أجمل ما جرى بعد مباراة مصر والكاميرون هو أن هناك كثيرين استكملوا الفرح بالمنتخب، طبعا الناس كان نفسها تفوز بالكأس، لكن الأهم أننا بعد سنوات من الانقطاع، دخلنا ووصلنا للدور النهائى، ومن بديهيات الكرة أنها مكسب وخسارة، وروح رياضية، وكانت فرحة قبل النهائى كبيرة أشبه بوقفة العيد، امتلأت الشوارع، واستعد الجمهور الكبير للاحتفال بالفوز الكامل، وكان الحضرى أحد صناع الفرح، بما قدمه كحارس مرمى أمين تجاوز عامل السن، وأعاد ذكرى حراس كبار تجاوزوا الأربعين وواصلوا العطاء، الرياضة لعب فى النهاية، لا تحتمل أى تسييس أو ادعاء، وما أفسدها يوما سوى أنها تداخلت بالسياسة فأضرت الطرفين، وربما نحتاج إلى استعادة الرياضة، من أيدى لاعبى السياسة، وكل عاقل يفترض أن يدفع فى هذا الاتجاه، لكننا للأسف أصبحنا أمام حالة تتداخل فيها الخيوط، وتتقاطع وتختلط الأوراق بلا هدف.
فى كل مباراة، انفعلنا وخفنا وفرحنا، مع فريق مشرف بذل كل لاعب فيه جهده لأقصى درجة، يستحقون الشكر، وهو أمر قدره جمهور واصل الاحتفال بالرغم من الخسارة، وكل لاعب من محترفينا بالخارج سفير حقيقى، لأنهم يحملون قدرا من الأخلاق الرياضية والإنسانية يشرف فيها بلاده، الننى ورمضان صبحى وغيرهما، ومن بين هؤلاء أحمل قدرا كبيرا من التقدير لمحمد صلاح، فهو مثال للاعب المحترف والمحترم، الذى يجمع بين الأخلاق والحرفنة، فضلا عن كونه بلدياتى من بسيون غربية، ويرتبط ببلدته وأهله، ولا يتأخر أبدا عن تقديم كل ما يطلب منه، من دون إعلان، ويمتلك قدرا هائلا من الإنسانية والتواضع، يقدم الكثير للمدارس والمستشفيات ولا يتأخر عن طلب، ولا يميل للخلط بين شؤونه الشخصية وكونه نجما دوليا فى الكرة، ويحرص على أن يبعد نفسه وأسرته على لغط الإعلام، و«اللت والعجن» الذى يحرق النجوم.
فى بسيون دائما ما يمثل محمد صلاح قدوة للشباب، جمهور بسيون مثل كل جمهور الكرة يفرحون بفريقنا كثيرا، ويضعون محمد صلاح فى برواز خاص، يحتفلون به ويفرحون لكل نجاح يحققه، محمد صلاح إنجاز كامل، ومثال على ما يجب أن يكون عليه اللاعب النجم.
ويستحق الاحترام مع فريقنا الوطنى، ونأمل أن تكون دروس كأس أفريقيا حافزا على استعادة الروح الرياضية، والعودة للملاعب فى منافسة وليس صراعا. مبروك لمصر محمد صلاح وزملائه.