مع اقتراب احتفالات عيد الأم، بدأت تخرج بعض الفتاوى السلفية التى تحرم احتفال المصريين به، باعتباره بدعة وتقليد للغرب، إلا أن أزهريون وصفوا تلك الفتاوى بالمتشددة وأصحابها بأن ليس لديهم فهم صحيح للدين ، مشيرين إلى أن الغرب إذا ابتكر شيئا نافعاً أو اخترعوا اختراعًا مفيدًا فلا مانع من الاستفادة منه .
الاحتفال بعيد الأم حرام، لأنه بدعة وتقليد من الغرب، وأن الإسلام لم ينص على هذا العيد وبالتالى لا يجوز للمسلمين أن يحتفلوا به أو المشاركة فيه.. هذا هو ملخص فتوى الشيخ سامح عبد الحميد، الداعية السلفى حول الاحتفالات بعيد الأم، قائلا فى بيان: الاحتفال بعيد الأم تقليد أعمى للغرب، والأم أعظم من أن نجعل لها يومًا في السنة، فالاهتمام بها يكون في كل لحظة، حتى بعد مماتها لا ننساها، بل ندعو لها ونتصدق عنها وننفذ وصيتها ونتواصل مع أقاربها وصديقاتها.
وأضاف الداعية السلفى: سبب اختراع الغرب لعيد الأم أنهم وجدوا الأبناء في أوروبا قد نسوا الأمهات، ووضعوهم في دور رعاية المُسنين، فابتكروا هذا اليوم ليتذكر الأبناء أمهاتهم، أما نحن فلا نحتاج لهذا اليوم، لأن الإسلام فرض علينا بر الأمهات وطاعتهن، بل طاعة الأم أوجب من طاعة الأب، فعلينا أن نبتعد عن تقليد الغرب، لأننا نعتز بالإسلام وآدابه.
وزعم أن الاحتفال به بدعة لا تجوز، لأن عيد الأم من البدع التي لم تكن معروفة في عهد السلف الصالح، وبدايتها كانت من غير المسلمين ، فيكون فيها مع البدعة مشابهة أعداء الله سبحانه وتعالى، مضيفًا :"الأعياد الشرعية معروفة عند أهل الإسلام، وهي عيد الفطر، وعيد الأضحى، وعيد الأسبوع "يوم الجمعة" وليس في الإسلام أعياد سوى هذه الأعياد الثلاثة، وكل أعياد أحدثت سوى ذلك فإنها مردودة على محدثيها وباطلة في شريعة الله سبحانه وتعالى، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، أي مردود عليه غير مقبول عند الله .
وفى فتوى سابقة لياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، افتى بعدم جواز الاحتفال بعيد الأم، وقال إنه يمكن شراء الهدايا وهذه الأشياء في مناسبة أخرى مثل عيد الفطر أو الأضحى، أو بغير مناسبة، ولكن لا يجوز المشاركة فيما يسمى بعيد الأم حتى لو حزنت أمك، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
"فتاوى السلفيين عن عيد الأم تشدد وعدم فهم، فهذا الاحتفال من الاحتفالات الاجتماعية، ومع أن الفكرة غربية إلا أننا لم نمنع من تقليدهم في كل الأمور، فإذا ابتكروا شيئاً نافعاً أو اخترعوا اختراعاً مفيداً فلا مانع من الاستفادة منه" هكذا لخص الشيخ أحمد البهي، الداعية الأزهري، فتوى التيار السلفى عن عيد الأم.
وأضاف الداعية الأزهرى، أن الاحتفال بعيد الأم مثله مثل الاحتفال بيوم الشهيد أو المناسبات القومية وغير ذلك ولا يرتبط بدين أو عقيدة بل يحتفل به الجميع، فهو أمر دنيوى بحت ليس فيه مخالفة للدين بل ومن الممكن أن يكتسب الإنسان منه حسنات لو نوى بفعله برّ أمه وتكريمها إرضاء لله عز وجل، مع أننا مأمورون بتكريمها في كل يوم إلا أن ذلك لا يمنع الاحتفال بها وزيادة تكريمها في يوم خاص نظراً لتقصير البعض وانشغالهم بأمور الحياة.
وفى السياق ذاته قال الدكتور عمرو حمروش، أمين سر اللجنة الدينية بالبرلمان، إن قانون تنظيم الفتاوى الذى تناقشه اللجنة الدينية ولجنة الشئون الدستورية، سينهى مثل هذه الفتاوى المتشددة، مستنكرًا تحريم السلفيين الاحتفال بعيد الأم.
وأضاف أمين سر اللجنة الدينية بالبرلمان، لـ"اليوم السابع" أن قانون تنظيم الفتاوى هو من سيقضى على مثل تلك الفتاوى غير الصحيحة، موضحا ان اللجنة تنتظر فقط حضور مفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام للبرلمان للإستماع لمقترحه من أجل إرساله للجنة العامة لمنع مثل تلك الفتاوى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة