مثلث" الماء والغذاء والطاقة" على طاولة مناقشات 8 جامعات مصرية وأوربية .. العالم هانى سويلم يعلن إطلاق مشروع بحثى لتحقيق التكامل فى منطقة حوض النيل.. وأبوحديد يحذر من خطر التغيرات المناخية

الخميس، 09 فبراير 2017 09:03 م
مثلث" الماء والغذاء والطاقة" على طاولة مناقشات 8 جامعات مصرية وأوربية .. العالم هانى سويلم يعلن إطلاق مشروع بحثى لتحقيق التكامل فى منطقة حوض النيل.. وأبوحديد يحذر من خطر التغيرات المناخية هانى سويلم
كتبت أسماء نصار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

إرتباط الأمن المائى بأمن الطاقة والغذاء بشكل كبير جعل منها مورداً استراتيجياً يتجاوز في أهميته الاقتصادية كافة الموارد الأخرى، نتيجة الزيادة السكانية وحاجاتهم لسد الفجوة الغذائية فى ظل محدودية الموارد المائية، لذلك كان لابد من الاتجاه لإدارة الطلب على المياه وكيفية إستخدامها بالشكل الأمثل لتوافر العنصرين الآخرين "الطاقة والغذاء"، حيث بدأت الجامعة الأمريكية فى القاهرة بالتعاون مع 4 جامعات أوربية و3 جامعات مصرية وبمشاركة مكتبة الإسكندرية مشروعا بحثيا يشمل المحور الثلاثى "المياه والطاقة والغذاء" لمساعدة مصر فى تحقيق التنمية المستدامة.

وناقش 300 باحث من مختلف دول العالم اليوم، فى مكتبة الإسكندرية آليات وإمكانيات التعاون البحثى فى مثلث " المياه والطاقة والغذاء" حيث تم شرح طبيعة الترابط بين هذه الموارد لوضعها "مجمعة" لدى متخذى القرار عند التفكير فى أى جزء منها، حتى يمكن الإنطلاق لصنع سياسات ووضع خطط استراتيجية لإدارة الموارد تحقيقاً لأهداف التنمية المستدامة، لأنه من غير المنطقى أن يتم التفكير فى توفير الغذاء دون استدامة ربطه بالمورد المائى  الحلول المستقبلية لتوفير الغذاء معتمدة على الطاقة امن غذائى يحتاج مياه ومعالجتها تحتاج الى طاقة .

جيل جديد من صغار الباحثين

وأعلن الدكتور هانى سويلم أستاذ إدارة الموارد المائية والمدير الأكاديمى لهندسة المياه بجامعة آخن الألمانية، أنه تم البدء فى إنشاء 5 هيئات تنسيقية داخل الجامعات المشاركة فى المشروع " 8 جامعات"، لتأهيل جيل جديد من صغار الباحثين وتمكينهم من التعاون عبر الجامعات من خلال برامج تدريب خاصة بالمجالات المتعلقة بالمياه والطاقة والغذاء ووضع نظام لتبادل المعارف على الانترنت لتسهيل التعاون بين الجامعات الاوربية والمصرية.

مناقشات الباحثين أكدت أن إمدادات المياه والطاقة والغذاء في مصر تتصف بقوة الارتباط والاعتماد المتبادل، حيث من المتوقع زيادة حدة هذا الاعتماد المتبادل مستقبلاً بسبب الكثير من القوى الدافعة الداخلية والخارجية من أهمها النمو السكاني وتغير أنماط الاستهلاك وتأثيرات المناخ، و بناءً على ذلك، تتطلب إدارة هذه الموارد الأساسية والحيوية تصميماً دقيقاً بما في ذلك أن ضمان أحد هذه الموارد الأساسية لا يتخلى عن الموردين الأخريين.

ويؤكد الباحثون أن تحقيق مثلث " المياه والطاقة والغذاء" قد يغير العالم خاصة بعدما أعلنت معظم الدول عن رؤى تطويرية ترتكز فى جوهرها على إيجاد توازن أكبر فى التعامل مع الموارد الطبيعية، كذلك لرؤية عالم أكثر إنصافاً في 2030، بعدما حدد البنك الدولى انها بمثابة تاريخ جديد للقضاء على الفقر "المدقع".

ويوضح العالم المصرى الدكتور هانى سويلم، أن فكرة ربط مثلث "المياه والطاقة والغذاء " نابعة من اكتشاف الخبراء فى العالم أن المشاكل تنتج من التركيز على محور ونسيان الباقي، مشيراً إلى أن الزراعة بحاجة إلى المياه، ولتحقيق الاكتفاء الذاتى من المياه يستوجب معرفه مصدرها، وهو الأمر الذى يدعو إلى ضرورة تطوير سياسات أفضل لإدارة هذه الموارد على نحو مستدام.

وأضاف سويلم فى المحاضرة التى ألقاها بمكتبة الإسكندرية أن اثيوبيا تريد المياه من أجل الطاقة، ومصر بحاجة إلى المياه من أجل الغذاء، لذلك يمكن فصل المياه عن الطاقة عن الغذاء، موضحاً انه عندما حدث الفصل فى حالة أمريكا وزرعت الذرة لانتاج الوقود الحيوي، اعترضت المؤسسات الدولية وحدثت أزمة عالمية بسبب الذرة لذلك كان توجه المؤسسات الدولية بأهمية ربط الطاقة والغذاء والمياه فى محور واحد، لأنه من المقنع جداً أن يتم التعامل  معهم كوحدة واحدة.

وقال سويلم نعمل على هذا المشروع  لتحقيق التكامل فى 11 دولة بحوض النيل ونسيان الحدود بينهما، حيث أن اثيوبيا بحاجة إلى المياه من أجل الطاقة والطاقة تحتاجها حتى تنتج غذاء وكذلك الأمر فى السودان، ومصر ترغب فى المياه لإنتاج الغذاء من أجل التنمية والاكتفاء الذاتي، وهذه الحقوق مشروعة، ونحن كباحثين نرى المنطقة بحدود واحدة، للكشف عن امكانيات الطاقة الكامنة ومصادرها في كل الدول، وكذلك مصادر المياه السطحية والجوفية، وامكانيات الغذاء، ومعرفة كمية هذه المصادر وتحديد مواقعها، وكذلك تحديد المطالب لكل دولة، وكيفية الاستيراد ومن أين يتم امداد وتلبية الاحتياجات من داخل نفس المنطقة، لكن هذا الموضوع هندسياً وعلمياً لكنه بالتاكيد سياسيا معقد .

سويلم يدعو لإنشاء المجلس القومى للمياه والطاقة والغذاء

ودعا سويلم إلى إنشاء مجلس قومى للمياه والطاقة والغذاء، مشيراً الى أن انتاج الغذاء يستوجب إدارك مصدر توفير المياه، إذ إن انتاج الطاقة الحيوية مرتبط بمعرفة النبات المستخدم، كذلك كمية المياه التي تدخل في انتاجه، لذلك كان التفكير في سياق عدم امكانية الفصل بين المياه والطاقة والغذاء ولكن التعامل معهما كوحدة واحدة".

وأوصى سويلم بإطلاق "يد الباحثين" للحصول على البيانات التى يحتاجونها، مؤكداً أن عدم تمكينهم من الحصول على المعلومة قد يكون له فوائد وقتيه، لكن له أضرار على المدى الطويل، حيث أن عدم الحصول على بيانات تمكن من نشر مشكلة المياه بشكل يوضحها للعالم يأثر على وضع مصر، ففى أثيوبيا عندما ينشر  أن لديهم مجاعات وغيره العالم كله يتعاطف معهم فى بناء سد لتلبية احتياجاتهم، لكن نحن لدينا ندرة مياه والمياه الجوفية بها مشاكل، ولا أحد يشعر بنا خارجياً لذلك يجب أن نعرض للعالم اننا لدينا مشاكل .

 مصر تعانى من عجز مائى يصل إلى 30 مليار متر مكعب

مناقشات الباحثين دارت حول فكرت أن "المياه أساس الحياة" هذه المقولة التى يؤكد عليها دائماً المعنيون بقضاياها فى مصر، لذلك لابد أن يكون مستقبل المياه مجال اهتمام كل علماءها ببحوث أمن الغذاء والطاقة وتغير المناخ والدراسات المستقبلية الغائبة.

حيث ألقى بعض الباحثين المصريين الضوء على العجز المائى الذى تعانى منه مصر، وهو ما قد يكون عائقا لتحقيق التنمية حيث أنه وصل إلى نحو 30 مليار متر مكعب يسترجع منها 14 مليار متر مكعب "صرف زراعى" يعاد استخدامها، وجزء آخر من المياه الجوفية والأمطار، ولكن فى عام 2050 ومع زيادة تعداد السكان التى من المتوقع أن تصل إلى 135 مليون نسمة، وهكذا تحتاج مصر إلى 135 مليار متر مكعب من المياه بينما حصتها المائية 55 مليارا فقط.

تحديات كثيرة أهمها التغيرات المناخية

من جانبه أكد الدكتور أيمن أبو حديد وزير الزراعة الأسبق، أنه لا يمكن العمل في جذر منعزلة لكن يجب أن يكون هناك آلية للعمل يجتمع فيها العلماء والمجتمع المدني والإعلام والسياسيين وأصحاب القرار حتى لا تصل رؤية طرف واحد فقط.

 وطالب أبو حديد بضرورة التركيز على توافر المياه إذ إن هناك تحديات كثيرة نواجهها كالتغيرات المناخية التى سيكون لها تأثير على الغذاء، فى ظل محدودية الموارد المائية.

باحثة: مثلث "المياه والطاقة والغذاء مرتبط بأجندة التنمية ٢٠٣٠

ايمونيلا كولومبيا  أحد الباحثين المشاركين، أكدت أن مثلث "المياه والطاقة والغذاء" مرتبط بأجندة التنمية ٢٠٣٠ ، واعتبرته عنصر هام للتنمية المستدامة لتحقيق الاستقرار والسلام العالمى ليس فقط لمصر، مؤكدة حق الجميع فى الوصول لهذه الموارد لتغطية الاحتياجات الاستهلاكية.

كما أشارت إلى أن عدم الكفاءه في استخدام المياه يمكن أن يؤثر على الامن الغذائي والمائي .

ولفتت إلى أن هناك تحديات للعمل بين خبراء المياه والغذاء والطاقة للخروج بحلول جيدة ومشتركة، لكن فى الوقت نفسه هناك امكانيات كبيرة للعمل من أجل التغير وتضمين محور التعاون من أجل مستقبل مصر ومنطقة البحر المتوسط والتأكيد غلى العمل سويا في استراتيجية تتبنى وتضع في الاعتبار محور الطاقة والمياه والغذاء.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة