د.داليا مجدى عبد الغنى تكتب : البحث عن الهوية فى عيون الآخرين

الخميس، 09 فبراير 2017 08:00 م
د.داليا مجدى عبد الغنى تكتب : البحث عن الهوية فى عيون الآخرين داليا مجدى عبد الغنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشكلة الكثيرين أنهم يشعرون بالحزن واليأس، عندما يجدون الآخرين لا يُقَدِّرُونَهُم، أو يُعطونهم حقهم من التقدير، فالإنسان للأسف، مهما زاد قدره، وعلت قيمته، وارتفع شأنه، لا يَشْعُر بكل ذلك إلا إذا رآه فى عيون الآخرين أو تصرفاتهم، أو كلماتهم، فهذه طبيعة بشرية . وهذا لا يعنى أن الإنسان لا يكتفى بذاته، أو أنه فاقد الثقة فى ذاته، ولكن الإنسان بطبيعته اجتماعى، يحتاج دائمًا إلى من يُشاركه نجاحه، وفرحه، وأحزانه ؛ حتى يشعر بكيانه .
وهذا يُذكرنى بموقف طريف حدث للرسام العالمى الشهير "بيكاسو"، حيث إنه عاد ذات ليلة إلى بيته بصحبة أحد أصدقائه، فوجد الأثاث مُبعثرًا، والأدراج مُحطمة، وجميع الدلائل تُشير إلى أن اللصوص قد اقتحموا المنزل فى غياب صاحبه وسرقوه . وعندما عرف "بيكاسو" ما هى المسروقات، ظهرت عليه علامات الضيق والغضب الشديد، فسأله صديقه : "هل سرقوا شيئًا مُهمًا؟" أجاب : "كلا ... لم يسرقوا غير أغطية الفراش"، وعاد الصديق يسأل فى دهشة : "لماذا أنت غاضب إذًا؟!"، أجاب "بيكاسو" وهو يحس بكبريائه قد جُرِحَ : "يُغضبنى أن هؤلاء الأغبياء لم يسرقوا شيئًا من لوحاتي" .
والمُضحك أن هذا الفنان العالمى، رغم شهرته العالمية، والتى بالتبعية منحته الثقة الكاملـة فى نفسه، والتى تكفيه على مدار عمره، إلا أنه شعر بالضيق لعدم تقدير هؤلاء اللصوص لفنه وللوحاته، رغم أنه لا يُفترض فيهم الثقافة أو الدراية بالنواحى الفنية، ولكنها الطبيعة البشرية التى تجعلنا نبحث عن هويتنا دائمًا فى عيون الآخرين .









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة