كلى يقين أن هناك أطرافاً يسعدها أن يشتد الخلاف بين القاهرة والخرطوم
قبل يومين تلقيت رسالة مكتوبة من الأستاذ راشد عبد الرحيم عبدالوهاب، المستشار الإعلامى لسفارة السودان بالقاهرة، جاء فيها:
«الأخ الجليل.. أود أن أعبر لك شكرى وتقديرى لمقالتيكما المتتابعتين والقيمتين فى صحيفتكم المقروءة «اليوم السابع» بعنوان «رسالة للأشقاء فى السودان»، فى العددين رقم 2106 بتاريخ 6/3/2017، ورقم 2108 بتاريخ 8/3/2017، وقد تناولتم قضية مهمة للقراء الكرام ولشعبينا فى مصر والسودان، إنها لقاعدة ذهبية تلكم التى قامت عليها مقالتيك الموفقتين ومقالات أخرى لك سبقت، وهى أن نؤسس علاقاتنا على أنها استراتيجية ودائمة وأخوية، وأن تتم فى إطار التفاهم المقبول معه والاختلاف فى بعض المواقف والقضايا والعلاقات مع التفهم والتفاهم التامين.
نعم علاقة البلدين مستهدفة، ولكن الحوار الحر وفق احترام كل طرف هو الذى يحقق الأهداف، ولنا فى علاقة رئيسى البلدين فخامة الرئيس المشير البشير وشقيقه المشير السيسى، أسوة حسنة وقدوة حية، وأتفق معك أن كثيراً من الخلط منبعه ما يطرح فى وسائل التواصل الاجتماعى.
أحببت أن أوكد تقديرى لروح وهدف وأسلوب ما كتبت وحرصنا على أن يسود هذا النهج، وربما يكون مناسبا أن نطرح معا أو مع القراء الكرام أفكاراً أو رؤى أخرى ربما يرد فيها قليل من ملاحظات على نقاط تفضلتم بها حول تصريحات فخامة الرئيس البشير، وبعضاً مما يرد فى الإعلام بمصر، ولا شك أننا نبتغى وسنسعى معاً للوصول فيها لاتفاق وتوافق.. دمتم حفظكم الله، والشكر لأسرة اليوم السابع وقرائها الأفاضل».
انتهت رسالة الاستاذ راشد عبد الرحيم الذى وصل إلى القاهرة قبل عدة أيام مستلماً لمهمته كمستشار إعلامى للسودان فى القاهرة، وقد التقيته خلال حفل أقامه سفير السودان بالقاهرة عبد المحمود عبد الحليم، وقلت له أن مهمته ليست سهلة، وقد توصلت لهذه النتيجة بعد قراءة للواقع الذى كان يشير إلى أن العلاقات بين البلدين تسير فى الطريق الخاطئ، خاصة بعد حملة التحريض المستمرة على المنتجات الغذائية المصرية فى السودان، والتى بدأت من مواقع التواصل الأجتماعى، إلى أن وجدت لنفسها مكانة بارزة فى الإعلام السودانى، الذى ضخم فى الشائعات إلى أن سارت حكومة الخرطوم خلفهم، وتوازى مع ذلك حملات تحريض اخرى مبنية كلها على «أكاذيب» يتم الترويج لها على مواقع التواصل الأجتماعى أيضاً، وللأسف الشديد تحولت الأكاذيب عند البعض إلى ما يشبه الحقائق، مما خلق جوا سياسيا وإعلاميا فى الخرطوم لا يمكن قبوله، سواء من جانبنا فى مصر، أو من جانب الأشقاء السودانيين الحريصين على علاقات أخوية بين البلدين.
كلى يقين أن هناك أطرافاً يسعدها أن يشتد الخلاف بين مصر والسودان، لكن للأسف الشديد بيننا من يعطى لهؤلاء الفرصة لكى يبثوا سمومهم، ولعل الفرصة الأن مناسبة لكى يراجع الجميع موقفه تجاه الآخر، وكلى أمل أن يكون الأشقاء فى الخرطوم البادئين بهذه المراجعة، حتى نقضى على الفتن قبل أن تسمم الأجواء، خاصة أن القاهرة حكومة وإعلاماً التزموا حتى الآن الصمت تجاه ما يكتب ويقال فى الإعلام السودانى التى كان آخرها تلك الحملة الممنهجة التى راحت تتهم القاهرة كذباً بأنها تنسق مع المعارضة والتمرد السودانى، وكأن مصر دولة تحكمها ميليشيات وليس نظام حكم يراعى قواعد الجوار، خاصة إذا كان الجوار هم أشقاؤنا السودانيون المشتركون معنا فى التاريخ والجغرافيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة