كشف "جوليان أسانج" مؤسس موقع ويكليكس" خلال مؤتمر صحفى بث مباشرة من سفارة الإكوادور فى لندن أن وكالة المخابرات المركزية CIA، قد وضعت آليات متطورة لاستهداف حكومات الدول المختلفة، وهو الأمر الذى ينبغى التصدى له فى شكل يتمثل فى اتفاقيات تعاونية بين الدول وذلك لحماية المواطنين والشركات من الهجمات الإلكترونية.
وجاءت تصريحات "أسانج" على أعقاب تسريبات أن CIA تستخدم القنصلية الأمريكية فى مدينة فرانكفورت أم ماين الألمانية كمقر سرى لخبراء القرصنة الإلكترونية وذلك لتنفيذ عملياتهم فى أوروبا والشرق الأوسط، وهو ما يكشف فى النهاية إلى أن وسائل التكنولوجيا المختلفة تحولت من أدوات للتسلية والترفيه إلى أدوات للتجسس والمراقبة.
- أدوات التجسس:
وكشفت وثائق المسربة أن CIA استعانت ببرامج ضارة تتيح لها مراقبة الأشخاص من خلال هواتفهم الذكية، بما فى ذلك هواتف "أيفون"، فضلا عن بعض التقنيات التى تسهل الوصول إلى الهواتف الذكية عبر العالم، حيث يمكنها الكشف عن تدفق التسجيلات الصوتية والرسائل الالكترونية، خاصة فى برنامجى "واتس آب" و"تيلجرام".
وكشفت ويكليكس أيضا أن CIA يمكنها تحويل التلفزيون فى أى منزل إلى جهاز للتنصت، والالتفاف على كل تطبيقات التشفير وحتى التأثير على أنظمة التحكم بالسيارات والشاحنات.
- اختراق الانتخابات الفرنسية:
وكشف موقع ويكيليس عن تدخل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية فى العملية الانتخابية فى فرنسا، عن طريق التجسس على برامج المرشحين، بل ومراقبة هواتفهم المحمولة، وذلك بعدما أعطت CIA تعليمات باختراق الانتخابات الفرنسية.
وأشارت وثائق ويكليكس إلى أن الجواسيس الأمريكيين أرادوا من مصادرهم تغطية السباق، بما فى ذلك تفاصيل تمويل الأحزاب والمنافسات الداخلية والمواقف المستقبلية تجاه الولايات المتحدة.
فيما كشف "أسانج" أن CIA وضعت آلية متطورة المرشحين فى الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وآليات التصويت، عن طريق وضع برامج شديدة الخطورة يمكنها التحكم فى نسب الأصوات، أو عن طريق تدابير أخرى تشوه صورة مرشح لصالح مرشح آخر.
وكانت الوثائق المسربة قد كشفت عن تعرض كبار الأحزاب السياسية فى فرنسا لعمليات تجسس سواء عبر أفراد أو حتى بوسائل إلكترونية من قبل وكالة الاستخبارات الأمريكية، قبل 7 أشهر كاملة من انطلاق الانتخابات الرئاسية فى العام 2012.
- الانتخابات الأمريكية:
وواجه موقع فيس بوك انتقادات بنشر أنباء وهمية ساهمت فى انتخاب دونالد ترامب، وهى الادعاءات التى نفاها مارك زوكربيرج، على جانب آخر واجهت شركة جوجل مشكلة مماثلة، حيث تظهر خوارزمية البحث نتائج انتخابات مزورة، فيما أشارت "دان أبرامز" من شبكة Mediaite، عند البحث عن "الأرقام النهائية للانتخابات" أو فرز الأصوات النهائى لعام 2016"، تظهر النتيجة الأولى فى جوجل، فى مربع الأخبار من مدونة غير موثوقة تحمل اسم 70 News والتى يديرها شخص واحد، فالمقال الذى نشر يوم 12 نوفمبر، بعنوان "الأرقام النهائية لانتخابات"، إلا أن هذا الموضوع كان يضم أرقام غير دقيقة.
إلا أن تقارير أخرى أشارت إلى أنه من الصعب اختراق الانتخابات الأمريكية، نتيجة أن نظام الانتخابات الأمريكى غير مركزى بطبيعته، حيث تتوزع المسئوليات فيه بين الولايات وبين الحكومات المحلية والفيدرالية والتى تشرف كل منها على جزء من العملية، حيث أن هذه الأنظمة غير متصلة بالإنترنت كما انها ليست متصلة ببعضها البعض، وهو ما يجعل من الصعب اختراق الانتخابات الأمريكية، إلا أن المشكلة الأكبر المتعلقة بخطر الاختراق تتمثل فى إمكانية اختراق مواقع التسجيل الإلكترونية المتصلة جميعها بالإنترنت، مما يسمح للناخبين بتسجيل أسمائهم ومراجعة وضعهم الانتخابى وإجراء تعديلات عليه.
- أدوات خاصة للأجهزة الاستخباراتية
من جهته أكد الدكتور "توفيق إسماعيل" الأستاذ المساعد بكلية الهندسة قسم الاتصالات بجامعة القاهرة، قدرة الأجهزة الاستخباراتية على القيام بمثل هذه الأمور، موضحا أن هذه الأدوات موجودة بالفعل ولكنها تحتاج إلى متخصصين على مستوى عالٍ للتحكم بها واستخدامها، مضيفا أن هذه الحكومات تلجأ لإنشاء نظام مشابه للأنظمة التى ترغب فى اختراقها، وبمجرد اكتمال الأمر ونجاحهم فى العثور على ثغرة داخل النظام الأصلى، فيمكنهم بسهولة مراقبته عن بعد أو حتى التحكم به، لزيادة عدد الأصوات على سبيل المثال.
وعلى جانب آخر كشف "إسماعيل" أن اختراق الهواتف الذكية ربما يكون أصعب إلى حد ما فهو إما يعتمد على التجسس من خلال اختراق مزود خدمة الاتصال نفسها، أو من خلال إجبار المستخدم على تثبيت بعض البرمجيات الخبيثة والتى تتيح بدورها للطرف الآخر السيطرة على هاتف المستخدم، مشيرا إلى أنه رغم تطور مستوى عمليات الاختراق، فإنه يواجهها على الجانب الآخر تطور فى مستوى نواحى الحماية والأمان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة