وائل السمرى

كيف نحول آثار المطرية من نقمة إلى نعمة؟

الإثنين، 13 مارس 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
غضب الجميع من مدى الإهمال الذى وصلت إليه منطقة آثار المطرية، وامتد الغضب إلى قطاعات واسعة رأت إجمالا أن المطرية تتعرض إلى موجات غير محتملة من الإهمال، بينما اقتصر غضب البعض حول طريقة استخراج آثار المطرية ومدى حفاظها على سلامة المكتشفات، ومن الممكن أن يستمر الغضب لبضعة أيام ثم ينتهى ليعود الأمر كما كان، لكن لو كان لدينا ذرة من ضمير فعلينا أن نفكر فى حل شاف لهذه المنطقة، بما يعود على الوطن والمواطن بالخير، وقد كتبت منذ سنوات طويلة كما قلت فى مقال أمس العديد من المقالات من أجل إنقاذ هذه المنطقة بالشكل الذى يحولها من مرتع للصوص ومكان لممارسة الرذيلة وتعاطى المخدرات إلى جنة استثمارية وثقافية يستفيد منها الوطن أجمع قبل سكان المطرية، لكن للأسف لم ينتبه أحد، فهل آن أوان اليقظة؟ أم سنظل فى غياهب جب الصراخ المجانى إلى أبد الآبدين؟
 
هنا أناشد الجميع، رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسى، رئيس منظمة اليونسكو إيرينا بوكوفا، وزير الآثار خالد العنانى، وزى الثقافة حلمى النمنم، جامعة الدول العربية، الأمم المتحدة، الاتحاد الأوربى، الاتحاد الأفريقى، منطقة آثار المطرية تحتاج إلى حملة إنقاذ دولية، ففيها تراث للإنسانية كلها، فيها أول جامعة فى تاريخ العالم، وعليها مر معظم فلاسفة اليونان وبعضهم تعلم فيها، والمنطقة مذكورة فى جميع الكتب السماوية المقدسة، فلماذا نتركها فى فك الإهمال؟ ولماذا نسمح للخراب بأن يمتد إليها؟
 
أتقدم هنا إلى الجميع بمقترح من أجل إنقاذ هذه المنطقة هو ذات المقترح الذى تقدمت به فى 2012 فمن الممكن أن تصبح هذه المنطقة من أشهر مزارات العالم فى بضعة سنوات إذا ما امتدت إليها يد التطوير، فبالمنطقة 54 فدانا بكرا، يجب أن نجرى فيها الحفائر العاجلة على كامل مساحتها لاستخراج ما بها من كنوز وحينما ننتهى من استكشاف الآثار بالداخل سيتوفر لنا ما يكفى من المساحة لعمل نموذج محاكاة لجامعة أون القديمة، ومتحف مفتوح يعيد تجسيد المعابد التى كانت بها، ونموذج للحياة التعليمية الفرعونية، ومكتبة أثرية لديانات العالم القديم، ومعهد دولى لعلم مقارنة الأديان، وببساطة يمكن ربط هذه المنطقة «سياحيا» بأهرامات الجيزة بواسطة الطريق الدائرى القريب منها، تخيل فقط أن هناك يدًا تعمل، وعقلاً يفكر، وإرادة تنفذ لترى الرغد الذى سيعيشه أهل هذه المنطقة فحسب، بدلا من استغلالها فحسب فى مواسم البكاء المجانى وحفلات جلد الذات الجماعية على مواقع التواصل الاجتماعى. 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة