"الملايين من المواطنين الروس قضوا عطلاتهم فى تركيا فى السنوات الأخيرة، وشعروا بكرم ضيافة هذا البلد، وأنا شخصيًا قبل تولى هذا المنصب قضيت عطلتى عدة مرات فى تركيا"، هكذا بدأ الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الدعاية المجانية للسياحة التركية من منصته الخاصة خلال لقائه بالرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى موسكو.
وقال الرئيس بوتين إن قضاء العطلة فى تركيا تحول إلى جزء مهم من حياة الروس، مشيرا إلى أنه يعرب عن تضامن بلاده مع الشعب التركى فى الهجمات الإرهابية، وأن السلطات التركية اتخذت كل التدابير من أجل ضمان أمن السياح الروس.
وتجاهل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين كل ما حدث لبلاده جراء السياسة التركية والأمن التركى الذى لم يستطع المحافظة على أرواح الدبلوماسيين الروس، حيث قتل السفير الروسى أندريه كارلوف فى أنقرة جراء إطلاق نار استهدفه خلال زيارته لمعرض فنى بالعاصمة التركية أنقرة، فضلاً عن مقتل خمسة أشخاص من الجنسية التركية والروسية بسقوط مروحية، يوم الجمعة 10 مارس، فى الجانب الأوروبى من اسطنبول، حيث إن الطائرة كانت تقل رجال أعمال بارزين وهوت على طريق سريع بعد أن اصطدمت ببرج تلفزيونى فى أحد أحياء مدينة اسطنبول.
وتغافل بوتين خلال لقائه مع أردوغان حادث مقتل طياريه على الحدود السورية ـ التركية، بعد إسقاط مقاتلة سوخوى 24 روسية عندما استهدفتها قوات الدفاع الجوية التركية فى 24 نوفمبر 2015 لتتحطم فوق جبل التركمان بمحافظة اللاذقية السورية.
وتناسى بوتين أيضا العمليات الإرهابية التى وقعت فى اسطنبول يوم 10 ديسمبر عام 2016 بمنطقة بشيكطاش، نتيجة عبوة ناسفة وضعت فى سيارة وتم تفجيرها عن بعد، واستهدف حافلة لرجال شرطة بالقرب من ملعب "فودافون ارينا" فى الحى المذكور عقب انتهاء مباراة لكرة القدم فى مسابقة بالدورى المحلى بين فريقى "بشيكطاش" و"بورصة سبور" وبعده دوى انفجار نفذه انتحارى داخل متنزه ماتشكا القريب، وأسفرت العملية آنذاك عن مصرع 44 شخصا، من ضمنهم 38 رجل شرطة، وإصابة العشرات.
ولم يكتف بوتين بالدعاية للسياحة الروسية فقط رغم جميع العمليات الإرهابية التى لم يتم ذكرها، بل وقع مع أردوغان مذكرة تفاهم حول التعاون فى مجال تأهيل موظفين دبلوماسيين وتبادل المعلومات، واعتبار 2019 عام السياحة والثقافة بين البلدين.
وأكد بوتين أنه سيتم إلغاء الحظر المفروض على الشركات التركية فى مجال تأشيرات العمل ومنح رخص عمل للمواطنين الأتراك، فقد تم اتخاذ القرار السياسى بهذا الصدد، وهذا القرار سينفذ عما قريب.
ومن جانب آخر، يتجاهل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين عودة الرحلات الجوية إلى مصر منذ عامين تقريبا، عقب سقوط الطائرة المدنية الروسية فى سيناء، فى 31 أكتوبر 2015، حيث تصمم روسيا على التزام مصر باتفاقية أمن الطيران التى أعدتها بنفسها، لعودة الطيران إلى مصر مرة أخرى.
ويرى العديد من الخبراء أن قرار وقف الطيران من مصر ما هو إلا قرار سياسيا، بيد الرئيس الروسى نفسه، فهو من يملك القرار فى عودة السياحة والطيران إلا مصر، ولكن من الواضح أن المصلحة هى وراء عودة الطيران إلى تركيا وليست المصالحة، ولهذا السبب تتجاهل روسيا مصر وتستمر فى إجراءاتها غير المبررة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة