شحات عثمان يكتب : الأخلاق وما أدراك ما الأخلاق !

الأربعاء، 08 فبراير 2017 12:00 م
شحات عثمان يكتب : الأخلاق وما أدراك ما الأخلاق ! صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مُنْذُ انطلاق الشبكة العنكبوتية وأنا أتَجَول هُنّا وهُناك ورأيت فيها ما شاب له شعر الرأس وارتعشت من هوله الفرائص والأوداج وكل ذلك فى اكتشاف طبائع البشر وسلوكياتهم.

 

 تضاربت المفاهيم والمعانى فى ذلك اللفظ الخفى المسمى بالأخلاق فقد وجدت الكثير من البشر قد ارتداه لباساً خارجيا ليستر به الشيطان الأعظم فى حوايا الجسد لكى يصطاد الجنس الآخر لتحقيق مآرب شيطانية متعللاً بالقيم الأخلاقية وإصلاح المجتمعات .

 

الى أن راود النفس السؤال عن طبيعة لفظ الأخلاق فهل هو جينات وصفات وراثية يتناولها الطفل مع حليب الرضاعه والتنشئة الأسرية ام ترجع إلى البيئة المحيطه فى المجتمع بدأ من الشارع إلى الدراسة إلى سوق العمل امى ترجع إلى الدين السماوى سواء كان إسلام أو مسيحية أو يهوديه .

 

يبقى الرأى الأرجح من وجهة نظرى هو الشق الإيمانى والعقائدى ولا سيما أن هناك مكارم اخلاق كانت متوارثة فى الحضارات القديمه .

 

بطبيعة الحال بقدر الالتزام الروحى سيكون نشر الأخلاق الحميدة فى المجتمعات ومما لا شك فيه أن التربية الأسرية أحد أهم عوامل غرس الأخلاق فى المراحل الأولى لتكوين شخصية الطفل وخصوصا أن التقليد هى أهم خِصَال الأطفال فى المراحل الأولى، فإن كانت الأسرة ملتزمة أخلاقيا بالتالى سينعكس على نفسية الطفل ولن يتم اللجوء إلى القسوة فى التعامل ولن يخرج الطفل من عباءة الاسرة إلى أصحاب السوء ولنا فى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وأصحابه الطيبين المثال الصارخ لمعانى الرحمة فى التعامل والناظر معى إلى مقولة الصاحب ساحب بعين البصيرة يجد أنها مقوله ليست من فراغ ويؤكد ذلك حديث المصطفى صل الله عليه وسلم فلينظر أحدكم من يخالل لذا وجب على الأسرة مراقبة الأبناء ومعرفة أصدقائهم وسلوكياتهم فإن كان من أهل الرشد والصلاح العمل على تقوية أواصر تلك العلاقة وإن كان من أهل الخبائث ذوى النزعات الإجرامية الخبيثة وجب بتر تلك العلاقة فوراً مع بيان الأسس الروحية فى التعاملات بين البشر.

 

وكذلك فإن إصلاح المناهج التعليمية ووزارات التربيه والتعليم فى المجتمعات العربيه تحتاج إعادة هيكلة حتى يتم تطبيق أخلاق فاضلة تم وضع حجر الأساس لها فى المنازل.

 

 لكن للأسف واقع الحال يشير إلى أن المناهج التعليمية أصبحت مبتورة كالبقرة العجفاء وأصبحت خالية من مقومات الأخلاق الاجتماعية حتى أن بعض الإعلاميين الذين يظهرون على شاشات التلفزة يطالبون بتطبيق الفن الهابط والرقص الشرقى ونشر الثقافة الجنسية فى المناهج الدراسية بحجة " حتى لا يخرج جيل معقد لديه كبت اجتماعى ".

 

قبل فترة كنت قد طرحت موضوعاً للنقاش فى أحد المنابر عن تشغيل الأطفال فى تنظيف الحمامات والفصول المدرسية كنوع من الإلزام وليس كوسيلة للعقاب وقد تضاربت الآراء حوله وانتهى المطاف إلى أن ضياع الضمير والأخلاق لدى المدرسين والقائمين على تلك المدارس هو المسبب الرئيس لتلك الظواهر وضياع القدوة من المدرسين بقبولهم إعطاء الدروس الخصوصية تحت ضغوط الحياة وهو عذر لهم فى ظل ظاهرة ارتفاع الأسعار جعل هناك حالة إزالة الحاجز الشخصى بين الطالب والمدرس وكذلك فساد المنظومة الأخلاقية فى المجتمع بأكمله بعد فترات الحرية الزائفة التى حدثت فى بعض الدول عقب الثورات المزعومة والتى تم هدر الدماء فيها بدون وجه حق مع غرس التمرد فى نفوس النشء .

وبطبيعة الحال مرحلة المراهقة تحتاج إلى تربية من نوع خاص جدا والبعد عن القسوة فى التعامل وهنا يقع العبء على الأسس الراسخة الدينية التى تم غرسها فى النفوس من قبل الأسرة .










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة