مفتى تشاد: لابد من مراقبة دور العبادة لمواجهة أفكار الفئات الضالة

السبت، 11 مارس 2017 08:35 م
مفتى تشاد: لابد من مراقبة دور العبادة لمواجهة أفكار الفئات الضالة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الدكتور أحمد النور محمد الحلو المفتى العام لجمهورية تشاد إننا نؤكد على دور العلماء والمشايخ والأئمة والدعاة والأساتذة والدكاترة المعتدلين الذين هم فى الحقيقة خط المواجهة الأول لأفكار الفئات الضالة المارقة، فيجب الوقوف معهم فكريا وماديا، ومن المهم أيضا فى هذا المجال مراقبة دور العبادة المساجد  والزوايا ووضع آلية لتنظيمها ومراقبة عمل القائمين عليها.

 

وأضاف فى كلمته بالجلسة العملية الأولى لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية السابع والعشرين، مساء اليوم السبت، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، بعنوان "دور القادة وصانعى القرار فى نشر ثقافة السلام ومواجهة الإرهاب والتحديات"، أن هؤلاء المتطرفين أكثروا من مساجد الضرار فى كل بلد، حتى القرى والمدن الصغيرة فضلا عن العواصم الكبيرة، ومن خلالها ينشرون أفكارهم، ولهم فى ذلك فتاوى من مرجعياتهم وموجهيهم، ومما يتحتم كذلك توجيه النظر إليه الخلاوى القرآنية، والمدارس الأهلية العامة والخاصة، ومراقبة المقررات التى تدرس فى هذه المؤسسات، خاصة المقررات العقدية والفقهية والتفسير والسيرة، فإن هذه الأمور يتخذها المتطرفون مدخلا لبث أفكارهم، ومن الأمور الثاتلة لأفكار هؤلاء المتطرفين نشر كتب الأئمة أى كتب أهل السنة والجماعة التى اهتمت بهذه القضايا التى ينطلق منها التكفيريون فى الحكم على من خالفهم، كما يجب وضع آلية فاعلة لمراقبة المطابع التى تقوم بطبع الكتب الإسلامية لا سيما ذات الطابع العقائدى والفقهى؛ وغيرها مما له علاقة بالموضوع.

 

قال الدكتور محمد إبراهيم الحفناوى أستاذ أصول الفقه بكلية الشريعة والقانون بطنطا إن قضية التطرف والعنف أو ما يسمى بالإرهاب من القضايا التى ابتليت بها الأمم فى سائر الأزمان، وهى فى عصرنا من أهم القضايا التى تشغل بال المجتمع الإنسانى بجميع أجناسه، ودياناته، وطوائفه، بل ومن أهم التحديات التى تواجهه بسبب ما ينتج عنها من قتل وتدمير، فقد طال شررها الكثير من الدول، ومس ضررها العديد من الأفراد والمجتمعات، وسمعت أصداؤها بجميع دول العالم، وصارت حديث العامة و الخاصة.

 

وأضاف فى كلمته أن مسئولية كبرى فى هذه المأساة تقع على عاتق العلماء والباحثين، لأنهم لم يعالجوا أسباب التطرف حين بدأ فى الظهور، بل كان الكثير منهم ينظر إلى الشباب نظرة استخفاف ،يصفهم بالجهل وعدم المعرفة الأمر الذى أدى إلى القضاء على الثقة بين الشباب والدعاة وانتشار الإرهاب الذى هو نتيجة التطرف فى أنحاء العالم، كما أنه من دواعى الأسى والحزن أن التطرف و الإرهاب يمارسان من قبل شباب ينتمى إلى الإسلام، ولم نجد من المثقفين و الدعاة المخلصين من يحلل هذه الظاهرة تحليلا دقيقا ليقضى على دوائر الصدام و القتل و التدمير.

 

مؤكدا أن الكشف الهادئ عن زيف الأفكار المسيطرة على عقول الشباب المتطرف وإرساء المنهج القويم فى فهم الإسلام هو العلاج الناجع لإصلاح الفكروالدين عند التيارات الهدامة، كما يجب أن يعلم الشباب أن شريعتنا عدل كلها، ورحمة كلها، وليس من العدل ولا من الرحمة إسالة الدماء وتشريد الأطفال والشيوخ المرضى، كما أن من العدل والإنصاف أن يعيد الشباب المتطرف حساباته ، وأن يتدبر مع العلماء المخلصين آيات القرآن الكريم وأحاديث النبى صلى الله عليه وسلم، ليدرك بنفسه أن الغلو والتطرف يعنيان البعد عن الوسطية التى جاء بها الإسلام ودعا الناس إلى التخلق بها.

 

وقال الدكتور مجدى عاشور المستشار الأكاديمى لمفتى الجمهورية إن الحقيقة تؤكد أن تكوين الفرق والجماعات المتطرفة من حيل الشيطان وتلاعبه بالجهلة لتفريق الأمة وتمزيقها، ومن ثم مدرك ماهية ورسالة مانشهده واقعا فى العقود الأخيرة من تنامى التيارات المتشددة وشيوع الأفكار المتطرفة، التى ظهرت على الساحة متفرقة متشرذمة، فكل جماعة تتبنى فكرة مختلفة،واسما مختلفا وطريقة مختلفة،تتراشق فيما بينها بالشتائم و النقائص، وفى خصوص ذلك يقول ابن مسعود رضى الله عنه "الخلاف شر"، أى الذى يؤدى إلى التفرق و التنازع.

 

وأضاف فى كلمته لا شك أن هذ الوباء الخطير لابد أن تتضافر فى معالجيته كل مؤسسات التربية والتثقيف من التعليم والإعلام والثقافة والبيت والأسرة فضلا عن المؤسسات الدينية واجهزة الدولة المختلفة، كما يجب أن تتضافر جهود الدولة ومؤسساتها للتصدى للفكر المتشدد والمتطرف ومحاربته ومحارية من يروج له، ومما لاشك فيه أن الخطاب الدينى والثقافى الذى يصدر عن غير المتخصصين يثير البلبة فى المجتمع ويساعد على إشاعة الفرقة والاختلاف بين أبناء الوطن الواحد بل بين أفراد الأسرة الواحدة، كما ظهرت فى الآوانة الأخيرة أصوات فى مجال الدعوة عبر الوسائل والأنماط المختلفة غير أن جملة كبيرة منها لم تتوفر فيهم شروط خطاب الوسطية، بل لم تلق لذلك بالا من الأساس ومن ثم قل ظهور أصحاب ميزان الوسطية العادل ،فانتشر خطاب شابه شىء من التفريط والإفراط على حد سواء ونتج عنه اختلال فى الرؤية والعرض و النتيجة.

 

وأوضح الدكتور عمرو مالم جبرنغ رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالكاميرون أن الإسلام هو دين الحق من عند الله تبارك وتعالى للعالم كله، وهو دين السلام والبشرية جمعاء تحتاج إلى هذا الدين وإلى هذا السلام، والقائد فى المجتمع يقود بلده إلى الخير وإلى التقدم،وهذا لا يزال العالم فى حاجة شديدة إليه، ولاخلاص للإنسانية مما تعانيه إلا بالإيمان به واتباعه فهو الآمر بالمعروف و الناهى عن المنكر، والداعى إلى الحق وإلى الصراط المستقيم، ولا شك أن القادة الدينيين الذين يعيشون تحت ظلال المرسلين هم ورثة الأنبياء، لابد أن يستيقظوا ويقوموا يعملهم القيادى لخروج الناس من الظلمات إلى النور، وعالمنا اليوم مشاكله الكثيرة يحتاج إلى نور الإسلام.

 

وأضاف لابد للمدرسين فى الطبقات الاجتماعية أن يدرسوا هذه الثقافة مع كتابة وطباعة الكتب حول هذا الموضوع المهم، ومع مشاركة رجال الصحافة فى الإذاعة والتليفزيون لتوعية الناس بأهمية ثقافة السلام، واستمرار نشرها فى وسائل الإعلام المختلفة لكى تعم العالم كله، إن الإسلام دين الإنسانية عامة لذا وجب على القادة كلهم من السياسيين والدينيين والبرلمانيين والإعلاميين والأكاديميين القيام بوظيفتهم لنشر الأمن والسلام فى الأرض، وتقع المسئولية لنشر السلام بكشل أساسى على عاتق القادة الدينية لأنهم القائمون على أمر الدين ويمكنهم التأثير فى ملايين العقول من خلال المؤسسات الدينية.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة