كانوا فيها، وفى المباراة النهائية كان الإجهاد واضحا تماما وكانت الغيابات مؤثرة وكان القدر له رأى آخر غير ما حلمنا به.
النجاحات فى هذه البطولة عديدة منها أن منتخب مصر الذى لم يتوقع أكثر المتفائلين أن يروه فى المباراة النهائية، واعتقدوا أنه سوف يخرج من الدور الأول، خاصة بعدما افتتح البطولة بمباراة ضعيفة لعبها أمام مالى وانتهت بالتعادل، كل هذه الحسابات تغيرت بعد الفوز على غانا وصعودنا لدور الثمانية الكبار فى أفريقيا، بما يعنى أن الطاقة والقدرة موجودة فى داخلنا، وأن مارد الأحلام والمقاومة يحتاج فقط إلى قليل من التحفيز ليخرج.
كذلك من النجاحات، الفوز على فريق المغرب الشقيق الذى كان عقدة تطاردنا من أكثر من 30 عاما، استطعنا أن نتغلب عليها فى هذه البطولة، وهو أمر لو تعلمون عظيم.
من النجاحات الكبيرة أيضا الحضرى الذى تجاوز الـ44 من عمره ولا يزال قادرا على اللعب والرقص، بما يجعلنا نؤكد أنه امتداد لكثير من المصريين الكبار العظماء الذين يحفظون «أصل الإنسان المصرى» الذى لا يعترف بالطبيعة، بل يتحداها ويسعى للأفضل.
أهم النجاحات كانت تكمن فى الفرحة التى سيطرت على الشعب المصرى، الباحث عن السعادة، خاصة بعد مبارتى المغرب وبوركينا فاسو، كانوا سعداء بشكل لا يوصف، فقد خرج الجميع، رغم البرد، ليشاهدوا المباريات فى الشوارع ويهتفوا بالنصر لمصر، وكانت ملامحهم تكشف حاجتهم الملحة للفرحة البسيطة، الغائبة لأسباب كثيرة اقتصادية واجتماعية، فشكرا لجميع اللاعبين والجهاز الفنى الذى صنع ذلك.
لكن لماذا لم نربح المباراة النهائية؟، حدث ذلك لأن وزارة الأوقاف قامت بتحويل خطيب مسجد فى السويس للتحقيق، لأنه قال للناس، فى خطبة الجمعة السابقة، اتخذوا من عصام الحضرى قدوة، وادعت الوزارة، التى تعيش خارج الحدث، أن إمام المسجد خرج عن إطار الخطبة الموحدة التى كانت تدور حول الشهامة، ولم تفهم الوزارة المغزى الكامن وراء الكلام، ولا الغرض المقصود وهو إثارة الحماسة لدى الناس ودفعهم للتفانى من أجل أنفسهم والوطن، وطالما نفكر بهذه الطريقة لن نفوز باللحظات الحاسمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة