وسط اشتعال التوتر بين واشنطن وطهران اثر إجراء الأخيرة تجربة إطلاق صاروخ باليستى، رفض الزعيم الأعلى الإيرانى آية الله على خامنئى فى أول تعليق له على تغريدات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والعقوبات الجديدة على بلاده، تحذيرات الإدارة الأمريكية لطهران بوقف الاختبارات الصاروخية ودعا الإيرانيين إلى الرد على "تهديدات" ترامب يوم الجمعة فى ذكرى الثورة الإسلامية عام 1979.
وبعد إعلان الإدارة الأمريكية عقوبات جديدة ضد إيران، قال خامنئى خلال اجتماع مع قادة عسكريين بطهران أمس "لا يمكن لأى عدو شل الأمة الإيرانية.. يقول ترامب عليكم أن تخافوا منى. لا! هكذا سيرد الشعب الإيرانى على كلماته فى العاشر من فبراير ذكرى الثورة وسيعبر الإيرانيين عن موقفهم ضد هذه التهديدات".
وأضاف المرشد الإيرانى أن الرئيس الأمريكى الجديد أظهر الوجه الحقيقى لأمريكا وعرى فسادها، قائلا " نحن نشكر هذا الشخص الذى أتى مؤخرا.. نشكره لأنه وفر علينا جهدا وأظهر الوجه الحقيقى لأمريكا".
وحسبما نقلت وكالة أنباء فارس، قال المرشد : "ما كنا نتحدث عنه فى الإدارة الأمريكية من الفساد السياسى والاقتصادى والأخلاقى والاجتماعى المستشرى، فقد عراه هذا الشخص وجعله علنيا أثناء حملته الانتخابية وبعدها".
وأشار خامنئى إلى واقعة توقيف طفل إيرانى بمطارات الولايات المتحدة قائلا: "سلوك الأمريكيين واعتقال طفل إيرانى يبلغ من العمر 5 أعوام يظهر حقيقة شعار حقوق الإنسان الأمريكى".
وقال خامنئى: "أمريكا فشلت فى تحقيق أهدافها أمام إيران .. ولن يتمكن أى عدو من إحداث شلل للشعب الإيرانى هذا الشخص ـ فى إشارة إلى ترامب ـ جلب العقوبات المشلة للشعب الإيرانى، لكنه لم يحقق مبتغاه ولا يستطيع أى عدو أن يشل الشعب الإيرانى".
من جانبه أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية على أكبر صالحى، أن هناك أنباء نووية جيدة سيتم الإعلان عنها بعد شهرين. وقال إن هناك سلسلة من المنجزات الحكومية فى مجال الصناعة النووية، بعد الاتفاق النووى، سيتم الإعلان عنها فى اليوم الوطنى للصناعة النووية فى 9 أبريل القادم.
وأضاف صالحى أن الخبر الجيد خلال الأيام الأخيرة هو استلام 149 طنا من الكعكة الصفراء والتى تضاف إلى احتياطيات البلاد حيث وصلت منها 3 شحنات وستصل الشحنة الرابعة الثلاثاء 7 فبراير، مؤكدا أن احتياطات طهران من اليورانيوم بلغت 359 طنا.
وبين رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن ما بين 60 إلى 70 من أعمال الحظر قد أزيلت حتى الآن بعد الاتفاق النووى، مؤكدا أن الأنشطة النووية فى البلاد جارية ولم تتوقف.
من جهة آخرى، قال الرئيس الإيرانى حسن روحانى إن الاتفاق النووى بين إيران والقوى العالمية كان اتفاقا مفيدا للجميع بخلاف ما يعتقد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، مشيرا إلى أن الاتفاق يمكن أن يستخدم كمنصة انطلاق لنزع فتيل التوتر فى المنطقة.
وأضاف روحانى فى كلمة نقلها التلفزيون الرسمى على الهواء مباشرة "يقرأ الرئيس الأمريكى الجديد نص الاتفاق النووى لكنه لا يقبله. يقول إن هذا أسوأ اتفاق فى التاريخ.. هذا اتفاق متبادل المنفعة. الجميع مستفيد منه... يمكن استخدام المفاوضات النووية كمثال لمحادثات أخرى من أجل تحقيق الاستقرار والأمن فى المنطقة".
جاء ذلك فى الوقت الذى طالب فيه أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائى الامريكيين بالكف عن تهديد ايران، محذرا من مغبة شن أى عدوان، وقال: "إننا نوجه لهم النصائح لكنهم إن ارادوا شن اى عدوان فاننا سندافع عن أنفسنا بكل قوة ونجعلهم يشعرون بالندم.
واعتبر رضائى انه لا فرق بين ترامب وأوباما سوى فى استعداد الاخير للدفع باتجاه الحرب "إلا اننا نأمل ألا يحدث ذلك الأمر".
وكانت الإدارة الأمريكية قد فرضت أمس الأول مجموعة جديدة من العقوبات ضد شخصيات وشركات إيرانية، ردا على قيام الجمهورية الإسلامية باختبار مجموعة من الصواريخ متوسطة المدى، فى خطوة تصعيدية يرى المراقبون أنها تزيد من احتمالية نشوب حرب بين البلدين.
ووضعت وزارة الخزانة الأمريكية 13 إيرانيا و12 شركة إيرانية بقائمة عقوباتها، بعض تلك الشركات تتواجد فى لبنان والصين والإمارات العربية، حيث أوضح مدير مكتب التحكم فى الأصول الأجنبية بالخزانة الأمريكية "جون سميث" أن العقوبات جاءت ردا على اختبار إيران صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية.
ووضعت الخزانة الأمريكية كل الشركات والشخصيات المتعاملة مع رجل الأعمال "عبد الله أشجارزاده" ضمن قائمة العقوبات، متهمة الأخير بإدارة شبكة تجارية تساهم فى تمويل برامج صواريخ الجمهورية الإسلامية.
وزعم مسئولو الخزانة الأمريكية أن رجل الأعمال "أشجارزاده" لديه صلات تجارية مع مجموعة "شاهد همت" الصناعية الإيرانية، التى تعد فرعا للمؤسسة الممولة لبرامج صواريخ إيران.
وضمت قائمة العقوبات شبكة تجارية تزعم أمريكا أن الحرس الثورى الإيرانى يديرها فى لبنان، وقد ردت إيران على تلك العقوبات الجديدة بالتلويح بفرض قيود قانونية على أفراد وشركات أمريكية، لافتة إلى أن هؤلاء الأفراد والشركات ساهموا بشكل مباشر فى إطلاق تنظيمات إرهابية فى المنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة