ظاهرة النصب باسم توليد الأموال مستمرة من سنوات، وبالرغم من سقوط نصابى توليد الأموال فى الصعيد وبحرى، يظهر كل يوم نصاب جديد يجد من يصدق خدعة توليد الأموال، ويقدم شقا عمره عن طيب خاطر، يحصل على ربح مرة أو مرتين، فيضاعف أمواله لدى النصاب، ويبكى المودعون على المال المسكوب.
ولا يعدم النصابون الحيل، مرة كروت الشحن ومرة الأرانب أو العقارات. والنتيجة تهرب الأموال والأرانب، ويتكرر سقوط المستريحين ولا يتعظ «التعبانين».
أحدث فخاخ المستريحين، نصاب وشقيقه من أصحاب السوابق، فى المرج كونا شركة لتوظيف الأموال، أعلنا تكوين شركة للاستثمار فى الأرانب والدواجن والعقارات، مع وعد بأرباح شهرية 10-15% وهو رقم ضخم يعنى أن تحقق الأموال 100% خلال أقل من سنة وهى نسبة يستحيل تحقيقها إلا فى المخدرات، لكنهما حبكا الشكل، شركة على طريقة البنوك شبابيك وأرقام منافذ للإيداع، وأخرى لسحب الأرباح، صالات انتظار، وأرقام لترتيب التعامل، أجهزة كمبيوتر وماكينة عد نقود، كاميرات مراقبة، عقود وأوراق سكرتيرات، الفخ منصوب باحترافية، ودعاية وإعلان.
خلال فترة بسيطة، اندفع طالبو الأرباح للشركة، التى تعمل فى العلن وبنظام مؤسسى مصرفى، أعاد صيت شركات توظيف الأموال، خلال فترة بسيطة، وقع فى الفخ أكثر من 1800 مواطن، وجمع النصابان 25 مليون جنيه، ولحبك الشركة، تم صرف أرباح لشهر، تفاعلت الدعاية مع الأرقام، وسال لعاب الآخرين، ووصل لأن تتلقى الشركة أكثر من مليون جنيه فى اليوم الواحد، وهو رقم ضخم فى منطقة واحدة، وفى وقت ترتفع فيه شكاوى الناس من الغلاء، وصعوبة الحياة ينتزع النصاب الملايين بخفة يد ساحر هندى، يتوجه الواحد بكامل إرادته ليضع أمواله فى الشركة ويحصل على ورقة، ولا أحد سأل عن نشاط الشركة، فقط يسأل عن الأرباح.
مع الوقت توقف صرف الأرباح، اختفى النصاب، بدأت الفئران تلعب فى الصدور، بعد هروب مستريح الأرانب. شهر والتالى والثالث. بدأ بعض المنصوب عليهم يشكون، تحركت الأموال العامة، اختفى النصاب، تم القبض عليه بعد أيام، اختفت أغلب الأموال، فقد تم صرف بعضها فوائد ومناظر.
القصة معروفة، ومع هذا تتكرر، ويصدق البعض كذبة توليد الفلوس، ويودع الأموال بكامل إرادته، تموت الفلوس مرة فى العقارات ومرة فى الأرانب وتستمر القصة بتفاصيلها، فلا النصاب يتوقف، ولا المنصوب عليهم يتعظون.