صاحب "جدل الدين والحداثة": عالم الميديا والاستهلاك هزم الدين

الأربعاء، 08 فبراير 2017 08:00 م
صاحب "جدل الدين والحداثة": عالم الميديا والاستهلاك هزم الدين الكاتب صلاح سالم
كتب بلال رمضان - تصوير محمود فخرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الكاتب صلاح سالم، إن الجماعات السلفية ومنها داعش هى الأكثر استخدامًا لمنتجات العلمانية التى ترفضها، وهى أحد الأمور التى تكشف إلى أى مدى هذه الجماعات مصابة بالشيزوفرينا.

ندوة لمناقشة كتاب جدل الدين والحداثة (7)

جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت ظهر اليوم، الأربعاء، لمناقشة كتاب "جدل الدين والحداثة" للكاتب الدكتور صلاح سالم، والتى شارك فيها الدكتور حسن حماد، والكاتب الدكتور مصطفى الفقى، والدكتور عبد العليم محمد، وأدار الندوة محمد حربى، وتغيب عن الندوة كل من الناقد الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، لتواجده مع شقيقته فى المستشفى، والكاتب المفكر السيد ياسين، نظرًا لإصابته بوعكة صحية.

 

وقال الدكتور صلاح سالم، إن مسيرة التحدى والصراع بين الدين والسلطة السياسية، التى تسمى بالعلمانية، طويلة الأمد فى التاريخ الإنسانى، ومرت بالعديد من المراحل، التى شهدت اشتباكات كثيرة، حتى هزمت مقولة "نيتشه" بـ"موت الإله"، لكن ما هزم الدين هو السلطة، أو بعبارة أخرى المجتمع الرأسمالى.

ندوة لمناقشة كتاب جدل الدين والحداثة (2)

ورأى صلاح سالم، أن السوق ومجتمع الاستهلاك وتفكيك الإنسان وعالم الميديا هو الذى هزم الدين، مشيرًا إلى أن الغرب إذا كان وصل إلى حل مع مشكلات الحداثة، فإنه فى عالمنا العربى لا تزال مشكلات الحداثة والعلمانية ضد الدين ولم تحل، بل أصبحت تفرز لنا الإرهاب، ولم ينته العرب إلى كتابة جملة مفيدة إزاء هذه الإشكاليات.

 

كما رأى صلاح سالم أن العالم العربى تتحكم فيه مقولتان، أولهما إسلامية الفكر، وإسلامية السلطة التى تدعو إلى الخلافة، مؤكدًا أن هاتين العبارتين غير عقليتين، ويجب تجاوزهما لإحداث التصالح.

ندوة لمناقشة كتاب جدل الدين والحداثة (1)

وقال الكاتب مصطفى الفقى، إنه للأسف الشديد قد تبدو الدراسات الفلسفية للمتلقى العربى على أنها "جافة"، مضيفًا وبرأيى أن كتاب "جدل الدين والحداثة" هو كتاب عام 2017، وأتصور أنه يستحق العديد من الجوائز التى تم ترشيحها لها.

 

وتابع مصطفى الفقى، إننا دائمًا ما نسأل هل هناك أى صدام بين الدين والحداثة؟، ومن منطلق الدين الإسلامى فإنه لا يوجد أى صدام، بل دعا الإسلام إلى استيعاب علوم العصر، كما دعا إلى الحداثة، ولا يوجد به كهانة، فعلاقة المسلم بربه علاقة خاصة لا يمكن لأحد أن يتدخل فيها.

ندوة لمناقشة كتاب جدل الدين والحداثة (3)

وأضاف "الفقى" لاشك أن هناك فئة من صالحها إحداث تعمية بين الناس والنص الدينى، وقد واجه العديد من المفكرين هذه الإشكالية، وكان آخر ضحاياه المفكر نصر حامد أبو زيد.

 

وأوضح مصطفى الفقى أنه فيما يتعلق مع الإمام محمد عبده فدائمًا ما يختلط عليهم الأمر بين فتاويه وما يطرحه من رؤى وأفكار، لافتًا إلى أنه فى فتواه يعد "كلاسيكياً" على عكس ما يطرحه من تجديد فى أفكاره.

 

وقال "الفقى" إن أوروبا لم تصل إلى ما وصلت إليه من علمانية "نسبية" إلا بعد معارك طويلة، قد يبدو أننا نعيش الآن فى مخاضها.

 

وأضاف الكاتب محمد حربى، إن مقولة كارل ماركس "الدين أفيون الشعب" تم استغلالها وخرجت من إطارها الذى أراده وتم فهمها بشكل خاطئ.

ندوة لمناقشة كتاب جدل الدين والحداثة (4)

وقال الكاتب عبد العليم محمد، إن اشكالية النهضة فى مصر تكمن فى تلك الأسئلة التى طرحت عليها من خارج الفكر العربى والإسلامي، ولكن الصدام هو الذى فرض هذه الأسئلة، أو كما يقول نصر حامد أبو زيد أنه كان نوعاً من "التلفيق"، حيث لم يكن لدينا نواة عقلية وفلسفية داخلية تمكنا من فهم الحداثة، وإذا كنا قادرين على أن نكون أكثر مستهلكين لمنتجات الحداثة، فلا يعنى أن ما وراء هذا المنتج مفهوم لدينا.

ورأى عبد العليم محمد أننا لدينا فى التراث الإسلامى العديد من الصفحات المضيئة التى تم تهميشها، ومنها ابن رشد، والمعتزلة، وهو ما ساهم بشكل كبير لصالح تيارات أخرى تنكر حرية الإنسان والعقل البشرى، على الرغم من أن النص القرآنى يحض على استخدام العقل لفهم الوجود.

وقال الدكتور حسن حماد، برأيى أن كتاب "جدل الدين والحداثة" هو مشروع أمل، ينبع من داخل الإسلام العقلاني، وما وصل إليه الدين فى الفكر الغربي، ومأزق الدين فى العالم العربي، حيث وضع منهجاً نقدياً على عكس من كتبوا فى هذا المجال من منهج توفيقى أو تلفيقي.

وأضاف حسن حماد، لكنى كنت أنتظر منه أن يكتب فى الجزء الثانى من الكتاب أن يكتب عن التراث بدون تقديس، إلا أنه استطاع أن يوجد نوعًا من الوهج فى هذه القضية.

 

 
ندوة لمناقشة كتاب جدل الدين والحداثة (5)
 
ندوة لمناقشة كتاب جدل الدين والحداثة (6)
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة