نشرت أسماء، ابنة الراحل عمر عبد الرحمن، الأب الروحى للجماعة الإسلامية، عبر صفحتها على الموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" رسالة لأيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة، يحرض فيها عناصر الجماعة الإسلامية على حمل السلاح، وإحياء فكر قاتل الرئيس السادات، خالد الإسلامبولى، وذلك لمواجهة الدولة والثأر لأميرهم، فيما أكد الشيخ عبد القادر عبد الوهاب، القيادى بالجماعة، تمسك جماعته بمبادرة وقف العنف التي أطلقتها قيادات الجماعة الإسلامية التاريخية عام 1997 داخل السجون، وقضت بنبذ العنف والالتزام بالسلمية مع الدولة وعدم تنفيذ أية عمليات إرهابية، وتضمنت المبادرة مناقشات بين قيادات داخل السجون لتشريح فكرة الجهاد فى الإسلام.
"فعودا يا جنود الجماعة الإسلامية لمجدكم، وتذكروا مواقفكم المجيدة، تذكروا خالد الإسلامبولى، وتذكروا الشيخ عمر عبد الرحمن وهو يزأر فى المحكمة"، هذه جملة مقتبسة من رسالة لأيمن لظواهرى زعيم تنظيم القاعدة، والتى نشرتها ابنة عمر عبد الرحمن، يدعو فيها، صراحة، أبناء الجماعة الإسلامية لحمل السلاح وتنحية مبادرة وقف العنف، الأمر الذى يثير تساؤلات كثيرة، أبرزها هل الرسالة بمثابة تحفيز من ابنة الأب الروحى للجماعة الإسلامية للتحريض على العنف؟ أم أن نشرها ليس له أى دلالة أو تفسيرات أخرى؟.
"الظواهرى" قال فى رسالته التحريضية:" ياجنود الجماعة الإسلامية تذكروا تأييدكم لشيخ المجاهدين، عمر عبد الرحمن وهو يلقى بيانه التاريخى أمام المحاكم، فإن قتلوك يا عمر، فإن الله اختارك شهيدا، فيا جنود الجماعة الإسلامية احملوا سلاح الشهيد"، فى دعوة منه إلى الجماعة الإسلامية للعودة لفكرها القديم قبل إجراء مراجعات وقف العنف.
وعن نشر ابنة "عمر عبد الرحمن" مثل هذه الرسائل التحريضية لزعيم تنظيم القاعدة، قال عبد القادر عبد الوهاب، القيادى بالجماعة الإسلامية لـ"اليوم السابع":" هذا الأمر يخص ابنة الشيخ، فهى تنشر أى كلمة تقال على الشيخ سواء من شخصية إسلامية او ليبرالية أو اى اتجاه آخر، وهذا الأمر لا يعنى أنها موافقة على محتوى رسالة أيمن الظواهرى".
وأضاف "عبد الوهاب":" بعد وفاة الشيخ عمر عبد الرحمن هناك من كتب خطابات تثنى عليه، وهناك العكس، وهناك من تكلم لصالحه وهناك من تكلم ضده" مضيفًا :" نحن فى الجماعة الإسلامية موقفنا واضح ومنتهي وهو التمسك بمبادرة وقف العنف، فمسألة رفع السلاح انتهت لدينا تمامًا".
وتابع :" الجماعة الإسلامية بعد مبادرة وقف العنف تغيرت تمامًا، فنحن متمسكون بها ومحافظون عليها، لأنها قناعة شرعية تامة لدى أبناء الجماعة الإسلامية، وهذا الأمر محسوم، وأى شخص يقول غير ذلك داخل أبناء الجماعة الإسلامية فهو خارج إطار الجماعة أيا كان هذا الشخص سواء عضو أو قيادى داخل الجماعة".
وأوضح أن الواقع العملى يؤكد أن الجماعة الإسلامية متمسكة بوقف العنف، حيث لا يوجد أى فرد من أبناء الجماعة الإسلامية ارتكب أى فعل ضد هذه المبادرة أو متهم فى أعمال عنف، وجميع الجهات تعرف هذا الأمر، مضيفًا: "بعد ثورة 25 يناير كانت الدينا مفتوحة والذى كان يريد فعل أى شئ فعله، لكننا حمينا الكنائس وأقسام الشرطة".
وأضاف :" الجماعة الإسلامية واضحة فى هذا الأمر، ومن المفترض أن يساعدنا الجميع فيه، بدلا من وضعنا دائما فى موضع الاتهام، فأبناء الجماعة الإسلامية أسسوا حزبا سياسيا، والبعض شهد لنا بتميز مواقفنا السياسية"
جدير بالذكر أن عمر عبد الرحمن، المتهم الأول فى هجمات على مركز التجارة العالمى فى نيويورك فى سنة 1993، توفى الشهر الماضى فى سجنه فى الولايات المتحدة، حيث كان يقضى حكما بالسجن مدى الحياة، ودفن بمركز الجمالية بمحافظة الدقهلية بعدما وافقت السلطات المصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة