المحصلة النهائية لبطولة أمم أفريقيا التى فازت بها الكاميرون، وحلت مصر فى المركز الثانى، أن المنتخب المصرى حاز على إعجاب الكثيرين من المهتمين بكرة القدم، فرغم أننا كنا نتمنى أن يعود المنتخب إلى القاهرة حاملاً الكأس للمرة الثامنة، إلا أنه فى النهاية نحن أمام منافسة رياضية، الجميع يذوق مرارة الهزيمة.
المنتخب المصرى استحق التكريم لأنه وصل إلى النهائى عكس كل التوقعات التى كانت كلها تذهب فى اتجاه أن المنتخب سيعود بعد نهاية الدور الأول، دون أن يحقق أى نتيجة إيجابية، فمصر بعيدة عن العرس الأفريقى منذ ست سنوات، كما أن هذا الجيل يفتقد للخبرة الأفريقية التى تؤهله للمنافسة، لكن أبطال مصر وعلى عكس كل التوقعات صعدوا للنهائى، وكانوا على بعد خطوة من منصة التتويج، بعدما استطاعوا الفوز على فرق أفريقية قوية منها غانا والمغرب وبوركينا فاسو.
لكن الأداء البطولى للفريق المصرى لا يجب أن ينسينا المهاترات التى شهدتها البطولة التى استضافتها الجابون، وأول هذه المهازل والمهاترات، هو تصميم الاتحاد الأفريقى على إقامة مباريات المجموعة الرابعة التى كانت تضم مصر وغانا ومالى وأوغندا على ملعب بورت جنتيل، رغم الشكوى المتكررة من الفرق الأربعة من سوء أرضية الملعب التى لا تتناسب مطقا لاستضافة مباراة للهواة، فما بالكم ببطولة أمم أفريقيا، وكان نتيجة إصرار الاتحاد الأفريقى أن كل الفرق التى لعبت على الملعب عانت من أصابات كادت أن تقضى على مستقبل لاعبيين كبار، حتى حينما انتهت مباريات الدور الأولى، وحصلت مصر على قمة المجموعة، وشاء القدر أن تلعب مباراة المغرب على نفس الملعب، لم يستمع الاتحاد الأفريقى لنصائح ومطالب الفريقين بنقل المباراة لملعب آخر، وقرر إقامتها فى ملعب بورت جنتيل، لتزداد معاناة اللاعبيين المصريين الذين صعدوا لقبل النهائى لكنهم فقدوا أكثر من لاعب بسبب الإصابات اللعينة التى ألمت بهم جراء اللعب على هذا الملعب الخارج تماماً عن التصنيف.
بخلاف مهزلة ملعب بورت جنتيل، فهناك مهزلة أخرى وهى اختيار الحكم الزامبى جانى سيكازوى، لإدارة النهائى بين مصر والكاميرون، والغريب أن هذا الحكم أدار فى البطولة أربع مباريات من بينها ثلاث مباريات للكاميرون أمام بوركينا فاسو والسنغال ثم النهائى أمام مصر، كما أن هذا الحكم هو نفسه الذى أطلق صافرة نهاية مباراة مصر ونيجيريا فجأة فى الوقت الذى كان نجمنا محمد صلاح يتأهب لإحراز الهدف الثانى فى مرمى نيجيريا، ليصاب الجميع بدهشة شديدة، فكيف لحكم أن يطلق صافرة النهاية فى حين أن لاعبا فى حالة انفراد بالمرمى، إلا إذا كان هذا الحكم لا يريد لمصر أن تفوز بالمباراة.
اختيار الحكم الزامبى جانى سيكازوى مهزلة كبرى، أستعجب كيف صمت عليها مسؤولو اتحاد الكرة المصرى، دون حتى أن يتقدموا باعتراض عليه، لكن للأسف الجميع صمت، وكانت النتيجة أن البطولة ذهبت للكاميرون هدية من الحكم الزامبى الذى اختاره رئيس الاتحاد الأفريقى عيسى حياتو.
بالتأكيد فإن عيسى حياتو أراد معاقبة مصر، على إثارة قضية منحه حقوق البث لقناة بى إن سبورت القطرية، وتحويل الملف إلى النيابة العامة، فوضع حياتو العراقيل أمام مصر حتى لا تفوز بالبطولة، وأن تذهب إلى بلده الكاميرون.
كلنا نعلم أن المنظومة الرياضية هى مرتع للفساد بداية من الفيفا الذى شهد وقائع فساد رجت أركان الاتحاد الدولى، وانتهت إلى الإزاحة برئيسه السابق جوزيف بلاتر، والقبض على عدد من القيادات التنفيذية فى الفيفا، وكلنا نعلم أيضاً أن حياتو هو ابن لهذه المنظومة، حتى وإن لم يظهر اسمه فى القضايا التى تم الكشف عنها، لكنه متورط على الأقل فى الفساد الإدارى الذى يسيطر على الكاف الذى شهدنا جزءا بسيطا منه فى أمم أفريقيا بالجابون، وكلى يقين أننا فى مصر والدول الأخرى سنكون مساعدين له فى هذه المنظومة الفاسدة إذا لم نتحرك سريعاً لفضح ما حدث فى النهائى، ومؤامرات حياتو ضد المنتخب المصرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة