أكرم القصاص - علا الشافعي

وائل السمرى

تجديد الوعى بالدين ليس رفاهية

الخميس، 09 فبراير 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اجتهد الرئيس عبد الفتاح السيسى واقترح حلا رآه مناسبا للوقوف أمام ظاهرة انتشار الطلاق فى المجتمع المصرى، بألا يتم الاعتراف بالطلاق الشفوى، وألا يعد الطلاق طلاقا «الاعتراف بالطلاق الشفوى»، وألا يعد الطلاق طلاقا إلا إذا كان موثقا، وقد كان من حقه أن يقترح الأمر فى صورة مشروع قانون على مجلس الشعب لتتم مناقشته بشكل «مدنى» بعيدا عن سلطة مشيخة الأزهر الفاضلة، لكنه حرص على اتباع «الأصول» وعرض الأمر على أعلى سلطة دينية فى مصر أدبا منه واحتراما، وبدلا من أن ينتهز الأزهر هذه الفرصة ليطلق مشروعا واعيا لـ«تجديد الوعى بالدين» وتطويره وفقا لمقتضيات العصر، وقف الأزهر ضد «اجتهاد الرئيس» مقررا عدم الأخذ بالرأى «الجديد» والحجة هى أن الطلاق الشفوى أمر ثابت بـ«إجماع الفقهاء».
 
من وجهة نظرى فإن هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف وقعت فى مأزق حيال هذا الأمر، فلا لا يوجد فى الكتاب أو السنة ما يأمر بأن يكون الطلاق شفويا أو موثقا، ولهذا لجأت هيئة كبار العلماء إلى الارتكاز على ما يسمى بالإجماع، برغم أنه من الثابت «فقهيا» هو أن الاجتهاد فيما ليس فيه نص أمر واجب، وهنا سأترك الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر «محمود شلتوت» رحمه الله ليرد على هيئة كبار العلماء، فقد قال فضيلته «إن الإسلام شهد لغطا كبيرا حول ما يسمى بالإجماع، وكان الفقهاء يرددون هذه الجملة ليوهموا الناس أن هذا الإجماع وقع من الجميع، والصحيح أنه «إجماع طائفى أو مذهبى، وكثيرا ما نراهم يردفون حكاياتهم عن الإجماع بقولهم «ولا عبرة بمخالفة الشيعة والخوارج» أو «بمخالفة المعتزلة والجهمية» ونحو ذلك مما يخيفون به العلماء» ويورد الإمام مقولة ابن حزم القائلة إنه «يكفى فساد ذلك أننا نجدهم يتركون فى كثير من مسائلهم ما ذكروا أنه إجماع وإن نحوا إلى تسميته إجماعا عنادا منهم وشغبا عند اضطرار الحجة والبراهين إلى ترك اختياراتهم..»
 
يحسب البعض أن «تجديد الوعى بالدين «رفاهية يلجأ إليها المجتمع رغبة منه فى مخالفة أمر متفق عليه أو تحررا من بعض القيود، لكن الحقيقة تقول إن تجديد الوعى بالدين هو أكبر صيانة للدين نفسه، وأن تجديد الأحكام الفقهية أمر لازم وضرورى ومستحب طالما لا يخرج عن مقاصد الشريعة الكبرى وهى «حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ النسل، وحفظ المال، وهنا يحق لنا السؤال: أوليس فى تقييد الطلاق حفظا للنسل والنفس والمال؟









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

Ismail

تجديد الوعى بالدين

(وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّـهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) . (فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ) . قوله وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ محذوف والتقدير وإن عزموا الطلاق فقد وجب عليهم ما اعتزموه. أي الاثنين معآ وليس لاحد منهم أن يستقل بالقرار لينطق به كيفما شئ وأينما شئ. ولم تقل الاية أن عزم الطلاق. (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ? إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا). وهذه الاية الكريمة تؤكد عدم الانفراد بقرار الطلاق. فأذا كنا حريصين علي توثيق الزواج لتوفير الحماية المجتماعية للمرأة والاولاد وحتي الرجل فمن باب أولا أن ننظر الي الطلاق كمسبب أكبر لضرر المجتمع وكان من الاجدا لرجال الدين أن يكون هدفهم حمية المجتمع لا حماية التراث. معني الطلاق : التخلية ، يقال : نعجة طالق ، وناقة طالق ، أي مهملة قد تركت في المرعى لا قيد عليها ولا راعي ، وبعير طلق ( بضم الطاء واللام ) غير مقيد ، والجمع أطلاق ، وحبس فلان في السجن طلقا أي بغير قيد ، والطالق من الإبل : التي يتركها الراعي لنفسه لا يحتلبها على الماء ، يقال : استطلق الراعي ناقة لنفسه . فسميت المرأة المخلى سبيلها بما سميت به النعجة أو الناقة المهمل أمرها . وقيل : إنه مأخوذ من طلق الفرس ، وهو ذهابه شوطا لا يمنع ، فسميت المرأة المخلاة طالقا لا تمنع من نفسها بعد أن كانت ممنوعة . في كلام العرب وصفت المرأة بأحط الاوصاف. (قال الفخر الرازي: واعلم أن فضل الرجال على النساء حاصل من وجوه كثيرة: بعضها صفات حقيقية وبعضها أحكام شرعية. أما الصفات الحقيقية فاعلم أن الفضائل الحقيقية يرجع حاصلها إلى أمرين. إلى العلم وإلى القدرة. ولا شك أن عقول الرجال وعلومهم أكثر. ولا شك أن قدرتهم على الأعمال الشاقة أكمل، فلهذين السببين حصلت الفضيلة للرجال على النساء في العقل والحزم والقوة.) التفسير ابن كثير يقول (الرجل قيم على المرأة ، أي هو رئيسها وكبيرها والحاكم عليها ومؤدبها إذا اعوجت لأن الرجال أفضل من النساء ، والرجل خير من المرأة.) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى? وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ? إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ? إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) هذه بعض الارأئ المؤدبة عن المرأة عند رجال الدين السابقين ويمشي علي خطاهم المعاصرين وهذا له تأثير سلبي عند أتخاذهم قررات تخص المرأة رغم أنه أذا خرج أحدهم اليوم ألي أي شارع في أي دولة مسلمة لوجد أن معظم ما يعتقدون في الرجال من صفات لاتنطبق علي معظم الرجال الان وكثيرآ من النساء اليوم أكثر قدرة وعقل وعلم من كثيرآ الرجال. فيا رجال الدين (اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى? ? وَاتَّقُوا اللَّهَ ? إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) . هادنا وهاداكم الله

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة