كرم جبر

بروفة إشعال الحرائق!

الأربعاء، 15 مارس 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اليقظة والمصارحة هما حائط الصد لإفساد أى مؤامرة إخوانية مقبلة، وأسلحتهم الفاسدة هى الإعلام المضلل ونشر الشائعات، وركوب أى أزمة والصعود بها إلى الانفجار، لا يملّون ولا يهدأون ولا يعترفون بأن الشعب الذى لفظهم لن يسمح بعودتهم، وأن الناس قد يختلفون حول أصغر القضايا وأكبرها، إلا أمر واحد اتفقوا عليه هو ألا تعود الأيام السوداء التى ذقنا مرارتها، وجرب الناس بأنفسهم عدوانيتهم وأكاذيبهم، وأن استكانتهم وضعفهم قبل 25 يناير، لم تكن أكثر من خدعة وقناع زائف للظهور بمظهر الحمل الوديع، ولكن حين تمكنوا أشهروا أنيابهم وأظافرهم وشخصيتهم الانتقامية.
 
لن يهدأ الإخوان ولن يتركوا شرارة صغيرة إلا وحاولوا أن يشعلوا منها حريقا كبيرا، وأجروا آخر بروفة فاشلة فى أزمة الخبز، وحتى لا أكون متحاملا عليهم، أرجعوا إلى بيان ما يسمى التحالف الوطنى لدعم الشرعية، وهو موجود على مواقعهم، ويدعو إلى أسبوع ثورى جديد بعنوان خبز وحرية، وما احتواه من التحريض والغل والانتقام، وعبارات ساذجة هى سر نكبتهم التاريخية، فهم يتصورون أن الجماهير ستستيجيب لهم، وتخرج وتحرق وتدمر، «دفاعا عن حقهم فى الحياة» كما يزعمون، وهى عبارة إنشائية رخيصة، لأن الحياة تنمو بالخير وليس الشر، وتوفير الخبز ليس بالطوب والحجارة ورفع راياتهم السوداء.
 
لن يعترف الإخوان بالأسباب الحقيقية التى أدت إلى طردهم من الساحة السياسية، ويلدغون من نفس الجحر مرتين وثلاث وعشر، جحر التضليل والكذب والخداع، حتى بعد أن انكشفت أوراقهم وتعرّت نواياهم الشريرة، فهم يحرضون الناس فى بيان الخبز والحرية على «الثأر للدماء التى سارت على طريق الكرامة والعدالة»، وبالطبع هم يقصدون دولة ميدان رابعة، وتحديها الصارخ لهيبة الدولة وأمنها واستقرارها، ولكن الناس لا يطلبون إلا الثأر لأرواح شهدائنا الأبرار الذين يضحون بأرواحهم، دفاعا عن الحياة والعدل والمساواة والحرية، وشتان بين من يدفع حياته دفاعا عن قضية عادلة، ومن يحصر قضيته فى سرقة وطن ومحاولة أخونته ومحو هويته.
 
لن يملّ الإخوان ولن يهدأوا ويعيشوا باستمرار حالة تربص وتحفز، للانقضاض على أى حدث وتغيير وجهته، فى ظل إعلام يسبح فى مساحات رمادية، ومواقع للتواصل الاجتماعى تشهر أسلحة الشائعات بسرعة البرق، ومسؤولين قد يجانبهم التوفيق فى بعض القرارات الجماهيرية.. والحل: الحديد لا يفله إلا الحديد، والتربص لا يبطل مفعوله إلا باليقظة والتنبؤ بالأحداث، والتعامل معها بأقصى درجات السرعة والحسم.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة