أخيرا خرج الجزء الثانى من تمثال رمسيس الثانى، بعد عدة أيام، من الإهانة التى تعرضت لها الرأس يوم الخميس الماضى، بعد إخراجها بالرافعة، فى منطقة سوق الخميس بالمطرية.
وخرج التمثال الأثرى وسط حالة من السعادة وزغاريد أهالى المنطقة وتصفيقهم، وحضر رفع التمثال بجانب الأثريين كل من قيادات وزارة الآثار وعلى رأسهم الدكتور خالد العنانى وزير الآثار ومشيرة خطاب مرشحة مصر لليونسكو ولجنة من البرلمان المصرى.
وأصر عدد من أهالى منطقة المطرية على التواجد فى محيط استخراج تمثال رمسيس الثانى من منطقة سوق الخميس الأثرية فى المطرية وهتفوا "مطرية.. مطرية"، وقال المواطنون بعدما طلبت منهم وزارة الآثار الابتعاد عن مكان استخراج التمثال: "مش هنمشى وهنتفرج وانتوا بتشيلوا جدنا رمسيس".
وطالب أهالى منطقة المطرية الدكتور خالد العنانى وزير الآثار بعدم نقل تمثال رمسيس الثانى من منطقة سوق الخميس، وأن يقيموا له متحفا فى المنطقة بما يعود عليهم بتنمية اقتصادية.
من جانبه توجه إليهم الدكتور خالد العنانى وأخبرهم بأنهم أكثر الناس قدرة على حماية الآثار، لكنهم مضطرون لنقل التمثال للاهتمام به وترميمه.
وقال الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، إنه تم تشكيل لجنة من أساتذة الآثار بجامعة القاهرة للتحقيق والتوصل لمعرفة إن كان انفصال رأس تمثال رمسيس عن جسده بسبب خطأ من البعثة المصرية الألمانية التى قامت باستخراجه أم أن هذا الكسر كان قديما.
وأضاف وزير الآثار أنه تم، أيضا، تحويل المسئولين عن ترك رأس التمثال للأطفال يعبثون به فى منطقة سوق الخميس الأثرية فى المطرية للتحقيق.
وطالب خالد العنانى الإعلام بالنظر إلى الجانب الإيجابى فى عملية استخراج التمثالين، لأن ذلك يكون فى صالح الوطن، فهذه الاكتشافات سيكون لها عائد مادى ونتاج اقتصادى وهو ما تحتاجه مصر هذه الفترة.
وحرص عدد من نواب البرلمان على التقاط صور "سيلفى" مع تمثال رمسيس الثانى، عقب استخراجه الْيَوْمَ من منطقة المطرية، فى حضور وسائل الإعلام المحلية والغربية.
ويشارك وفد برلمانى برئاسة أسامة هيكل رئيس لجنة الثقافة والإعلام والآثار بالبرلمان، وسحر طلعت مصطفى رئيسة لجنة السياحة، وعضوية نادر مصطفى ولميس جابر ونشوى الديب ويوسف القعيد أعضاء لجنة الإعلام برفقة خالد العنانى وزير الآثار، بعملية الاستخراج.
وقالت النائبة سحر طلعت مصطفى رئيس لجنة السياحة والطيران المدنى بالبرلمان، إن تجول المسئولين الألمان وغيرهم من الأجانب، وممارسة عملهم فى منطقة شعبية مثل المطرية لاستخراج تمثال رمسيس، تعد بمثابة رسالة للعالم عن مقدار الأمان الموجود فى مصر، مشيرة إلى أن التمثال سيكون جاذبا للزائرين بعد عرضه فى المتحف المصرى.
وأضافت "سحر طلعت" فى تصريح لـ"الْيَوْمَ السابع" على هامش عملية استخراج التمثال، الآن، أن حدث الْيَوْمَ لن يجذب السياحة مباشرة، لكنه سيساهم فيها بشكل كبير كوّن الإعلام الغربى مهتم بهذا الحدث، وأن نسبة مشاهدته فى ألمانيا ارتفعت جدا، ووصلت للمركز الرابع فى نسب المشاهدة فى الإعلام الألمانى.
واعتبرت رئيسة لجنة السياحة والطيران المدنى بالبرلمان، مشاركة وفد مجلس النواب فى هذا الحدث مهمة للغاية، نظرا لأهمية استخراج هذا الأثر.
واعتبر أسامة هيكل رئيس لجنة الثقافة والإعلام والآثار بالبرلمان، أن الجدل الذى شهدته مصر خلال الأيام الماضية حول طريقة استخراج رأس تمثال رمسيس الثانى، تتضمن مزايدات ساهمت فيها حملات "السوشيال ميديا" على حد تعبيره، كاشفاً عن حديث دار بينه وبين رئيس البعثة الألمانى الذى أشرف على استخراج رأس التمثال من منطقة المطرية، مفاده أن طريقة استخراجها كانت صحيحة.
وأضاف "هيكل" أنه سأل رئيس البعثة عن وجود خطأ حدث خلال استخراج رأس التمثال، فأجابه بأن وزنها كان ثقيلا جدا بشكل لا يسمح إلا باستخراجها بتلك الطريقة، وأنها كانت غارقة فى المياه الجوفية، وأنه كلما حاولوا تجفيف المياه، تعود مرة أخرى بنفس الكمية بعد ساعة واحدة، متابعا: "رئيس البعثة قالى نصا الحمد لله أنا سعيد باللغة العربية".
وتابع رئيس لجنة الإعلام: "لم أر هذا التواجد الإعلامى فى مصر منذ زمن طويل، وهذا الاهتمام يعكس اهتمام العالم كله بشكل يدعونا للتفكير فى كيفية استغلال هذا الحدث والتسويق له، ومفيش داعى نضيع وقتنا فى كلام فارغ"، مؤكدا أن التمثال خرج اليوم بشكل سليم جدا ولَم يتعرض لأى أضرار.
واستنكر خالد العنانى وزير الآثار، الجدل الذى شهدته البلاد الأيام الماضية حول طريقة استخراج رأس تمثال رمسيس الثانى مؤخراً، مضيفا فى حديث جانبى له لعدد من النواب المشاركين الْيَوْمَ فى عملية انتشال التمثال: "عملنا ضجة لمدة 4 أيام ملهاش أى لزمة، والعالم كله فرحان إلا إحنا".
يذكر أن البعثة عثرت على تمثالين فى محيط بقايا معبد الملك رمسيس الثانى الذى بناه فى رحاب معابد الشمس بمدينة أون القديمة، وأن البعثة عثرت على الجزء العلوى من تمثال بالحجم الطبيعى للملك سيتى الأول مصنوع من الحجر الجيرى بطول حوالى 80 سم، ويتميز بجودة الملامح والتفاصيل، أما التمثال الثانى فمن المرجح أن يكون للملك رمسيس الثانى وهو تمثال مكسور إلى أجزاء كبيرة الحجم من الكوارتزيت، ويبلغ طوله بالقاعدة حوالى ثمانية أمتار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة