قال الناقد العراقى أكرم هواس، إن الخلفية السياسية للشيخ على عبد الرازق كانت بفترة إرهاصات سقوط الخلافة العثمانية، وبداية الدولة الحديثة، فكان لديه ارتباك ما بين التهرب إلى ما هو غير دينى، وفى نفس الوقت يحاول إظهار مشاكل الخلافة الإسلامية، فكان يندد بتاريخ الخلافة، ويعيش إرهاصات سقوط الدولة العثمانية.
وأضاف "هواس" خلال الندوة التى عقدت بمعرض الكتاب عن الشيخ على عبد الرازق، أن الشيخ على عبد الرازق لم يتحدث عن بدائل لإيجاد الدولة الحديثة، وكان يقدم نقدا حول فكرة الخلافة، وبشكل ما أشار إلى التكوين الاجتماعى فى أوروبا والتوافق بين الكنيسة والحكم.
وأكد أكرم "هواس" أن الشيخ على عبد الرازق استطاع أن يفرق بين الحكم المطلق فى عصر النبى وبين غير المطلق على يد البشر، ونجح فى رفض الفصل بين الدولة والمجتمع الدينى، لافتا إلى أن كتابه "الإسلام وأصول الحكم" تحدث عن البدعة وبعض السلوكيات والطقوس التى يمارسها رجال الدين للتكفير، لكنه لم يتطرق فى كتابه إلى قضية واحدة عن الإلحاد ووضع اهتمامه فى إطار واحد.
وأوضح "هواس" أنه على عبد الرازق تناول قضية الدين والديمقراطية بمفهوم ذلك العصر، ونجح فى وضع إطار عام، ورصد تواجد المسلمين فى الغرب أحدث نوعا من الارتباك فى المجتمع الأوروبى، مشيرا إلى أن قضية الخلافة والبحث عن بديل كانت من ضمن إشكالياته، فكانت هناك مظاهرات لمجموعات لإعادة بناء الخلافة الإسلامية، وكانت لديها جذور وتوابع فى الدول الإسلامية.
من جانبه، قال الدكتور عمرو كمال حامد، حفيد على عبد الرازق، إن هناك اتهامات وجهت للشيخ بشأن كتابه "الإسلام وأصول الحكم" بعدم تأليفه، لكن لدينا المخطوطات الأصلية التى تثبت تأليفه، لافتا إلى أن اتهامه حول اعتناقه العلمانية، وبعده عن الدين غير صحيح، فأحفاده معتنقو الإسلام الوسطى من السنة، والبعد عن التطرف سواء من الناحية الدينية أو الانفتاح.
وأضاف "حامد" خلال كلمته، أنه قرأ كتاب الشيخ على عبد الرازق مرات عديدة، والذى يرصد نموذج الحكم من منظور شرقى، للتعامل مع الفكر الغربى فى الحكم، مضيفا أن الحكم المدنى واضح فى الكتاب، ولم تكن الخلافة القضية الأساسية.
وأكد الدكتور عمرو كمال حامد، أنه دعا فى كتابه الفصل بين الدين والحكومة وليست الدولة، وتكلم عن الدين كسلطة عليا، وفكرة الديمقراطية كحكم مدنى.
فيما قال حلمى شعراوى، رئيس مركز البحوث العربية، إن الشيخ على عبد الرازق اتبع أجود أساليب الكتابة فى كاتبه "الإسلام وأصول الحكم"، وهو يعتبر مفاجأة لأسلوبه العربى المباشر، واستعانته بالجمل القصيرة.
وأكد شعراوى أن الحركة الفكرية التى كان من بينها على عبد الرازق، واجهت فكرة أن يكون الملك فؤاد خليفة للمسلمين، وهى حركة انتجت بعد ثورة ١٩ والحرب العالمية الأولى، وبعد سقوط الدولة العثمانية لجأ الغرب إلى حاكم موالى لهم وهو ما رفضه الشيخ على عبد الرازق، فكان طبيعيا الفصل بين الدين والسلطة كحقيقة اجتماعية بدلا من أن يشتغله الحاكم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة