أكرم القصاص

انت ماتعرفش أنا مين.. أنا وزير

الخميس، 09 فبراير 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على ذكر التعديل الوزارى، الذى طال انتظاره، أصبحت هناك ظاهرة لافتة للنظر، وهى أن الناس لم تعد تعرف أغلب أسماء وصور السادة الوزراء، وقد شاهدت بنفسى هذا الأمر، ليس فقط مع المواطن العادى، لكن أيضا مع المختصين، ومن تفرض عليهم طبيعة أعمالهم أن يعرفوا الوزراء.
 
 مرات كثيرة تلقيت اتصالات من زملاء يسألون عن اسم وزير معين، أو يتأكدون من اسم، ومرات كان الواحد يكتب اسم وزير خرج فى تغيير سابق، طبعا «جوجل» يقوم بدور فاعل، وهو أحد زملاء وأصدقاء الصحفيين، وكثيرا ما يطرح بعض الزملاء سؤالا يراهن فيه زملاءه على فيس بوك أن يذكروا اسم وزير كذا من دون الرجوع لجوجل.
 
وكثيرا ما يلتقى بعض زملائنا بوزراء، ولا يتعرفون عليهم، لدرجة أن زميلا حكى لى أنه كان عام 2012 فى مناسبة ما، وسلم على شخص، ثم مال على مرافقه وقال له: «أنا باشبه عليه».. وسمع الجالس، وقال: «انت مش عارف أنا مين أنا وزير كذا».
 
طبعا هناك عدد من الوزراء يعرفهم الناس رغما عنهم، وعلى رأسهم عادة وزير التعليم، وربما الصحة وبالطبع الداخلية، وأحيانا الكهرباء والبترول، وهؤلاء يعرفهم المواطن بحكم أنهم يمسكون وزارات خدمية، ترتبط بمشكلات يومية، أما وزارات مثل قطاع الأعمال أو السياحة أو حتى المالية، فهؤلاء لايشغلون اهتمام غير المختصين كثيرا، وهذا لا يمنع من أن بعض الوزراء يلمعون، بسبب أدائهم، خاصة هؤلاء الذين يقضون فترات تطول إلى حد ما.
 
ولم توجد ظاهرة الوزراء المجهولين اليوم، لكنها ظهرت بعد 25 يناير، خاصة مع تغييرات وزارية كل عدة شهور، ودخل وزراء وخرجوا من دون أن يعرفهم الناس، وهى ظاهرة لها ميزاتها، وتعنى أن الوزراء أصبحوا أناسا عاديين، كما أن الهيبة تراجعت، وأصبح منصب الوزير عاديا، وتراجعت فكرة النفوذ المبالغ فيه، وأصبح عاديا أن يلتقى المواطن وزراء ويتبادل معهم الحديث بشكل بسيط.
 
 يضاف إلى ذلك أن وزراء ما قبل يناير كانوا يقضون سنوات طويلة، والوزارات نفسها تستمر سنوات، والوزير نفسه يتنقل بين الحكومات، أو بين وزارات مختلفة، فضلا عن ارتباطات بعض الوزراء بالسياسة والحزب الوطنى، بينما الحكومات الأخيرة أصبحت تميل الاختيارات فيها إلى التخصص، أو التكنوقراط القادمين من الجامعات، أو المناصب الحكومية، ممن ليس لهم خبرة سياسية، وهذا موضوع آخر مطروح من عقود، هل الوزير يفترض أن يكون سياسيا أم تكنوقراطيا؟ وفى كل الأحوال تفرض السياسة نفسها على الجميع.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة