الانبا ارميا

"من أى نوع أنت؟!"

السبت، 11 مارس 2017 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى طريق الحياة، نسير ونحن نحمل آمالنا وأحلامنا كصورة من أهداف قد ارتسمت أمام أعيننا نسعى لتحقيقها؛ نمضى قدمًا فى الطريق ومن الممكن أن تتعثر خطواتنا، ولٰكن ما يميز شخصية عن أخرى هو مقدار التصميم الذى يملأ فكر كل منهما من أجل تحقيق أهدافها. فإن هناك من يخشى المحاولة ويقضِّى حياته فى انتظار فرصة النجاح أو الظروف الملائمة لتحقيق آماله، وآخر يحاول ويتعثر فيقرر عدم الاستمرار، وثالثًا يحاول عدة مرات ثم يكُف عن المحاولة، ورابعًا يحاول ويتعثر فيحاول من جديد لتعترضه رياح أشد ولٰكنه يستمر فى محاولاته حتى يقود سفينة حياته ـ ومن الممكن حياة غيره أيضًا! ـ إلى طرق النجاح. ولذا، عليك أن تتوقف قليلًا وتتساءل: من أى نوع أنا؟!
 
إن كنتَ من أولٰئك الذين ينتظرون فرصة نجاح تحقق لك أحلامك، فأنت تنتظر قطارًا لن يأتي! وسوف تمضى بك الأيام دون أن تصل إلى ما ترغب أن تكونه فى الحياة. وهذا ما أُطلقَ عليه "الفشل"؛ يقولون: "الفشل ليس هو السقوط فى الطريق الذى تسير فيه، وإنما هو عدم المحاولة.". إن الإنسان الذى يعِرف معنى النجاح وقيمته ليس هو من يخاف التعثر والسقوط والإحباط، وإنما هو ذٰلك الذى لا يخشى المحاولة. فانتبه! إنك عندما تحاول، من الجائز أن تمر بك مِحطات عديدة من التعثر فى الحياة تبدو فشلًا ويعقبها النجاح، ولٰكن حين تقرر عدم المحاولة فإنك تحكم على ذاتك بأن تتوقف فى مَحطة واحدة تُدعى "الفشل"! فإن السير ولو بخطوات بطيئة صغيرة فى الحياة لهو أفضل بكثير من التوقف والانتظار. 
 
أما عن أولٰئك الذين يبدؤون فى السير، ثم تقابلهم العقبات فيحاولون مرة أخرى أو عدة مرات ثم يتوقفون، فهم أيضًا ممن عرَفوا معنى الهزيمة والفشل! تذكر عبارة العالم والمخترع "توماس أديسون" ـ ذٰلك الرجل الذى لم يتوقف أبدًا عن المحاولة طوال حياته فقدم للإنسانية أعظم الاختراعات: "لم يُدرك كثيرون ممن فشِلوا فى حياتهم كم كانوا قريبين من إدراك النجاح حين يئِسوا من الاستمرار فى المحاولة!". كثيرون يحاولون إيهام ذواتهم بأنه حتمًا سوف يأتى اليوم الذى تهدأ فيه عواصف الحياة ورياحها ويتمكنون من تحقيق آمالهم على نحو أفضل وأيسر، ولٰكن مَن تعلَّم من خبرات الحياة لن يُدرك إلا تلك الحقيقة التى أعلنها الفيلسوف "سقراط" ذات يوم: "علينا أن نحرر أنفسنا من الأمل: «أن البحر يومًا ما سيهدأ». علينا أن نتعلم الإبحار وسْط الرياح العاتية."؛ فذٰلك هو معنى الحياة الحقيقيّ. ومع كل محاولة تقوم بها وتتعثر أنت تكتشف وتتعلم وتدرب مهاراتك ومواهبك حتى ذٰلك الحين الذى تتمكن فيه من تحقيق نجاح تَلو الآخر، بل تتمكن من مساعدة الذين حولك فى اجتياز الصعوبات التى تلاقيهم. وحين يشتد بك اليأس، تمهل قليلًا وتذكّر الله الذى وهب لك إمكانات فى شخصك، غير متناسِ تلك الخُطوات التى قطعتها فى الطريق بجِد وإخلاص وجَهد، واثقًا أن الله يعضد كل من يجتهد فى طريق الحياة. 
 
وللحديث بقية ...
 
الأسقف العام رئيس المركز الثقافى القبطى الأُرثوذكسى .






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة