محمد الدسوقى رشدى

عبدالعال يعلم عن نوابه ما هو كثير وخطير!

الأحد، 12 مارس 2017 09:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع قلم جديد تحتاج إلى عشر صفحات على الأقل كى تسجل ملاحظاتك على أداء مجلس النواب المصرى، فى معظمها ستكون تسجيلات سلبية وشديدة الإحباط، فلا هذا البرلمان الذى نحلم به بعد سنوات من المعاناة، ولا ذاك أداء لنواب يشعرون بأن الوطن يحتاج إلى تركيزهم وعرقهم لا إلى معاركهم الجانبية والتافهة وصراع مصالحهم الخاصة، ولكن ما باليد حيلة فلا شىء نملكه سوى أمنيات بأن ينزل الله ببركته فوق تلك القبة من أجل الوطن، بركة تحمينا من سوء أداء البرلمان، وبركة تمده بعون إلهى يحسن صورته فى عيون الناس، وبركة تكفى الوطن شرور هوى نوابه، وتمرر لنا خيره إن كان به بعض من الخير.
 
نخشى على البرلمان ونخشى منه، فما نراه من ممارسات لبعض نوابه موجع، وما نسمعه من تصريحات لرئيس مجلس النواب مثيرا للقلق والارتباك، فى ظل اختفاء إيضاحات تشرح وتفسر هذه التصريحات الخطيرة.
 
فى الشهور الماضية من عمر البرلمان، كلمة سر تكررت أكثر من مرة على لسان الدكتور على عبدالعال، كلمة تكررت فى العلن خلال الجلسات العامة وفى بعض التصريحات الصحفية، مربكة ومثيرة للقلق عن وضع البرلمان ونوابه.
 
«أنا أعلم عنك الكثير»، تلك ليست كلماتى، هذه كلمات رئيس مجلس النواب، لا يوجهها إلى مواطن عادى أو سياسى بعينه أو معارض هارب خارج القطر المصرى، بل يطلقها كما السهم فى صدر بعض نواب البرلمان، أحيانا يسميهم وكثيرا يخفى أسماءهم، فماذا يعلم رئيس البرلمان عن نوابه؟، وهل ما يعلمه شديد الخطورة إلى هذه الدرجة التى تجعله يلمح ولا يصرح؟
 
«أنا أعلم عنك الكثير»، يقولها الدكتور على عبدالعال ببساطة وسلاسة من يملك المعلومة، قالها ذات مرة للنائب حسام الرفاعى: «لدىّ الكثير، سأقوله فى الوقت المناسب، أنا أرفض أن تقول كلاما، تظهر من خلاله، أنك وطنى أكثر من أعضاء البرلمان»، ومن قبل قال كلمة أخف وطأة منها للنائب فتحى الشرقاوى: «أنت تثير القلق»، ومن بعدها كررها بصياغة أخطر موجها كلماته للنائب محمد الكورانى: «أعلم كل مخالفاتك، لكنى لا أتحدث عنها»، ثم تطورت صياغة نفس الكلمات فى ثوب أكثر خطورة حينما قال رئيس البرلمان للنائب فتحى قنديل: «أنا أعلم لأى تنظيم تنتمى، وممن تتلقى التعليمات وخطط التحرك».
 
كان هؤلاء ما صرح بأسمائهم، والآتى أكثر غموضا وخطورة، فلا خطر على السلطة التشريعية فى مصر أخطر من أن يحدثنا رئيس مجلس النواب عن وجود بعض من أعضاء برلمانه يحصلون على تدريبات للعمل ضد البرلمان والدولة قائلا بالنص: «إن بعض النواب يلتحقون بمراكز تُدربهم لانتقاد السياسة المالية للدولة، والتجريح فى المؤسسة التشريعية»، وهى نفس اللهجة التى استخدمها متحدثا عن نواب أخرين قال عنهم: «هؤلاء مجموعة معروفة جيدًا وانكشف عنها الحجاب.. وإننا نسير فى الطريق الصحيح رغم قيامهم بدفع أموال كثيرة جدًا ليس لإسقاط المجلس فقط وإنما الدولة أيضًا.. ولكن للصبر حدود».
 
كلمات رئيس مجلس النواب لا ينبغى أن تمر مرور الكرام، فلا كلمة منها وجهت لنائب بعينه، أو تم التصريح بيها دون اختصاص نائب باسمه تحمل دلالات بخلاف دلالة واحدة، على أن البرلمان مفخخ بنواب لديهم مخالفات ويعملون ضد الدولة، أو هكذا يظن رئيس مجلس النواب.
 
ما الذى يعرفه رئيس مجلس النواب عن نوابه ولا يريد مصارحة الشعب به؟  وهل يحق للدكتور على عبدالعال أن يلمح بوجود خبايا وأسرار ومخالفات لنواب دون يحيلهم لتحقيق لاستبيان الحقيقة، أما أن ما يستخدمه رئيس البرلمان مجرد عبارات مبهمة لتهديد نواب لا يتحركون وفق هواه؟ رئيس البرلمان وحده هو الموكل بأن يفض هذا الاشتباك إما أن يخبرنا بما بقصده من هذه الاتهامات المبطنة التى يوجهها لنوابه، وإما سيستقر فى وجدان المواطن أن الدكتور على عبدالعال يخفى حقيقة بعض نوابه عن الشعب، أو يهدد بعض النواب أمام الشعب، وفى كلا الحالتين ليس هذا بالأمر الجيد على صورة البرلمان التى لا ينقصها شرخ جديد أو تشويه أكثر مما تعانى. 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة