دائمًا ما يتميز المصريين بين النُخبة أو الصفوة والعامة، ولا يقتصر لقب الصفوة على طبقة معينة من الشعب وفقًا للحالة الاقتصادية بقدر ما يطلق على المثقفين ومحبى القراءة والتطلع والبحث بين الثقافات الآخرى والتعمق فى عدد من المجالات وفقًا لاهتمامات كل شخص، وعلى مدار 48 سنة كان معرض الكتاب ملتقى المثقفين فى مصر والأسر التى تعشق الخروجات التى تحمل رسالة مفيدة لأبنائهم، لكن هذا العام تعددت الآراء والانطباعات عن الدورة رقم 48 لمعرض الكتاب، والتى احتوت على عدد من الملامح الجديدة عليها مثل ظهور الأغانى الشعبية والمهرجانات ضمن العروض التى تقدم على المسرح المكشوف، وكذلك كثرة الشباب الذين يذهبون للمعرض من أجل الفُسحة والتقاط الصور فقط دون السؤال عن اسم كتاب واحد.
ورغم ذلك إلا أن الزحام هذا العام قل كثيرًا عن ذى قبل، وتحدث الدكتور إبراهيم مجدى حسين استشارى الطب النفسى وعلاج الإدمان لـ اليوم السابع عن وجود عدد من الظواهر الدخيلة على المعرض هذا العام قائلاً "القراءة الورقية في العالم قلت بشكل كبير جدًا، والآن العالم يتجه إلى الديجيتال وثقافة الويكيبيديا، و"التيك أواى" والرغبة فى الحصول على المعلومات السريعة، وأضاف "علم النفس التطورى يدرس هذه الظواهر، وخاصة ظاهرة "ثقافة الاستسهال وسرعة الاستهلاك و البحث عن الترفيه و التسلية و البعد عن العمق"، والأمر الذى حوله من معرض للكتاب إلى مولد، ومن ثقافة الخاصة إلى ثقافة العامة، مشيرًا إلى أن التكنولوجيا والاقتصاد يتدخلان فى سلوك المواطن وينعكسا عليه".
وأكد دكتور إبراهيم أن الشباب يبحث عن أى شىء يخرج فيه طاقته، خاصة أن أجواء المعرض تتزامن مع إجازة نصف العام، الأمر الذى جعل الشباب يتعاملون معه باعتباره مكان "للفسحة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة