أحمد إبراهيم الشريف

لماذا لا يغضب العرب مثل قدماء المصريين؟

السبت، 11 مارس 2017 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحكاية التاريخية الشهيرة التى لا يمل المصريون من الاستشهاد بها، والتى تقول «إن حاكم الهكسوس، وهم قبائل احتلت مصر قرابة 200 سنة، وكانوا يعيشون فى شمال البلاد فى الدلتا، أرسل إلى الملك المصرى سيقنن رع، وكان يعيش فى طيبة فى الجنوب، يقول له إن أصوات أفراس النهر فى حديقة قصرك تزعجنى، دعها تصمت أو آتى لأقطع رأسها»، ويومها فهم الملك المصرى العظيم المغزى من وراء الرسالة، فكيف تصل أصوات أفراس النهر الخافتة إلى الشمال البعيد، أدرك «سيقنن رع» الحقيقة، فالمحتل يريد أن يؤكد سطوته، ويفرض رأيه، ويظهر قوته، ويستعرض أمام الجميع، وهذا ما يحدث حاليًا فى فلسطين المحتلة، خاصة بعدما صادق كنيست الاحتلال الإسرائيلى على منع الأذان فى مدينة القدس.
 
ما الذى ننتظره لندرك أن الهدف من وراء هذه التصرفات مجموعة من الرسائل إلى الفلسطينيين والعرب والعالم أجمع، الغرض منها تأكيد القوة وفرض السيطرة على المنطقة، والضرب بالقوانين الدولية عرض الحائط، والاستهانة بكل ما هو عربى وإسلامى، والسعى لمحو خصوصية المكان وتغيير تاريخه وتهويده.
 
نعرف جيدًا أن إسرائيل وصلت لمرحلة من الفجور التى تجعلها لا تتجمل ولا تدعى، بل تصبح وقحة أكثر من اللازم، هى تريد شيئًا ما وتقوم به، وتعرف أن الغرب، خاصة أمريكا، لن يساعدها إلا إذا أدرك أن تل أبيب قادرة على التنفيذ، لذا تبدى نوعًا من الاستعراض الضرورى أمام الجميع، وتعرف أنها لن تجد مقاومة تذكر، فالعرب فصائل وطرق وأطراف متنافرة ومتناحرة.
 
ومنذ أشهر قليلة أقرت منظمة اليونسكو قانونا بأن «المسجد الأقصى» تراث إسلامى خالص، ولا مكان فيه لتاريخ يهودى أو غيره، ويومئذ فرح المسلمون وهلل العرب، وعلق كل منهم على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعى، وأعلن أن ذلك أفضل قرار صدر فى الآونة الأخيرة، وأنه نصر لفلسطين والعرب، وإسلامية إسلامية، ثم أغلق كل منهم جهازه وذهب إلى حال سبيله، بينما كانت إسرائيل تفكر وتدبر كيف تكسر هذا القرار وتذل الفرحين به، ولم تجد سوى الأذان، لأنه رمز مهم بالنسبة للمسلمين، فهو نوع من الشخصية القائمة على الإعلان والإعلاء للشعائر.
 
تقول الحكاية المصرية القديمة إنه بعدما وصلت الرسالة للملك «سيقنن رع» ما كان منه إلا أنه أعلن الحرب على الهكسوس، قال لنفسه لن أنتظر أن يأتى جيش من الشمال ليهزمنى فى عقر دارى، وبدأت حرب التحرير، واستشهد الملك، واستشهد من بعده ابنه «كاموس» فى المعركة أيضًا، وانتصر حفيده «أحمس» وطرد الهكسوس، لكن العالم العربى الذى فهم رسالة الصهاينة، لم يفعل غير ما قال عنه الشاعر الكبير الراحل عبدالرحمن الأبنودى «ينام العالم العربى ليلاتى زى ما بينام». 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة