هناك مقولة ظاهرها طيب، لكن أنا لا أفضلها وهى مقولة الجيش والشعب إيد واحدة، معنى هذه الجملة أن هناك كيانين مع بعضهما أصبحا يدا واحدة.
الحقيقة غير ذلك، فالجيش هو قطاع من الشعب، والواو فيما بين الجيش والشعب غير صحيحة إذ تجعل الواحد اثنين، ضابط الجيش مثله مثل المهندس أو الطبيب أو المعلم، وهؤلاء جميعا هم الشعب، فعندما يعمل طبيب الطوارئ فى القصر العينى لإنقاذ حياة مريض لن نخرج ونقول أن القصر العينى والشعب إيد واحدة، لأن طبيب الطوارئ هو الشعب والقصر العينى ملك للشعب.
طيب المقدمة دى ليه؟
الحقيقة أنا مؤمن تماما أن الدولة المصرية فى عهد السيسى لا تملك رفاهية الوقت، ومن حسن الحظ أن الرئيس السيسى هو نفسه أول المقتنعين بذلك.
وعليه يجب العمل بكل الأسلحة وفى كل الاتجاهات وفى نفس التوقيت وبنفس الحماس، طيب السلاح اللى جاهز واللى حاضر اليومين دول هو سلاح القوات المسلحة المصرية، إذا على بركة الله، هو اللى يشيل الحمل لحد ما باقى الأسلحة تقف على رجليها وده مثلا مش تفضل أو منحه، لا، ده بالضبط زى ما يكون عندك أربع أبناء بتخلى واحد يسوقلك العربية، والتانى يساعدك فى شغلك، والتالت يخلى باله على البيت، والرابع ينجح ويشرفك، فى النهاية كل دول ملك إيدك، لإن باختصار أنت اللى صنعتهم، أنت الإنسان المصرى مالك وصانع كل من على هذه الأرض المصرية، لذلك يبقى جاهل جهول اللى يقول هو الجيش هايدخل فى كل حاجة؟ يدخل طبعا فى كل حاجة وأى حاجة ولو لقيت الأطباء قادرين أو المحامين أو المحاسبين كنت كلفتهم بنفس التكليفات اللى بكلفها للجيش وأصعب منها، لكن كل فريق وإمكانياته.
ومما لاشك فيه ولا يحتاج إلى إقناع أنه أصبح حتميا، بل ووجوبيا أن يتم النظر إلى الصحة والتعليم فى مصر على وجه السرعة، وأقول على الترتيب الصحة ثم التعليم.
لا يمكن لأى أسرة مصرية أن تهنأ وترتاح وأحد أبنائها لا يستطيع العلاج، ولا يمكن أن تبنى مدنا جديدة، ويأتى جاهل يهدم ما تبنيه.
المرض والجهل لهما من القدرة على هدم أى مجتمع وأى بناء وأى تنمية، لذلك أتخيل أن الرئيس السيسى يقف فى إحدى المناسبات، وكما اعتاد على أن ينادى على اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، ويقول له الصحة والتعليم يا كامل يا وزير.
ولن أتكلم عن الهيئة الهندسية، ولا عن كامل الوزير، يكفيك أن تعرف أنهم فخر الصناعة المصرية وهم ملكك أنت وأنت من صنعتهم.
ويبدأ التكليف، عامان بالتمام والكمال نتحدث فيهما عن ثورة فى الصحة والتعليم نحتاج إلى بناء مستشفيات ولو صغيرة فى القرى والنجوع المصرية وفى الصعيد، ويتم مشاركة كل أطياف الشعب فى تجهيزها بالمعدات والأجهزة، نتحدث عن مستشفيات جديدة صغيرة فى الحجم لكن كثيرة فى العدد، نحتاج إلى توفير ماكينات الغسيل الكلوى ولو بسيارات متنقلة مثل التى تخرج فى القوافل الطبية، نحتاج إلى الكشف المبكر عن السرطان والفشل الكلوى فى كل نجع وقرية مصرية، نحتاج أن تكون المسافة بين أى مواطن وبين أقرب سيارة إسعاف مجهزة لا تزيد على بضعة كيلو مترات، وأن تصل سيارة الإسعاف فى دقائق، كل الكلام ده بإشراف ورقابة وإدارة القوات المسلحة.
«وده طبعا لو عاوزينها تشتغل بجد»، ويا سيدى بعد كده نبقى نخلى الإشراف عليها لوزارة الصحة «عشان تخرب تانى».
أما لو عملت ده يا كامل يا وزير، شوف بقى رفعت الهم من على قلوب كام أسرة مصرية ورحمت ناس كتير من أهلنا الغلابة اللى مالهومش صوت عالى، ويا بختك بقى يا سيادة اللواء فى الكام دعوة اللى هاتخدهم لإنك فرجت كرب هؤلاء المرضى.
والتكليف التانى مدارس خارج نطاق منظومة وزارة التربية مدارس لمحو الأمية يكون المجند الحاصل على مؤهل عال هو المدرس فيها ويأتى قطاع من المجندين ليتولى محو أمية أبناء بلده، ثم مدارس للتعليم الأساسى من الابتدائى والإعدادى يتولى التدريس فيها المجندون الحاصلون على شهادات جامعية تربوية، ويتم وضع المناهج فيها بشكل عصرى ومختلف ويكون الانضباط فيها صارم أشبه بالمدارس العسكرية، وتكون مثال يغار منه الجميع ويحاول تقليده، وتكون أولوية الدخول فيه للأسر الأقل دخلا ويتباهى هؤلاء أن أبناءهم فى هذه المدارس العسكرية، ويتخرج الطالب بيعرف يقرأ ويكتب فعلا, وتانى وتالت الكلام ده يكون تحت إشراف وإدارة القوات المسلحة، ويا سيدى كام سنة كده وننقل الإشراف لوزارة التربية والتعليم «عشان العيال بعد كده يطلعوا بصمجية»، أما لو عملت كده يا كامل يا وزير شوف بقى أهل بلدك الغلابة هايشوفوا العلم والنور وهاتتقى شر الجهل، وكل اللى بينتج عنه من تخلف وإرهاب.
طبعا هناك العديد من الأفكار لكن هذه هى الخطوط العريضة التى لا يمكن الاختلاف عليها والحاجة إلى الاهتمام بالصحة والتعليم أمور لا يمكن أن تناقش فهى ضرورات لأى مجتمع.
ولا يمكن أن يكون الاستثمار فى المبانى أهم من الاستثمار فى البشر، فلو أقمت مدنا جديدة أشبه بسنغافورة، وأسكنت كل مواطن فى قصر بدلا من شقته، وقد استغرقت من الوقت عامين لبناء هذه المدن، وهذه القصور فماذا ينفع المواطن وهو ذاهب إلى القصر دون أحد أبنائه الذى لم يستطيع أن يوفر له العلاج ومات من المرض؟
وكيف أنتقل لأعيش فى مدينة جديدة وفى القصر الجديد ونصف أسرتى من الجهلة الذين قد يستخدمهم البعض لتخريب المدينة الجديدة.
وبعدين إذا كانت هذه الملفات شائكة ومعقدة وتحتاج إلى مجهود وأموال، متى يحين الوقت لاختراقها؟ وطبعا أنا هنا لا أتحدث عن خطة وزارة الصحه وخطة وزير التربية والتعليم فى التطوير، لأنه بالتأكيد يبقى هانستنى أحفادنا يحكولنا إيه اللى حصل.
أنا أتحدث عن ثورة بكل المعانى، أتحدث عن شغل من بتاع كامل الوزير عن عمل حقيقى ملموس وبدقة تنفيذ عالية.
إوعوا تنافقوا أنفسكم، ما فيش قطاع جاهز فى الدولة الآن ومنضبط مثل القوات المسلحة اللى أنا وأنت وأبوك وأبويا عملناها وعلمنا ضباطها وسلحناهم، اللى بيحاول يقولك هو كل حاجة الجيش بيحرمك من ملكك اللى أنت تعبت وشقيت علشان تصنعه، ولما أحسنت صنعه عاوزين يحسسوك إنك حاجة وهو حاجة، الأمم لا تتقدم بالطرق التقليدية خاصة الأمم المحملة بسنوات من الفقر والمرض.
الحقيقة يا سيادة اللواء كامل أنت ماعندكش مفر وقدامك بالكتير سنتين فى موضوع الصحة والتعليم وفى السنتين دول لازم تخلصنا من ستين سنة هم على دماغنا ودماغ اللى سبقونا، ستين سنة فضلنا فيها فى تخلف وفقر وجهل ومرض.
اتوكل على الله وأنت عارف المصريين بيحبوا جيشهم قد إيه، وأنت عارف إن إحنا مسلمينك خيرة ولادنا من المجندين والضباط فى القوات المسلحة، وتحت إيدك أمكانيات تهد جبال.
أما بقى لو الرئيس السيسى حد وصلوا الكلمتين دول ووقف السيسى وقالوا يلا يا كامل يا وزير ساعتها هانشوف فى الصحة والتعليم اللى ما شوفناهوش من سنين.. قولوا يارب وهو يبقى البشر أولى من الحجر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة