بعدما أدى الغضب من سياسات الهجرة إلى التصويت بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، وصعود دونالد ترامب فى الولايات المتحدة، فإن اليمنيين يحكمون قبضتهم على هولندا الليبرالية، قبيل إجراء انتخابات هامة، بحسب ما قالت صحيفة واشنطن بوست.
وتوضح الصحيفة أنه لو وافق عدد كاف من الناخبين على مواقف البعض الرافضة للهجرة والمنادية بضرورة غلق الحدود، ودعموا اليمين المتطرف فى الانتخابات التى ستجرى فى هولندا يوم الأربعاء المقبل، والانتخابات الأخرى التى ستجرى فى أنحاء مختلفة بالقارة الأوروبية فى وقت لاحق، فإن أوروبا الحديثة نفسها، التى كانت سمتها التعاون والانفتاح والتعددية الثقافية، يمكن أن تنهار.
وترى الصحيفة أن المخاطر زادت بشكل كبير مع ارتفاع حدة الغضب الرافض للمؤسسة الأوروبية. وفى مقابلات أجرتها الصحيفة مع العديد من الناخبين المؤيدين لليمين المتطرف فى هولندا على مدار الأيام الأخيرة، أعرب هؤلاء عن آراء قوية رافضة للمهاجرين طالما اعتبرت هامشية، لكنها دخلت الآن إلى التيار الرئيسى فى البلاد.
فالناخبون، شبابا وكبارا، فقراء وأغنياء حضريين وقرويين، يقولون إنهم سيؤيدون جيرت فيلدرز وحزبه الحرية، الذى وعد بحل المشكلات بإغلاق الحدود وغلق المساجد والمساعدة فى تفكيك الاتحاد الأوروبى.
ويقول كوين دامهيوس، الباحث فى معهد الجامعة الأوروبية والذى يدرس اليمين المتطرف، إن هؤلاء وجدوا سردا قويا للغاية، فبخلق صراع كبير بين القوميين والأجانب، يصبحون قادرين على كسب التأييد من كافة عناصر المجتمع.
من ناحية أخرى، سلطت الصحيفة الضوء على فيلدرز، ووصفته بالصليبى الذى من المتوقع أن يتصدر الانتخابات المرتقبة.
وقالت إن السياسى الهولندى الأشقر الذى حذر من مخاطر المهاجرين المسلمين، ويمكن أن يشعل بتغريدة واحدة المشهد السياسى فى بلاده لأيام، كان ينفذ قواعد اللعبة التى سار عليها دونالد ترامب لفترة طويلة قبل أن يبدأ حملته الانتخابية للوصول إلى البيت الأبيض. وفى الانتخابات المرتقبة هذا الأسبوع، فإن فيلدرز لديه فرصة قوية ليصبح فى المقدمة ويعزز نفوذ سياسى يريد أن يمنع القرآن ويغلق المساجد ويقلب المشهد السياسى الهادئ فى بلاده.
وتمضى الصحيفة فى القول بأن القادة القلقين عبر أوروبا ينظرون إلى هولندا هذا الأسبوع بحثا عن مؤشرات حول الانتخابات التى ستجرى فى فرنسا وألمانيا هذا العام أيضا. فهناك مرشحون معادون للإسلام ومعادون للاتحاد الأوروبى يستغلون المخاوف من اللاجئين، المسلمين فى الأغلب، والمهاجرين والذين زادت أعدادهم على الحدود خلال السنوات الأخيرة.
وحتى لو تم منع فيلدرز من السلطة من قبل مجموعة من الأطراف التى ترفض التعاون معه، فقد نجح بالفعل فى جر المسار السياسى لبلاده نحو نهجا أكثر تشددا إزاء المهاجرين.. فقد قال رئيس الوزراء الهولندى مارك روت، القلق من كسب فيلدرز للناخبين، إن المهاجرين يجب أن يعملوا بجد أكثر من أجل أن يتناسبوا مع المجتمع الهولندى أو ينبغى أن يرحلوا، فى ابتعاد واضح عن تقاليد هولندا التى استمرت على مدار قرون بقبول الآخر.
وكان فيلدرز قد قال هذا اشهر أن هذه الانتخابات تاريخية لأن هولندا تستطيع الاختبار لو أنها تريد أن تتخلى عن أرضه أكثر، أم أنها ستستعيدها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة